فنانون شباب أثبتوا جدارتهم في رمضان
قدّموا أدواراً مختلفة وأقنعوا المشاهدين عبر أعمالهم
قدّم عدد من الفنانات والفنانين أداء متّزنا خلال أعمالهم التلفزيونية في شهر رمضان.
أثبت عدد من الفنانات والفنانين من فئة الشباب جدارتهم في أعمالهم المعروضة عبر شاشة رمضان، مقدّمين أداء متّزنا يعتمد على قراءة متأنيّة للنص وقدرة كبيرة على إقناع المتلقي والتلوين بالأداء، فتأتي إيماءات الفنان متوافقة مع ما يلهج به اللسان، أو أيّ إشارة بالبنان، فالأداء التمثيلي يعتمد على الأداء الحركي المنسجم مع التعبير الحسّي الصادر عن فهم واستيعاب الحوار، لأنّ التمثيل هو عملية مترابطة تعتمد على إدراك الممثل لمفردات الشخصية التي يؤديها.
أداء مقنع
ومن الممثلين الذي قدّموا أداء مقنعا خلال شهر رمضان، الفنان محمد صفر في مسلسل "ذاكرة الظل"، فهو متحكم جيد بانفعالاته، فلا يدع الخيط يفلت من بين أصابع ليقع في الأداء المبالغ فيه، صحيح أنه يؤدي دور شاب يمقت شقيقه الأكبر منه، مما تسبب في تشويه سمعة العائلة بدخوله السجن، وبالرغم من حساسية العلاقة ومبررات الكراهية، فإن صفر يبدو مقنعا، لأنه على قدر الألم ينطق وجعاً درامياً وفق حبكة فنية.
عمق الشخصيات
وقد استطاعت الممثلة إلهام علي الولوج إلى عمق الشخصيات التي تجسّدها في العملين المشاركة ضمنهما في السباق الرمضاني، فكانت محافظة جدا على انفعالاتها في شخصيتها بمسلسل أم هارون، كما تمكّنت جيدًا من اللعب على نبرة الصوت المنسجمة مع المشاعر الإنسانية التي تعيشها، فتجد الصراخ والفوضوية ضمن بعض الأحداث، في حين ينساب صوتها خافتًا أثناء الأداء الرومانسي، لذلك استحقت هذا التميز، لأنها هيّأت نفسها واجتهدت كثيرا في تجسيد دورها.أما في عملها الثاني "مخرج 7" فقد أدت دورًا صعبًا جدا، لأنها تظهر في بيئتين مختلفتين؛ البيت والعمل، وهما على النقيض من بعضهما، فهي المرأة الصارمة في العمل، إذ تعمل المديرة العامة في مؤسسة حكومية، وتتخذ قرارات حاسمة وتتعامل مع الرجال بحدة، ولا تأبه بما يدور من حولها وتوجّه الموظفين وتراقبهم وتقيّم الأداء وتنتقد أوجه القصور لديهم، بينما في البيت هي المرأة المغلوبة على أمرها، فهي تعاني الاضطهاد والقمع، وتعيش مسلوبة الإرادة في جوّ تسيطر عليه أجواء الصوت الواحد المتحكم بالبيت، فلا صوت يعلو فوق صوت الرجل، واستطاعت إلهام أن تكون متميّزة في العملين.أداء منضبط
بدوره، قدّم الفنان عبدالمجيد الرهيدي أداء منضبطا في إطلالته ضمن مسلسل "مخرج 7"، فأدى شخصية كوميدية جميلة تعتمد على طريقته في لفظ الكلمات وإيماءاته المعبرة، لاسيما أنه يشارك في عمل مع ناصر القصبي وحبيب الحبيب وراشد الشمراني، واستطاع الرهيدي إثبات نفسه في الأعوام الأخيرة من خلال إطلالاته التلفزيونية.كاركترات جميلة
يجتهد الفنان مبارك المانع لتقديم كاركترات جميلة ترسخ في الأذهان، ولا تمر مرور الكرام، فيلعب الكوميديا مستعينا بقدراته التي تسعفه لأداء ذلك، لكن يجب عليه التخلص من التقليد، فهو يستطيع البحث عن خصوصية له تميّزه عن غيره.لافت للنظر
لفت الطفل أحمد بن حسين في مسلسل "رحى الأيام" الأنظار إليه للأداء الجميل الذي يقدّمه بطريقة عفوية، فلا يبدو التكلف، كما أن براءة الأطفال تزيد على ظهوره جمالاً، ويلعب خلال العمل دور طفل يتجرّع طعم اليتم منذ صغره، ويمسك بالفأس ليزرع ويحصد، ويحمّل البضائع برغم من أنامله الطرية، فلا يأبه ولا يكترث بصعوبة الأيام، بل يزداد إصرارا لتحقيق ما يصبو إليه. واستطاع أحمد أن يثبت علوّ كعبه بين الممثلين الكبار في السن.