بعد تبادل الاتهامات بشأن تعطيل تنفيذ اتفاق الرياض، لإنهاء النزاع القائم بين "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي وحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أعلن الأول إقامة إدارة للحكم الذاتي في المناطق الواقعة تحت سيطرته بما فيها العاصمة المؤقتة عدن أمس.

وأعلن بيان للمجلس في ساعة مبكرة من صباح أمس: "الإدارة الذاتية للجنوب اعتبارا من منتصف ليل السبت 25 أبريل. حالة الطوارئ العامة في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب".

Ad

واتهم المجلس، الذي يتزعمه عيدروس الزبيدي، الحكومة اليمنية بـ"الفشل في تأدية واجباتها"، بالإضافة إلى "تلكؤها وتهربها من تنفيذ ما يتعلق بها من اتفاق الرياض"، الذي رعته الحكومة السعودية بين الطرفين، لإنهاء النزاع المسلح الذي اندلع بينهما العام الماضي، وأسفر عن سيطرة قوات "الانتقالي" على عدن.

وذكر المجلس، هو من بين الجماعات الرئيسية التي تقاتل "أنصار الله" في إطار التحالف الذي تقوده الرياض، انه سيسيطر على المرافق الحكومية، ومنها ميناء، ومطار عدن، ومؤسسات أخرى تابعة للدولة مثل البنك المركزي.

تسريع وانتشار

وسارع الانفصاليون إلى البدء في تنفيذ إقامة إدارة للحكم الذاتي في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

ونشر "المجلس الانتقالي" قواته في عدن، المقر المؤقت للحكومة المعترف بها دولياً، منذ أن أجبرتها ميليشيات حركة "أنصار الله" الحوثية على الخروج من العاصمة صنعاء في 2014.

وأفاد بيان صادر عن "لواء العاصفة"، تابع للانفصاليين، بأن قوات "الانتقالي" تسلمت مقر البنك المركزي بعدن من قوات تابعة لـ"التحالف" كانت تشرف على تأمينه، وذلك بعيد تسلم ميناء عدن وباقي المرافق الحكومية في عاصمة اليمن المؤقتة.

تنديد ورفض

في المقابل، نددت حكومة هادي بالخطوة التي تهدد بتجديد الصراع المسلح بين الطرفين المدعومين من "التحالف العربي".

وقال وزير الخارجية في الحكومة المعترف بها دولياً، محمد الحضرمي، إن "إعلان القيام بإدارة الجنوب ما هو إلا استمرار للتمرد المسلح، وإعلان رفض وانسحاب تام من اتفاق الرياض. ويتحمل ما يسمى بالمجلس الانتقالي وحده التبعات الخطيرة والكارثية للإعلان".

وفي موازاة ذلك، أعلنت السلطات المحلية في خمس محافظات جنوبي البلاد رفضها المطلق، لبيان "الانتقالي الجنوبي".

وأكدت السلطات المحلية في محافظات المهرة، وحضرموت، وشبوة، وابين، وسقطرى، تمسكها بالسلطة الشرعية لهادي.

وقالت قيادة السلطة المحلية في حضرموت، إن إعلان المجلس الانتقالي يمثل "خرقاً للشرعية واتفاق الرياض، وهو عمل غير مسؤول".

وأشارت إلى ضرورة تدخل التحالف بقيادة السعودية بشكل يجعل الجميع يعودون إلى "اتفاق الرياض".

من جانبها، اعتبرت السلطة المحلية واللجنة الأمنية بمحافظة المهرة، أن بيان "الانتقالي" يمثل "انقلاباً واضحاً وصريحاً على الحكومة الشرعية واتفاق الرياض ومبادئ الوحدة اليمنية".

ودعت محافظات سقطرى وشبوة وابين، إلى الالتفاف حول شرعية هادي، معتبرة تصرف الانتقالي "طيش ميليشيات لزعزعة الأمن والاستقرار، وجر البلاد إلى العنف والاحتراب".

الجدير بالذكر أن "الانتقالي الجنوبي"، الذي قال إنه يرغب في أن يكون جزءاً من أي مفاوضات سياسية، انسحب من اللجان المعنية بتطبيق "اتفاق الرياض" في يناير الماضي. وكانت السعودية تشيد باتفاق الرياض باعتباره خطوة صوب التوصل إلى حل سياسي للحرب.

وتعارض الإمارات، مثل "الانتقالي الجنوبي"، حزب "الإصلاح" الإسلامي الذي يشكل ركيزة حكومة هادي، وقلصت وجودها العسكري في اليمن العام الماضي، لكنها احتفظت بدعمها لآلاف المقاتلين الجنوبيين.

غضب وتحذير

وجاءت عشية تظاهرات غاضبة من سوء الإدارة في عدن والمحافظات الجنوبية التي ضربتها أمطار غزيرة تحولت إلى سيول، وأدت إلى تضرر 75 منزلا ووفاة 8 أشخاص الأسبوع الماضي.

ومنذ أسابيع، يشهد اليمن أمطارا غزيرة في عدة محافظات، تسببت في سقوط عشرات الضحايا بين وفيات ومصابين، إضافة إلى خسائر كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة.

في السياق، حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية، من زيادة خطر انتشار الملاريا مع بدء موسم الأمطار في اليمن.

وقالت في بيان أمس: "في الوقت الذي تتأهب فيه البلاد حالياً لمواجهة انتشار محتمل لكوفيد-19، فإن النظم الصحية الأخرى بحاجة إلى الاستمرار في العمل، وإلا فمن المتوقع أن ترتفع الوفيات بسبب أمراض أخرى مثل الملاريا".

وأشارت المنظمة إلى أنها عالجت 13 ألفا و93 حالة إصابة بالملاريا في عدد من المحافظات اليمنية في 2019.

على صعيد منفصل، قال رئيس "المجلس السياسي" للمتمردين الحوثيين، مهدي المشاط، إن "مبادرة السلام التي أعلنها عشية العيد الخامس لثورة ٢١ سبتمبر لاتزال قائمة"، مؤكداً الاحتفاظ بحق الرد.

وأكد المشاط في تصريحات أمس أن "التواصل مع السعودية مستمر، لكنه يتعرض للمد والجزر ولم يتجسد على أرض الواقع"، قائلا: "لن نغلق أي باب يفضي إلى السلام، ولن نقدم تنازلا يمس سيادة بلدنا".

وشدد على أن "الجمهورية اليمنية منفتحة في علاقات ودية مع كل الدول والحكومات، وأنها ترغب في سلام دائم وشامل"، متهما الأمم المتحدة بلعب دور سلبي عبر توفير غطاء لما اسمه "الحرب الاقتصادية" التي يتعرض لها اليمن.