بدأ نقاش حيوي في أوروبا يتصاعد حول الصيف المقبل، وكيفية تمرير العطلة السنوية في ظل قيود فيروس «كورونا»، التي قد تكون تضاءلت حتى حلول الصيف، لكنها بالتأكيد لن تكون رُفعت كلها.

وتضغط كرواتيا، التي ترأس الاتحاد الأوروبي حتى نهاية يونيو المقبل، من أجل إحياء السفر وإعادة الرواد إلى سواحلها.

Ad

وتشمل المقترحات التي تجري مناقشتها صياغة وثيقة تحدد المتعافين من المرض والاستفادة من ممرات السفر الخاصة، التي ستنفِّذ بروتوكولات سلامة تسمح للرحلات بين وجهات معينة.

وقال وزير السياحة الكرواتي غاري كايبيلي، إن هناك حاجة لبروتوكول على مستوى الاتحاد الأوروبي بشأن السفر، مضيفا أن هناك إمكانية أيضا لإبرام اتفاقيات ثنائية.

وبالمثل، تدعو اليونان السياح إلى زيارتها وتعمل مع الشركاء الأوروبيين لإيجاد وسيلة «آمنة ومسؤولة» للسفر إضافة إلى بيئة لحماية الرواد والنزلاء من الفيروس.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس الأول، إنه لا يستبعد إبرام اتفاقات بين دول أوروبية للسماح للمصطافين بالتنقل عبر الحدود بينها خلال عطلة الصيف.

وأضاف الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أنه من المستحب التوصل إلى حل أوروبي جماعي «لكن لا يمكن استبعاد حدوث خلافات أيضا بسبب اختلاف مسارات مكافحة جائحة كورونا بين الدول، ولن نرى ذلك قبل الأسابيع المقبلة».

وكانت الحكومة النمساوية اقترحت فتح الحدود مع بعض الدول في الاتحاد الأوروبي أمام المصطافين. يشار إلى أن النمسا تُعَدُّ إلى جانب إيطاليا وإسبانيا وتركيا واليونان أحب خمسة مقاصد سياحية للألمان.

ومن المنتظر إعادة فتح الفنادق في النمسا بحلول نهاية مايو الجاري، بعد أسابيع من إغلاقها.

وكان مجلس الوزراء الألماني قرر تمديد التحذيرات من السفر بالنسبة للسائحين لتستمر حتى 14 يونيو المقبل، وذلك بعد أن كان مقرراً استمرارها حتى الثالث من مايو الجاري.

ولفت ماس إلى أن الخارجية الألمانية أعادت للتو 240 ألف سائح ألماني من الخارج بعد أن تقطعت بهم السبل هناك، «ولن نقوم بمثل هذه العملية مرة أخرى في الصيف المقبل».

وأظهر استطلاع للرأي أن نحو نصف مواطني ألمانيا يعارضون فتح حدود بلادهم من أجل قضاء عطلات الصيف في الجوار الأوروبي في ظل وباء كورونا.

وأجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، اجتماعا مع حكام الولايات تطرق إلى امكانية فتح المتاجر وقطاعات المطاعم والسياحة، لكن من دون اتخاذ قرارات حاسمة.

مجلس الأمن

وبينما عقدت، أمس، لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية التي تتعرض لانتقادات في مسألة تعاملها مع انتشار «كورونا»، اجتماعها الثالث للبحث في استمرار انتشار الوباء، عرقلت الولايات المتحدة والصين أمس، مشروع قرار فرنسي ـــ تونسي في مجلس الأمن، يدعو إلى «تعزيز التنسيق» في مواجهة الوباء، مما يترك القليل من الأمل لدى دبلوماسيين بإمكان طرح المشروع لتصويت سريع.

ولخص دبلوماسي الوضع بالقول: «هذا تجميد قوي، لا أحد يتحرك»، بينما قال آخر «إننا نراوح مكاننا».

والنص هو ثمرة أسابيع من المفاوضات، وينص على دعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 23 مارس إلى وقف نار عالمي، تسهيلاً لمكافحة تفشي الفيروس.

جونسون

وفي لندن، عقد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اجتماعا مع أبرز وزرائه أمس، بعد يوم من وضع خطيبته مولوداً ذكراً، لبحث كيفية تخفيف إجراءات العزل العام في ظل ارتفاع أعداد الوفيات ووسط شكوك بشأن استجابة الحكومة لأزمة «كورونا»، الأمر الذي يضغط على الحكومة بشأ ن استجابتها للتفشي، ويزيد الحذر من تشديد القيود على الحركة في حال أدى ذلك إلى موجة ثانية من ارتفاع الحالات.

