غداة إعلان "المجلس الانتقالي الجنوبي" في اليمن، فرض الإدارة الذاتية بالمحافظات اليمنية الجنوبية التي يسيطر عليها، ومن ضمنها العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، دعا "تحالف دعم الشرعية في اليمن" إلى إلغاء الإعلان الأحادي والعودة إلى "اتفاق الرياض" المبرم بين حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، والمجلس الانفصالي.

وشدّد التحالف، الذي تقوده السعودية، في بيان أمس، على "ضرورة عودة الأوضاع إلى سابق وضعها، إثر إعلان حالة الطوارئ من جانب المجلس الانتقالي عبر بيانه الأخير، وما ترتّب عليه من تطوّرات للأحداث في العاصمة المؤقتة عدن، وبعض المحافظات الجنوبية".

Ad

وأكد التحالف "ضرورة إلغاء أيّ خطوة تُخالف اتّفاق الرياض والعمل على التعجيل بتنفيذه"، مشيراً إلى أن "المسؤولية تقع على الأطراف الموقعة على الاتفاق، لاتخاذ خطوات وطنية واضحة باتجاه تنفيذ بنوده المتفق عليها".

وطالب الأطراف اليمنية بـ"وقف أي نشاطات أو تحركات تصعيدية"، داعياً إلى "العودة لاستكمال تنفيذ الاتفاق فوراً ودون تأخير، وتغليب مصلحة الشعب اليمني على أي مصالح أخرى، والعمل على تحقيق هدف استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب، والتصدي للتنظيمات الإرهابية"، ومجدداً استمرار دعمه للشرعية اليمنية.

معارضة إماراتية

في موازاة ذلك، رفضت الإمارات العضو الرئيسي بـ"التحالف"، الذي يقاتل حركة "أنصار الله" الحوثية المسيطرة على العاصمة صنعاء، أي خطوات أحادية للتغيير بالجنوب.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن الإمارات تعارض قرار "المجلس الجنوبي"، وتدعو إلى التطبيق الكامل لـ"اتفاق الرياض"، الذي تم التوصل إليه العام الماضي.

وشدد قرقاش، عبر "تويتر"، على أن بيان "التحالف" يأتي من حرص واضح على اليمن وعلى "اتفاق الرياض"، والذي يمثل تطبيقه كاملا، أساساً للعمل السياسي في المرحلة المقبلة.

وأضاف: "الإحباط من التأخر في تطبيق الاتفاق لا يجب أن يكون سبباً لتغيير الأوضاع من طرف واحد، وثقتنا في حرص السعودية الشقيقة على تطبيق اتفاق الرياض مطلقة".

وأوضح قرقاش، في تغريدة ثانية، أن "تطبيق نص اتفاق الرياض، والالتزام بروحه، عنوان المرحلة وحجر أساس في الرؤية الإقليمية والدولية للحل السياسي في اليمن، وبيان التحالف يؤكد ضرورة التزام كل الأطراف بتنفيذ الاتفاق، حرصاً على تماسك الموقف السياسي والعسكري، وتمهيداً لاستحقاقات المرحلة التالية".

وأكد الوزير أن "الإمارات لن تجد أحرص من المملكة على اليمن، ولن تجد شقيقاً وجاراً وحليفاً بأصالة ومصداقية وحمية الرياض. علاقتنا راسخة، ورؤيتنا لأمن واستقرار المنطقة واحدة".

في هذه الأثناء، أكد نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، أن أمن واستقرار اليمن في أعلى أولويات المملكة.

وقال عبر "تويتر": "أكد بيان التحالف تجاه إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي المستغرب، أمن واستقرار اليمن وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، والعودة لتنفيذ اتفاق الرياض ودعمه للحكومة الشرعية لخدمة الشعب اليمني".

وأوضح أن "التعجيل في تنفيذ اتفاق الرياض مسؤولية وطنية تقع على عاتق الطرفين الموقعين عليه، استجابة لتطلعات الشعب اليمني ورغبته في السلام".

ودعا بن سلمان طرفي "اتفاق الرياض" إلى سرعة عودة ممثليهم في اللجان، وفرق العمل، وغرف العمليات المشتركة تحت إشراف "التحالف" لتسريع تنفيذ الاتفاق.

على صعيد متصل، نفى "اللواء 17 مشاة" في محافظة لحج سقوط معسكر للقوات الحكومية في المحافظة بأيدي قوات "الحزام الأمني" الموالية لـ"المجلس الجنوبي" بقيادة عيدروس الزبيدي.

وذكر مصدر عسكري حكومي أن قوات "الحزام" انسحبت، مساء أمس الأول، من محيط معسكر الخطابية التابع لـ"الواء 17 مشاة" بعد محاصرته عدة ساعات.

اتهام مدني

في السياق، اتهم تجمع "القوى المدنية الجنوبية"، "المجلس الانتقالي" بأنه يسعى للتغطية على الاحتجاجات الشعبية، ضد تردي الأوضاع في المناطق التي يسيطر عليها، بعد فشله في التعامل مع الأزمة الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي سقطت على الجنوب وعدن الأسبوع الماضي، عبر "إعلان الإدارة الذاتية وحالة الطوارئ".

ودعا التجمع سكان عدن وجنوبي اليمن إلى مواصلة التظاهرات الرافضة لما وصفهم بـ"أطراف العبث"، في إشارة إلى الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي.

وشهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، خلال الأسابيع الماضية، تظاهرات شعبية احتجاجا على تردي الخدمات، خصوصا انقطاع الكهرباء.

ويتحكم "المجلس الانتقالي" في زمام الأمور في عدن، منذ أغسطس الماضي، عقب قتال شرس مع القوات الحكومية انتهى بطرد الحكومة.

وعقب ساعات من إعلان "الانتقالي" حكما ذاتيا في الجنوب، أعلنت 6 محافظات جنوبية من أصل 8، رفضها للإعلان، وأكدت تمسكها بالولاء لهادي.

ودعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، اليمنيين إلى سرعة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض وتوحيد الصفوف.

وأكد الحجرف، في بيان أمس، أهمية الاستجابة لإعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن بضرورة عودة الأوضاع في عدن إلى سابق وضعها.

وشدد على ضرورة إلغاء أي خطوة تخالف اتفاق الرياض، والعمل على التعجيل بتنفيذ الاتفاق.

وأعرب الحجرف عن أمله أن تسفر الجهود عن وقف أي أنشطة أو تحركات تصعيدية وتهيئة الظروف الملائمة للعودة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض دون تأخير.

وفي وقت سابق، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عن خيبة أمل من تطورات الأحداث في المناطق اليمنية الجنوبية، ودعا إلى الإسراع في تنفيذ اتفاق الرياض.

وقال غريفيث: «يجب على جميع الفاعلين السياسيين التعاون بحسن نية والامتناع عن اتخاذ إجراءات تصعيدية ووضع مصالح اليمنيين في المقام الأول».

كما دعت الأردن ومصر إلى ضرورة الالتزام باتفاق الرياض، مشددتين على ضرورة دعم جهود السعودية والإمارات في اليمن.