خارج السرب: وقواق كورونا وكاسرو حظرها
هناك طيور الوقواق التي تتسلل فتضع بيضها في أعشاش غيرها من الطيور، فتفقس وتكبر وتعيش تحت ظل غيرها، ولكنها تكبر كوقواق ولا يستفيد الطير الآخر منها شيئا، وهؤلاء هم تجار الإقامات، وهناك صنف من اللامبالين بالإجراءات الصحية فلا يلتزمون بها، فتجدهم في كل حظر هم الكاسرون، وكل حجر هم الهاربون.
أزمة كورونا بالنسبة إليّ تمثل محاكاة رائعة لعالم الطبيعة في بلدنا الصغير شكلا والكبير فعلا، الذي يقف حاليا كالطود أمام تسونامي وباء هزت أمواجه العالم، والمحاكاة هنا تتمثل في أنواع كثيرة بعضها تتقمص أفضل ما في مخلوقات الطبيعة وبعضها نزع عن ذاته صفة الإنسانية وعاش أسوأ ما في مخلوقات الطبيعة.هناك الأسود الضواري من أطقمنا الطبية ورجال الأمن والإعلام، ومعهم خلايا الأزمة من موظفين ومتطوعين، وهؤلاء الأسود يقفون في خنادق الجبهة الأولى، ويصدون كل محاولات كتائب الوباء، وشعارهم: تَعدو «الفيروسات» عَلى مَن لا «أسود» لَهُ...
وَتَتَّقي مَربَضَ المُستَنفِرِ الحاميفتحية لهم من القلب. وهناك طيور الوقواق التي تتسلل فتضع بيضها في أعشاش غيرها من الطيور، فتفقس وتكبر وتعيش تحت ظل غيرها، ولكنها تكبر كوقواق ولا يستفيد الطير الآخر منها شيئا، وهؤلاء هم تجار الإقامات وأصحاب المصالح الاقتصادية الذين يأتون بآلاف العمال ويضعونهم تحت ستار الفساد في عش ميزانية الدولة، لتكبر أرباحهم ويستفيدوا ثم يتخلوا عن عمالهم في الأزمات، لتتحمل الدولة وحدها مصاريفهم وتذاكر سفرهم، فلا حياهم الله ولا بارك بوقوقتهم أثناء أزماتنا! وهناك صنف من اللامبالين بالإجراءات الصحية فلا يلتزمون بها، فتجدهم في كل حظر هم الكاسرون، وكل حجر هم الهاربون، وكل لحن جهد شجي تقوم به الدولة تجد نشاز أصواتهم، فلا رده الله من صوت مزعج دمر جمال ألحان وطننا، وهناك خيل معقود بنواصيها الخير، تطرد مع وطنها في كل ميدان، ويحمل سرجها هموم وطن، ويصدم نحرها كل عقبة تقف في طريقه، تغرد لأجل الوطن، وتلتزم لأجله، وتمدح حبا فيه وتنتقد خوفا عليه، فبوركت خيلنا وبورك رمكها في ميدان العز.