كونتي

وفي روما، دافع أمس، رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي عن خطط حكومته للخروج الحذر من الإغلاق، محذرا في كلمة أمام البرلمان، «من العواقب الاقتصادية لموجة ثانية من العدوى ستكون أسوأ، وأن البلاد يجب أن تستعد للتعايش مع الفيروس لا التحرر منه».

روسيا

وبينما تجاوز عدد الإصابات في روسيا الـ 100 ألف وتخطت الوفيات عتبة الألف، أكد، أمس، الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن بلاده «استطاعت أن تتجنّب السيناريو الإيطالي، فقد اتخذنا في الوقت المناسب قرار فرض العزل الذاتي، وبذلنا جهودا كافية لإقناع الناس بالبقاء في منازلهم. تمكنّا من تجنب سيناريو كارثي».

وفي واشنطن، ألمح مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فوتشي إلى نجاح عقار «رمديسيفير» المضاد للفيروسات من إنتاج عملاق الأدوية الأميركي «جلعاد ساينس»، والذي يعلّق عليه الرئيس دونالد ترامب آمالا كبرى، في تسريع فترة شفاء مرضى «كورونا».

وخلال اجتماع مع مسؤولي القطاع الصناعي الأميركي دعا ترامب، إدارة الغذاء والدواء في بلاده إلى الإسراع في إصدار الموافقات للشروع في إنتاج «رمديسيفير» بعدما حقق نتائج مبشرة. وقال ترامب: «أريد العودة إلى اقتصاد يعمل بكامل طاقته أو من دون لقاح، لكننا سننتظر بالتأكيد رحيله، وسيرحل».

فوتشي

وأعلن فوتشي خبيرُ الأوبئة ومستشارُ ترامب من البيت الأبيض أن «المعطيات تظهر أن رمديسيفير ترك أثرا مهماً وإيجابيا في تقليص فترة شفاء مرضى الفيروس»، موضحاً أن التجارب أثبتت أن «هذا الدواء يمكنه أن يوقف أنزيما، يستعمله الفيروس للاستقواء والتفشي».

بومبيو

من ناحيته، انتقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كلاً من قطر وجنوب إفريقيا بسبب «قبولهما» الاستعانة بأطباء من كوبا لمكافحة الفيروس.

وقال بومبيو، خلال مؤتمر صحافي: «لقد رأينا كيف يستغلّ نظام هافانا الوباء لمواصلة استغلال مقدّمي الرعاية الصحيّة الكوبيين».

وأضاف «نحيّي قادة كلّ من البرازيل والإكوادور وبوليفيا وغيرها من الدول التي رفضت أن تغضّ الطرف عن هذه الانتهاكات التي يرتكبها النظام الكوبي، وندعو سائر الدول إلى أن تحذو حذوها، خصوصا أماكن مثل جنوب إفريقيا وقطر».

ومنذ ظهور الفيروس قبل أربعة أشهر، أرسلت كوبا أطباء إلى أكثر من 12 دولة بينها إيطاليا وفرنسا.

كوريا الجنوبية

وأعلنت كوريا الجنوبية أمس، أنها لم تسجل أي إصابة جديدة للمرة الأولى منذ أن ظهر هذا الوباء في البلاد قبل أكثر من سبعين يوما. وأحصت كوريا الجنوبية عشرة آلاف و765 إصابة منذ أن سجلت الحالة الأولى في 18 فبراير الماضي.

مصر

وفي مصر سجلت محافظة شمال سيناء أمس، أول إصابة جديدة، لتكون بذلك آخر محافظة مصرية يصل إليها الوباء، الذي سجل بذلك العلامة الكاملة في جميع المحافظات.

وبينما أعلن محافظ الشرقية ممدوح غراب، فرض العزل الصحي على 246 أسرة في 10 من مراكز بالمحافظة، استقبل مطار مرسى علم الدولي (جنوب شرقي القاهرة) فجر أمس، طائرة قادمة من باريس وعلى متنها 144 راكبا، من ضمن المصريين العالقين في فرنسا.

وأعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أنها سمحت بإقامة طقوس الزواج في الكنيسة بشرط السماح بحضور 6 مدعويين فقط من أسرتي الزوجين والكاهن ومساعده فقط.

السعودية

وفي السعودية، صرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية بأنه تقرر السماح بالدخول إلى محافظة القطيف والخروج منها بداية من أمس، إضافة إلى استمرار السماح بالتجول من التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن المصدر تأكيده استمرار عمل الأنشطة المستثناة، والعمل بالإجراءات الوقائية الاحترازية الصحية، التي سبق إعلانها.