عندما تستيقظ صباح أي يوم مرتاحاً معافى وبروح ومعنويات متفائلة، وتحمد الله على ذلك، ليتك تفكّر بالممرض أو الممرضة أو الطبيب أو الطبيبة الذين لم يناموا ولم يأكلوا، ولم تكن لديهم الفرصة حتى للجلوس، يُثقل كاهلهم اللباس الواقي الذي يستغرق لبسه ونزعه وقتاً طويلاً نسبياً.

فكّر أيضاً في نفسية هؤلاء الذين واصلوا الليل بالنهار لرعاية مريض يحاولون إبقاءه على قيد الحياة، جسمه تخترقه الأنابيب الموصّلة لشرايينه، وفكّر بجهاز التنفس الصناعي الموصّل للقصبة الهوائية لتزويد الرئة بالأكسجين لإبقائه على قيد الحياة، وفكّر أيضاً في الحالات الحرجة التي تم إيصال دوراتها الدموية بجهاز قلب صناعي خارج الجسد، والجهاز يسمّى الإيكمو (ECMO)، ويعمل بنظرية إبقاء الدورة الدموية لكي يرتاح القلب ويرتاح الجهاز التنفسي، حتى يتم استعادة نشاطيهما.

Ad

ليتك تفكّر بما يعانيه الأطباء والممرضون والتوتر الذي يعيشونه، سواء في الجناح أو في العناية المركّزة، لمراقبة المريض على مدى أربع وعشرين ساعة.

هؤلاء هم، وهم فقط، مَن عملوا على شفاء المرضى وقلّلوا عدد الوفيات من مرض COVID 19... وهؤلاء هم مَن يتباشرون إنقاذ شخص أو أكثر من الموت المحقق.

الغالبية العظمى من الأطباء كويتيون شباب لديهم أُسر وأبناء وبنات، وهم مَن حباهم الله بعزيمة قويّة وروح تضحية متناهية... وهم مَن على جبهة المرض ومعرّضون للعدوى.

بارك الله فيهم وآجرهم حُسن الأجر على تفانيهم واجتهاداتهم لشفاء المرضى وإراحتهم، وطمأنة ذويهم.