ترامب قد يطلب تعويضاً من بكين ومدارس فرنسا تعود بمايو

• أستراليا ترفض الترهيب الاقتصادي الصيني
• النمسا تلغي الحظر على التجمعات

نشر في 29-04-2020
آخر تحديث 29-04-2020 | 00:05
شرطي هندي يتحقّق من حرارة أحد مواطنيه في مدينة أمريستار أمس       (أ ف ب)
شرطي هندي يتحقّق من حرارة أحد مواطنيه في مدينة أمريستار أمس (أ ف ب)
ارتفع منسوب التوتر بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، إذ هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمحاسبة بكين، ملمّحاً إلى احتمال مطالبتها بتعويضات كبيرة، في حين اشتكت أستراليا من ترهيب اقتصادي مارسته الصين عليها بعد تأييدها إجراء تحقيق دولي حول "كورونا".
عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الهجوم على الصين بشأن فيروس «كورونا» المستجد الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي، لكنه صعد نوعيا هذه المرة، مهدداً بالمطالبة بتعويضات مالية من العملاق الآسيوي.

وخلال مؤتمره الصحافي اليومي لفرقة عمل البيت الأبيض المكلفة تنسيق جهود التصدي للجائحة مساء أمس الأول، قال ترامب: «نحن مستاؤون من الصين، كان من الممكن ردع المرض في مصدره، وما كان ليتفشّى في العالم أجمع»، مضيفاً: «يوجد وسائل عدة لمحاسبتها، نجري تحقيقات جدية بهذه المسألة».

وبعد هذا التصريح، سألت صحافية ترامب عن مقال في مجلة «بيلد» الألمانية يطلب من بكين دفع 165 مليار دولار تعويضاً إلى ألمانيا، فهل ستفكر الولايات المتحدة في القيام بالأمر نفسه، قال ترامب: «بإمكاننا القيام بأمر أسهل بكثير من ذلك»، معقبا: «تنظر ألمانيا في أمور وننظر نحن في أمور أخرى. لم نحدد المبلغ النهائي بعد لكنه سيكون كبيراً». ولفت إلى أن «الضرر لم يلحق فقط بالولايات المتحدة فحسب، بل بالعالم أجمع».

وتسجل الولايات المتحدث نحو مليون إصابة، أي ثلث الإصابات العالمية، و56 ألف وفاة من إجمالي 210 آلاف وفاة في العالم بالوباء، لتكون بذلك البلد الأكثر تضرراً منه.

وقال ترامب: «لن ننسى أبداً هؤلاء الذي تمّت التضحية بهم بسبب نقص الكفاءة، أو ربما بسبب أمر آخر، في وقت كان يمكن حماية العالم».

ودافع الرئيس الأميركي أيضاً عن طريقة إدارته للأزمة، مشدداً على التقدّم الذي حُقِّق في مجال كشف الإصابات. وقال إن عدد الاختبارات التي تم اجراؤها في الولايات تجاوز 5.4 ملايين فحص، مشيرا إلى أنه «يتم إجراء أكثر من 200 ألف اختبار يوميا منذ الأربعاء الماضي»، مؤكدا العمل على زيادتها وتوسيع نطاقها.

«واشنطن بوست»

ورغم تأكيدات ترامب، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريراً فيه نقد لاذع للرئيس، نقلت فيه أقوال أعضاء في إدارته، ويتحدث عن تجاهله في يناير وفبراير تقارير رسمت صورة كارثية للمرحلة المستقبلية من تطور الوباء.

وكتبت الصحيفة أن هذه التحذيرات وعددها أكثر من 12 وردت في وثائق سرية معروفة باسم «التقرير اليومي للرئيس».

في السياق، اعتبر باحثون في جامعة «هارفرد» أن البلاد لا تملك حتى القدرات الكافية لكشف الإصابات عبر إجراء فحوص لتتمكن من الشروع بعملية رفع للعزل في الأول من مايو.

وسبق أن اتخذت ولايات عدة تلك الخطوة، كما في جورجيا في جنوب شرقي البلاد، حيث فتحت المطاعم أمس الأول. وفي تكساس، يمكن للمطاعم والمتاحف ودور السينما والمسارح أن تستأنف عملها اعتباراً من الجمعة المقبل، لكن بتشغيل 25 في المئة من قدراتها فقط.

في المقابل، يبقى العزل سارياً في ولاية نيويورك حتى 15 مايو، وهو قرار أيدته غالبية ساحقة (87 في المئة) من السكان. واعتبر حاكم الولاية الديمقراطي أندرو كومو أنه «يجب التحلي بالحنكة».

وكشف الرئيس الأميركي عن مبادئ توجيهية على المستوى الوطني بشأن الوباء يجري بموجبها تكليف كل ولاية على حدة بضمان توفير اختبارات الكشف عن الفيروس على نحو واسع النطاق، مشيراً إلى أن عمل الحكومة الاتحادية كمورّد سيكون «الملاذ الأخير».

