وافدون مخالفون يسكنون الشوارع تحت رحمة وزارة الداخلية والسفارات
المخالفون لـ الجريدة.: نعاني ظروفاً صعبة ولا نملك المال لشراء الطعام
ألف مخالف افترشوا الرصيف للنوم في رمضان... وفيروس كورونا يهددهم
في منظر مأساوي تشهده «كويت الإنسانية» للمرة الأولى في تاريخها، رمت وزارة الداخلية مئات الوافدين المخالفين للإقامة في الشارع عدة أيام، من دون رعاية، لعدم حصولهم على جوازات سفرهم، ليجعلوا الرصيف ملجأ للنوم، رغم إعلان «الداخلية» تأمين المسكن والمأكل والرعاية الصحية اللازمة، ضمن تداعيات جائحة فيروس كورونا، تمهيداً لإعادتهم الى بلدانهم، الأمر الذي جعل مسلسل معاناة هؤلاء يستمر بعد هروبهم من جشع تجار الإقامات، لينتهي بهم الأمر بانتظار رحمة سفارات بلدانهم، التي تماطل هي الأخرى في توفير الأوراق اللازمة لمغادرتهم من الكويت، لأيام تجاوزت 15 يوماً بالنسبة إلى كثيرين منهم.ورصدت «الجريدة»، خلال جولة قامت بها مساء أمس الأول في منطقة الفروانية، وتحديداً من أمام مدرسة الملا عبدالعزيز العنجري المخصصة لاستقبال المخالفين، أكثر من ألف وافد، افترشوا الأرض للنوم أكثر من 3 أيام، جنباً الى جنب وفي مجاميع متلاصقة جداً، خوفاً من ضياع طابور انتظارهم، بلا أي تطبيق للتعليمات الصحية، بما فيها التباعد الاجتماعي، ليجعلوا المكان بؤرة للوباء والتجمع الخطر لنقل عدوى مرض فيروس كورونا المستجد، بمباركة حكومية وفي مشهد لا يعكس رحمة الشهر الفضيل والوجه الإنساني للبلاد.
انتهاك للإنسانية
والتقت «الجريدة» العديد من المخالفين، الذين تعددت جنسياتهم من الهند ونيبال وسيراليون وسيلان، ومعظمهم من النساء، حيث أجمعوا على المعاناة الكبيرة والعيش المهين، بلا أي حرمة لحياتهم الخاصة ولإنسانيتهم التي يعيشونها في الشارع تحت خطر عدوى مرض فيروس كورونا، فضلا عن عدم قدرتهم على النوم في الشارع، إذ غالبا ما يفترشون بعض أمتعتهم ليتمكنوا من النوم على الارصفة والطرقات أياماً دون توفير الاحتياجات اللازمة لهم لقضاء حوائج الحياة الطبيعية، بما فيها توفير دورات المياه، والأطعمة، وخاصة وجبات الفطور والسحور، بعد ان امتنعت وزارة الداخلية عن استقبالهم أسوة بغيرهم.مأساة أسبوعين
بالحديث مع إحدى المجاميع المخالفة من الهند، ذكروا أنهم ينتظرون السفارة الهندية أكثر من 15 يوماً، بعد تقديمهم طلب المغادرة، وأن الإجراءات مازالت معلقة لمغادرتهم، مبينين أن سفارة الهند رفضت سفرهم، ووزارة الداخلية رفضت رعايتهم، بسبب عدم حصولهم على جوازات السفر الخاصة بهم، لعدم رغبة الكفيل بتسليمهم الجوازات، مما جعلهم يعيشون في الشارع دون الحصول على مأكل ومسكن، فضلا عن المال الذي لا يتوافر لعدم قدرتهم على العمل في ظل الوضع القائم بالبلاد.وذكرت بعض العاملات المخالفات من سيراليون أنهن قمن بالتواصل مع سفارة بلدهن، إلا انها لم تقم بتوفير اوراقهن المطلوبة لتقديمها الى وزارة الداخلية للدخول في الملاجئ التي توفرها الحكومة الكويتية، تمهيداً لسفرهن والعودة الى بلدانهن، ولفتن الى أنهن قضين حتى الآن 3 ليالٍ في الشارع بلا أي خصوصية لحياتهن وبلا مأكل وحياة محترمة.شبح «كورونا»
ومن نيبال، ذكر عدد من العاملات المخالفات ان سفارة بلادهن أخبرتهن انها بحاجة الى يومين عمل لاعادتهن الى بلدانهن، مشيرات الى ان هناك اكثر من 400 عاملة مخالفة تقيم في الشارع منذ أكثر من 3 ليال ويأكلن الطعام الذي يقدمه بعض المتطوعين الكويتيين.وعبرت إحدى العاملات النيباليات عن تخوفها من هذه التجمعات، التي نظمتها «الداخلية» بالخارج، مشيرة الى انها ستسبب نقل عدوى مرض كورونا لتلاصق الجميع، متسائلة: أين الوعود لاعادتهم الى بلدانهم؟ مضيفة انها تعبت جداً من العيش في هذه الظروف الصعبة، وخاصة عدم وجود دورات مياه.ظلم الكفلاء
من جانبهم، ذكر المخالفون من سيلان أنها المرة الأولى التي تمر عليهم هذه الظروف في الكويت منذ سنوات بعيدة عملوا فيها داخل البلاد، معبرين عن اسفهم من ظلم كفلائهم لهم وعدم استعداد «الداخلية» لرعايتهم، معبرين عن قلقهم الكبير من تفشي وباء كورونا فيما بينهم، لعدم وجود معقمات وكمامات، فضلا عن عدم وجود مأكل ومصروف للعيش بعد أن انقطعت عنهم الأموال لغياب العمل وتسليمهم انفسهم للسلطات الأمنية.
كفلاؤنا ظلمونا والمبيت في الشوارع انتهك إنسانيتنا
بعضهم عالق منذ أسبوعين وطعامهم يقتصر على ما يقدمه المتطوعون
بعضهم عالق منذ أسبوعين وطعامهم يقتصر على ما يقدمه المتطوعون