قُوبلت الحلقة الثالثة من مسلسل "مخرج 7" بالنقد اللاذع من المشاهدين في وسائل التواصل، معترضين على الأحداث التي ناقشها العمل، ضمن رؤية فنية تتناول الصراع العربي - الإسرائيلي، وتنطلق شرارتها الأولى من خلال أب استشاط غضبا حينما علم أن ابنة الصغير كوّن فريقاً مع شخص يدعى عازرا، وهو إسرئيلي، ينافس فيه ضمن إحدى الألعاب الإلكترونية، ويمارس الأب الذي يجسد دوره الفنان ناصر القصبي، ضغطاً على ابنه لفض هذه الشراكة، لكن الابن يرغب في الاستمرار لأنه لا يود أن يخسر ما تحصل عليه من نقاط عبر اللعبة، أون لاين.
لعب عيال
يلجأ الأب المصدوم إلى زوجته لعلها تفلح في إثناء ابنها عن المضي في هذا الاتجاه، لكن تقابل الأم ثورته وانزعاجه بكل برود فلا تكترث لحديثه، معتبرة ما يجري مجرد "لعب عيال"، فيتضاعف غضب الأب عقب تفاعل ابنته معه، لكنه لم يعجبه قيامها بخطوات للفصل بين نفسها وشقيقها، فهي أرادت أن تفصل حاجياتها عن أغراضه، وارتدت الكوفية تعبيراً عن مناصرتها القضية الفلسطينية ورفضها لما يقوم به شقيقها. وفي مشهد آخر، يواجه الأب موقفاً صعباً حينما تأتي مديرته في العمل لتوبيخه بسبب إغلاقه محلاً لبيع الملابس والهدايا، لأنه يبيع مستلزمات عليها رسومات شبيهة بنجمة داود! وهنا تبرز مفارقة كبيرة أن الأب لم يستطع السيطرة على ابنه ومنعه من التعامل مع الإسرائيلي، بينما أصدر قراراً بإغلاق محل يبيع مستلزمات تتضمن شعاراً إسرائيليا.عميل إسرائيلي
يسعى الأب إلى تضييق الخناق على ابنه، لكن الابن لا يكترث بما يقوله والده، فيصارح الأب شقيقه -الذي يجسد دوره الفنان حبيب الحبيب- بما يفعله ابنه، فيقترح الأخ أن يُبلغ القصبي الجهات الأمنية، لأن الولد خائن. وفي مشهد آخر، يصارح الحبيب زوجته أنه يود التعامل مع إسرائيل ليكون عميلاً مزدوجاً، بحثاً عن الشهرة، وفي نهاية المطاف كتابة مذكراته.تطبيع تجاري
وتستمر الأحداث إلى أن يقترح الجد -الفنان راشد الشمراني- على صديقة أن يدخل معه في صفقة موبايلات استوردها من إسرائيل، فيغضب الصديق لأن هذا يعتبر تطبيعاً تجارياً. وحينما يضيق الحصار على القصبي، فالكل يريد أن يكسب المال أو يحصد الشهرة بغض النظر عن الطريقة أو المصدر تأتي ابنته لتخبره أن ابنه ترك الصديق الإسرائيلي، بعد أن تقاسم معه الدولارات التي ربحها من اللعبة، وبدأ يبحث عن شريك آخر يخوض معه لعبة جديدة.هجوم لاذع
وأحدثت الحلقة تفاعلاً كبيراً لدى مستخدمي مواقع التواصل، وجاءت التعليقات متباينة بين الهجوم اللاذع والاستحسان. ومن أبرز هذه التعليقات، ما ذكره أحد المغردين أن "الحلقة تضمنت فكرة التعاون مع اليهود، وبذلك يا ناصر القصبي تنزل من مكانتك عند معظم المعجبين، فنحن لم ننس لقطات محمد الدرة".وعلق آخر، "استهتار القصبي بلغ مداه، فهو الذي ما فتئ من توجيه سهام النقد اللاذع إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الآن توجه إلى القضية الفلسطينية"، مستذكرا بعض مقولات القصبي السابقة التي لا تتوافق مع تفكير المغرد.ومن التعليقات أيضا تساؤل عن "قصة سيرة إسرائيل في المسلسل... هل يريدون أن يزرعوا فكرا جديدا؟ بصراحة الحلقة فيها خبايا كثيرة في الحوارات والأحداث، إنها حملة تسويقية للتطبيع مع إسرائيل".واعتبر مغرد آخر أن القصبي شطح من "طاش ما طاش" وشوارع منفوحة وعتيقة، إلى إسرائيل. وبلهجة تفوح من جنباتها الحسرة يقول المغرد: "حينما كنت تقدم طاش كنا نحرص على متابعتك ولا نفوت أي مشهد لك. هذه الحلقة لم تشدنا لأن اسرائيل لا تمثل لنا شيئا، فهي خارج نطاق التغطية ولا تخطر ببالنا".الواقع الفلسطيني
كما تناولت التعليقات مسلسل أم هارون، وعلق أحدهم: حياة الفهد وناصر القصبي، ليتكما تقدمان واقع الفلسطيني في أعمالكم.وفي حين طالب أحدهم بضرورة إيقاف عرض المسلسل، مستغربا من سماح وزارة الإعلام السعودية ببث العمل، قال آخر: "لو استمعنا بعقلانية، وخصوصا ما قاله القصبي، هو إنصاف موضوعي لصالح الفلسطيني، إنها فتنة تقف وراءها اسرائيل".