دول تبدأ الخروج من قيود فيروس كورونا وسط اضطرابات سياسية

• جونسون «العائد» يحذر من التسرع
• الكنيسة الإيطالية غاضبة من تكبيلها
• خصوم ميركل ينتقدون «عنادها»

نشر في 28-04-2020
آخر تحديث 28-04-2020 | 00:05
جونسون يخرج من مقره في 10 داونينغ ستريت لإلقاء أول كلمة بعد عودته إلى القيادة (رويترز)
جونسون يخرج من مقره في 10 داونينغ ستريت لإلقاء أول كلمة بعد عودته إلى القيادة (رويترز)
بعد شهر من تأكد إصابته بوباء "كوفيد- 19" وأسبوعين من خروجه من المستشفى، عاد رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى القيادة، محذراً من التسرع في رفع قيود العزل والإغلاق، في حين دخل المزيد من الدول إلى المرحلة الثانية في مكافحة "كورونا"، التي تتضمن إعادة العمل بحذر خلال التعايش مع الفيروس.
في أجواء من الاضطرابات السياسية، واصل المزيد من دول العالم الانتقال إلى المرحلة الثانية في مكافحة فيروس كورونا، التي تتضمن رفعاً تدريجياً لقيود العزل والإغلاق، من أجل عودة بطيئة وحذرة إلى "الوضع الطبيعي"، على قاعدة التعايش مع "الفيروس".

في أوروبا، فتحت سويسرا أمس أبواب بعض متاجرها، بشرط احترام التدابير الصحية، وسمح للحلاقين والمعالجين الفيزيائيين والأطباء وصالات التدليك ومحلات الزهور ومعدات الحدائق، وكذلك دور الحضانة، باستئناف أنشطتها.

وغداة سماح إسبانيا، للأطفال بالخروج من بيوتهم بعد ستة أسابيع من الحجر، فتحت المدارس أبوابها في النرويج أمس. وحان دور الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ست وعشر سنوات ليعودوا إلى مقاعدهم، بعد أسبوع من فتح الحضانات، لكن سيضم كل صف 15 تلميذاً فقط.

وتقدم الحكومة الإسبانية اليوم خطتها لتخفيف تدابير العزل الذي يتوقع أن يبدأ تنفيذها منتصف مايو المقبل، بالتزامن مع كشف رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب عن "الاستراتيجية الوطنية لخطة رفع العزل"، التي يفترض أن تبدأ في 11 مايو، خصوصاً مع فتح تدريجي لكن مثير للجدل للمدارس.

وفي الصين التي ظهر فيها الفيروس أواخر العام الماضي، عاد الملايين من طلاب الثانويات والجامعات إلى صفوفهم، وسط قيود مشددة مثل فرض ارتداء الأقنعة وقياس الحرارة، في بكين وشنغهاي، بعد أربعة أشهر من الغياب.

وسمح فقط لطلاب المرحلة النهائية في الثانوية في بكين بالعودة إلى الدراسة للتحضير لامتحانات الدخول إلى الجامعة. وكانت المدارس أغلقت أبوابها في مختلف أنحاء البلاد منذ يناير الماضي.

وبينما تدرس كوريا الجنوبية إعادة فتح المدارس في ظل تباطؤ الزيادة في الحالات، أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، أمس تخفيف قيود الإغلاق الصارمة. وقالت أرديرن: "لا يوجد عملية تفشٍّ واسعة النطاق وغير مكتشفة في نيوزيلندا. لقد ربحنا تلك المعركة. ولكن يجب أن نظل يقظين إذا أردنا المحافظة على ذلك".

وتستعد الولايات المتحدة أيضاً لاستئناف بعض الأنشطة الاقتصادية، كما في ولاية نيويورك، حيث يمكن لبعض الأنشطة التصنيعية وأعمال البناء أن تبدأ بعد 15 مايو.

ويحاول العاملون في "شاحنات الطعام" في البلاد البحث عن الزبائن المحجورين ليتمكنوا من الاستمرار.

وعادت مطاعم هيوستن بتكساس الى العمل رغم أوامر البقاء في المنزل التي أصدرتها الولاية، في حين توقعت إندونيسيا أن تعود للحياة الطبيعية بحلول يونيو.

وأعلنت إمارة دبي، أنها رفعت حظراً كاملاً عن حيي الراس ونايف التجاريين اللذين بهما عدد كبير من العمال الأجانب أصحاب الدخل المنخفض، بعد إغلاقهما منذ 31 مارس الماضي، في ضوء النجاح الذي حققته جهود مكافحة الفيروس خلال تلك الفترة، إذ لم يتم تسجيل أي إصابات جديدة في عموم هاتين المنطقتين خلال اليومين الماضيين.

وبينما عادت بعض مصانع النسيج والملابس إلى العمل في بنغلادش، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال لقاء عبر الفيديو كونفرانس مع رؤساء وزراء الولايات، إن إجراءات الإغلاق ستستمر فقط في المناطق الأكثر تضررا من الفيروس.

وتباينت آراء رؤساء وزراء الولايات ما بين مطالب بإنهاء إجراءات الاغلاق ومؤيد لتمديدها. وطالب مودي جميع الولايات بإعداد خطط خاصة للخروج من الإغلاق، من خلال ترسيم المناطق بناء على مستوى التفشي بها.

وأنهى العالم الإسلامي أمس يومه الرابع من شهر رمضان، دون السماح بالصلوات الجماعية، أو مشاركة الإفطار، فالمساجد أغلقت أبوابها، والتجمعات العائلية محظورة.

لكن يخشى أن يؤدي خرق تلك التدابير إلى قفزة في تفشي الفيروس من جديد، لا سيما في باكستان، حيث تجمّع المصلون في المساجد متجاهلين التوصيات الصحية.