نافارو

من ناحيته، اتهم المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو الصين، بأنها أرسلت إلى الولايات المتحدة أجهزة رديئة بل زائفة لاختبار الأجسام المضادة للفيروس.

وقال نافارو، المنتقد بشدة لبكين والذي عيّنه ترامب للتعامل مع المسائل المتعلقة بخطوط الإمداد والتي لها صلة بالأزمة الصحية، «لن نسمح للصين بالتربح من تلك الاختبارات الزائفة وغير الحقيقية لما سيسببه ذلك من مشكلات كبيرة للغاية».

وتعتمد الولايات المتحدة بشدة على الصين في الحصول على المعدات الأساسية والعقاقير.

الصين

أما في بكين، فاتّهم الناطق باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ، أمس، السياسيين الأميركيين بـ»التفوّه بأكاذيب مكشوفة»، من دون أن يسمي ترامب، وبتجاهل «مشكلاتهم الخطيرة».

وقال غينغ في إيجاز صحافي: «لديهم هدف واحد: التهرّب من مسؤوليتهم عن إجراءات الوقاية والسيطرة الرديئة على الوباء التي اتخذوها وصرف أنظار العامة» عن الأمر، مشيراً إلى أن على المسؤولين الأميركيين «التفكير في مشكلاتهم وإيجاد طريقة لاحتواء تفشي الفيروس في أسرع ما يمكن».

أستراليا

كما طلبت أستراليا من السفير الصيني لديها تشينغ جينغ يي، تفسير «تهديدات الإجبار الاقتصادي» بعدما سعت لفتح تحقيق دولي بشأن منشأ وسبب تفشي الفيروس.

وكان تشينغ، أعلن أمس الأول، أن المستهلكين الصينيين يمكن أن يقاطعوا لحوم الأبقار ومنتجات النبيذ والسياحة والجامعات الأسترالية ردا على ذلك.

وقال وزير التجارة سايمون برمنغهام، أمس، إن أستراليا «مورّد بالغ الأهمية للصين، وإن الموارد ومنتجات الطاقة الأسترالية أسهمت كثيرا في نمو قطاعات الصناعة والإنشاءات في الصين»، مضيفاً أن وزارة الشؤون الخارجية والتجارة استدعت تشينغ لتفسير تصريحاته.

البرازيل

وأعلنت السلطات الصحية في البرازيل، البلد الأكثر تضررا من الوباء في أميركا الجنوبية، تسجيل أكثر من 66 ألف إصابة و4535 حالة وفاة. ووصلت المستشفيات إلى حدودها القصوى من الاستيعاب في أجزاء من البلاد، بسبب الارتفاع السريع في عدد الإصابات وأحيانا النظام الصحي غير الموثوق به. وفي ريو دي جانيرو، لم يعد هناك أسرّة للعناية المركزة في المستشفيات العامة.

وفي ماناوس، عاصمة ولاية أمازوناس، تم وضع حاوية مبردة أمام مستشفى كبير لتخزين الجثث وتم حفر مقابر جماعية.

وفي فيينا، قال وزير الصحة النمساوي رودولف أنسخوبر امس، إن البلاد ستخفف قيود العزل العام بالسماح بتجمعات تضم 10 أشخاص.

وتنتهي في 30 أبريل القيود التي تشمل توجيهات بعدم مغادرة المنازل إلا لأسباب معدودة منها التسوق أو التريض.

وفي نيوزيلندا، احتفل السكان بتخفيف العزل عبر الخروج الى محلات الطعام وشراء القهوة والحلويات والبطاطس المقلية، وبعد خمسة أسابيع من الحرمان، كانت السيارات تقف في صفوف طويلة لشراء الطعام من خدمة المطاعم السريعة.

جاء ذلك قبل ساعات من طرح فرنسا وإسبانيا خططهما للخروج التدريجي من العزل المفروض لاحتواء فيروس كورونا المستجد، على غرار دول أوروبية أخرى، تحت ضغط الشعب الذي ضاق ذرعا بالحجر لكنه لا يزال تحت تهديد تجدد انتشار الوباء.

وتحدث رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب عن تفاصيل المرحلة المقبلة، ومن بينها ارتداء القناع، وموعد فتح المدارس في 11 و18 مايو، وتاريخ السماح بالتنقل بين المناطق التي تعتبر أمورا شديدة الحساسية بالنسبة لفرنسا التي تحاول في آن واحد إدارة أزمة الوباء وإعادة فتح الاقتصاد.

وكانت دول أوروبية أخرى مثل النرويج والدنمارك وسويسرا وألمانيا، بدأت برفع القيود تدريجيا مع اعادة فتح عدة متاجر، لكن مع الدعوة الى الالتزام بالتباعد الاجتماعي.

لكن في المانيا، ظهرت مؤشرات الى تفاقم انتشار الفيروس، مع إبداء المستشارة أنغيلا ميركل قلقها من عودة سريعة الى الحياة الطبيعية.

back to top