عندما أقرأ الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي أشعر وكأنني لست متابعاً جيداً، أو أن الزهايمر قد أصابني في وقت مبكر، فكل العالم يتحدث عن المشاكل التي كشفتها لنا أزمة كورونا، وكأنهم لم يسمعوا بها من قبل، ولم يتحدث عنها أحد، بل الغريب أن الحكومة اعتبرت نفسها المكتشف لهذه الكوارث واستحوذت على براءة اختراعه.فالمواد الغذائية الفاسدة ليست وليدة كورونا حتى تخرج لنا وزارة التجارة وتتحدث عن بطولات اكتشافها، ولا رفع الأسعار واستغلال الأزمة من بعض التجار شيء جديد، ولا ما حدث للمنتجات الزراعية للمزارعين الكويتيين غريب، بل يحدث لهم ذلك منذ زمن ولا حياة لمن تنادي، والمصيبة الأعظم أن الحديث عن تجار الإقامات بهذه الصورة يجعلنا نعتقد أن هذا الأمر حدث دون علم الحكومة، وأن أحداً لم يذكره أو يتطرق له من قبل، وأن الأزمة الحالية هي من أخرجته للعلن، علماً أن الملفات التي جلبت عليها كل هذه العمالة لدى وزارتي الداخلية والشؤون، وتعلمان جيداً من هم المتاجرون بها، كما أن السراديب التي تخزن البضائع بطرق عشوائية وخطرة لم تفعل ذلك لو أنها تعلم أنها ستحاسب، ولم تستبدل تواريخ انتهاء الصلاحية بجديده لغش البشر لو كان فاعلوها يشعرون بخوف من تطبيق القانون.
معظم اكتشافات الحكومة خلال هذه الأزمة ليست وليدة كورونا، بل هي كوارث متراكمة منذ سنوات، والحكومة تعلمها، ولكنها لم تقم بواجبها من قبل، وقامت بها في هذه الأزمة التي جعلت من عملها مضاعفاً وأربكتها في مواجهة وباء كورونا.يعني بالعربي المشرمح:أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي، لذلك شغل المعكرونة القديم لا نريده لكم يا حكومتنا، وطالما بدأتم فلا تتوقفوا واستمروا في تنظيف وطنكم من وباء العبث والغش وكل ما من شأنه مضرة الوطن والمواطنين، حتى لا تمر بنا كارثة أخرى قد تكون أكبر وأخطر من كورونا، ومن ثم نعض أصابع الندم، ونخسر كل شيء، وحينها لا ينفع الندم.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: كورونا كشف لنا المعكرونة!
01-05-2020