وخففت السعودية من جهتها جزئياً من حظر التجوال العام، باستثناء مكة المكرمة.

جونسون

وفي لندن، وفي أول ظهور علني له بعد تعافيه من إصابته بالفيروس، كشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، ان هناك مؤشرات حقيقية أن بلاده بدأت "بتحويل مسار" انتشار الوباء، وبدأت تتغلب عليه وتجاوز ذروته.

ورغم الضغوط التي يتعرض لها من أجل الكشف عن استراتيجيته للخروج من إجراءات العزل المفروضة منذ أكثر من شهر، حضّ جونسون مواطنيه، في كلمة ألقاها من أمام مكتبه في "10 داونينغ ستريت" في لندن، على مواصلة الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي والحظر الجزئي.

وجدّد القول ان "الفيروس يعد أكبر تحدٍّ تواجهه بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، ولذلك فهو يتطلب تضافر الجهود وصبر عامة الناس".

وقال إنه يتفهم مخاوف مختلف القطاعات من استمرار الإغلاق، ولكنه حذر من أن "التعجل في رفع الإغلاق قد يتسبب في موجة تفش ثانية ستكون أصعب بكثير وستضيع كل الجهود والتضحيات التي بُذلت، ويمكن أن تؤدي إلى كارثة اقتصادية".

وأضاف أن "الحكومة ستبدأ تدريجياً في تخفيف القيود واحدا تلو الآخر لتشغيل محركات الاقتصاد البريطاني الضخم، وخلال تلك العملية، سيتم إصدار أحكام صعبة، ولا يمكننا القول ببساطة الآن مدى السرعة أو البطء أو حتى متى سيتم اتخاذ هذه التغييرات".

يأتي ذلك، بعدما صدرت في المملكة المتحدة "إشارات مشجعة" من وزير البيئة جون أوستيس خلال مؤتمره الصحافي اليومي، مع تسجيل تراجع كبير في عدد الوفيات.

أزمة في إيطاليا

وفي إيطاليا، نددت الأوساط الكنسية بقرار الحكومة الإبقاء على حظر إقامة القداديس بعد رفع تدابير الحجر المنزلي تدريجيا اعتبارا من 4 مايو، إذ رأت فيه "انتهاكا لمبدأ الحرية الدينية".

وأوضح المؤتمر الأسقفي الإيطالي في بيان أن "الأساقفة الإيطاليين لا يمكنهم الموافقة على رؤية حرية المعتقد تُنتهك"، وذلك غداة إعلان رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الجدول الزمني للمرحلة الثانية من الرفع التدريجي لتدابير الحجر المنزلي في إيطاليا بعد شهرين من الإغلاق الشبه التام.

وأشار المؤتمر إلى أن "مرسوم رئاسة الوزراء عن المرحلة الثانية يستثني اعتباطيا إمكان إقامة القداس مع الشعب بعد أسابيع من المفاوضات".

وكان المؤتمر الأسقفي الإيطالي قدم منتصف الشهر الجاري إلى الحكومة "رزمة اقتراحات" بهدف استئناف الحياة الكنسية بعد 3 مايو، خصوصا من خلال إقامة قداديس مع احترام مبدأ المسافة الآمنة بين المصلين.

ورداً على بيان المؤتمر، أعلنت الحكومة أنها ستعمل في الأيام المقبلة على "اتفاق سيتيح مشاركة المؤمنين في الاحتفالات الكنسية في ظروف تراعي أقصى معايير السلامة قدر الإمكان".

صراع في ألمانيا

وفي ألمانيا، بدأت انقسامات تظهر لدى الرأي العالم والاحتجاجات تزداد حيال استراتيجية أنجيلا ميركل الحازمة لمكافحة الفيروس، بعد الإشادة بالطريقة التي عالجت بها حتى الآن هذه الأزمة.

وتدعو المستشارة منذ أسابيع لتخفيف تدريجي لتدابير العزل، وتنتقد نفاد صبر الألمان من القيود المفروضة منذ شهر ونصف الشهر وآثارها الاقتصادية.

ويبدو أن النهج المتبع الذي مكّن ألمانيا حتى الآن من تسجيل نسبة وفيات أدنى من تلك المسجلة في الدول المجاورة مع معدل إصابات بـ 3.7 في المئة، يحظى بدعم غالبية في صفوف الرأي العام.

وتشهد شعبية ميركل تحسنا ملحوظا بعد أن كان كثيرون يرون قبل أشهر أنها وصلت إلى نهاية مسيرتها السياسية بسبب سياساتها المتعلقة بالهجرة.

لكن المناخ السياسي يتغير وظهرت احتجاجات حتى داخل صفوف حزبها.

فقد حذر فولفغانغ شويبله رئيس مجلس النواب، الشخصية السياسية النافذة، من تمديد القيود على الحقوق الأساسية للمواطنين.

ويعارض أرمين لاشيت، المرشح لخلافة ميركل ورئيس حكومة ولاية شمال الراين فيستفاليا، بشدة نهج المستشارة منذ أيام مطالبا بالتسريع في رفع العزل.

وانتقد أيضاً التوقعات الشديدة التشاؤم لعلماء الأوبئة الذين تصغي ميركل لتوصياتهم.

وأمس، كررت صحيفة "بيلد"، هذه الانتقادات ودعت المستشارة في مقال إلى "وقف عنادها".

والسبت الماضي، تجمع في برلين آلاف الأشخاص المقربين من اليسار المتطرف وأيضا من اليمين للدعوة إلى "المقاومة الديمقراطية" لدولة متسلطة بذريعة العزل.

back to top