بعيداً عن أسواق المضاربة النفطية
![د. عبدالسميع بهبهاني](https://www.aljarida.com/uploads/authors/330_1710772458.jpg)
● إطالة أمد عودة السوق النفطي إلى توازنه.● تقلبات كبيرة في الأسعار النفطية نتيجة انفلات مرونة منحنى علاقة السعر بالطلب.● تأخر في إنجاز مشاريع النفط والإنتاج والتطوير مما يسبب نقصاً شديداً في الانتاج المستقبلي المتوقع بعد سنتين، مما سيسبب قفزات فجائية في الأسعار تؤثر على المصانع والمستهلكين معا.* انحدار الأسعار إلى السالب للعقود الآجلة مما يسبب انهياراً لأسواق المال. ● إفلاس الشركات النفطية الخاصة المتوسطة والصغيرة نتيجة إضافة البنوك للفوائد المخاطرة العالية.● تعطل مشاريع البنى التحتية للدول المنتجة المعتمدة على النفط في ميزانيتها نتيجة عجوزات ميزانياتها.ويبقى السؤال السحري هو: متى تستقر أسواق النفط؟ ولتحديد ذلك هناك عوامل مؤثرة: أولا، الإحساس الإنساني لمنتجي النفط سواء كانوا دولاً أو شركات بعيداً عن الاقتصاد في أهمية توازن العرض والطلب وعلاقة ترابط حلقاتها التصنيعية التي أثرت على الدول الفقيرة قبل الغنية بمآس لانقطاع المنتجات الأساسية إليها، والتي من أهمها الطاقة، وخاصة النصف الجنوبي من خط الاستواء.ثانياً، الالتزام الدولي لتجاوز الأزمة، إذ لا معنى لخفض إنتاج مصاحب لحسومات فاحشة على البرميل، ولا معنى للتحجج بمبادئ "السوق الحر" إذ أنتجت مساوئ عكسية جديدة على الجدوى الاقتصادية، وها هي الأسعار تتجه إلى السالب مرة أخرى في عقود يونيو المقبل، ما لم يُتخذ قرار حاسم في اجتماع الخميس 30 أبريل الجاري، ولا معنى لتطبيق الأجندات الجيوسياسية من مقاطعات وحجر على دول وقت الأزمات تفادياً لانتشار السوق السوداء!في تقديري، إذا ساهمت شركات الولايات المتحدة في خفض الإنتاج الدولي بثلاث ملايين برميل يومياً فقط، فإن السوق النفطي سيصل إلى توازنه في النصف الثاني من 2022. وأعتقد أن الدرس الحالي يجب أن ينتج نظاماً دولياً أكبر وأكثر مرونة لسوق النفط على غرار منظمة أوبك، وقمة العشرين وغيرها.الكويت فقدت فرصاً كثيرة في هذه الأزمات كان يمكن الاستفادة منها، رغم وجود مشاريع كثيرة سباقة أقرت على الورق كزيادة القدرة الإنتاجية والنفط الخفيف والغاز والمشتقات المحلية والدولية ومنتجات البتروكيماويات والصناعات التحويلية... إلخ. وقد مرت أزمات كنا بأمس الحاجة لسد نقص الأسواق العالمية بها ولها جدواها ولكن تأخرت وتضخمت ميزانياتها ففقدت جدواها، وها هي تعود الفرص مرة أخرى، فالعالم القادم مضطرب وغير مستقر ولا ينجو فيه إلا ذوو الملاءة المالية وذوو ثروات الطاقة... أرجو عدم المماطلة فالفرص قادمة لمصادر الطاقة، التي أهمها النفط!*عبدالسميع بهبهاني خبير واستشاري نفط