بعد تنصيبه نفسه حاكماً للبلاد بـ "تفويض شعبي"، أعلن قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني)، المشير خليفة حفتر، وقف جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك جميع محاور القتال بالعاصمة طرابلس، الخاضة لسيطرة حكومة الوفاق، بزعامة فايز السراج، من جانب واحد.

وقال الناطق باسم "الجيش الوطني"، أحمد المسماري، في بيان مساء أمس الأول، إن وقف العمليات جاء استجابة لمطالب المجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة.

Ad

وأكد المسماري أن حفتر، الذي أعلن إسقاط "اتفاق الصخيرات" السياسي، سيقدّم "خريطة طريق" انتقالية لمستقبل البلاد خلال الأيام المقبلة.

من جانب آخر، أفاد المسماري بأن قواته تمكّنت من صد هجوم لقوات "الوفاق" في محور طريق المطار، ونجح في قتل 7 من أفراد القوات المهاجمة وجرح 16 منهم.

وأوضح المسماري أن قوات "الوفاق"، تحاول الهجوم على قاعدة الوطية انطلاقاً من مدينة الزاوية وتستخدم الطائرات المسيّرة في شنّ غارات على القاعدة الاستراتيجية الواقعة بآخر معاقل حفتر غرب البلاد.

في المقابل، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، إن حكومة "الوفاق"، المعترف بها دولياً، نظّمت صفوفها أكثر بعد توقيع اتفاقية عسكرية مع تركيا، في نوفمبر الماضي.

وأضاف المشري، تعليقاً على تقارير عن تحرّكات لدعم حفتر بـ "مرتزقة من السودان"، إن "الوفاق"، التي يُعتقد أن أنقرة زوّدتها بمرتزقة من سورية: "لا نخشى أيّ مرتزقة يحضرهم حفتر، وسنعيدهم إلى بلدانهم في توابيت".

إلى ذلك، أشادت الإمارات بما "حقّقه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر من تصدّ للعمليات الإرهابية ومواجهة الميليشيات المتطرفة".

وأكدت وزارة الخارجية، في بيان أمس، أن الإمارات أكدّت "تمسكها بالحل السياسي في ليبيا عبر مسار مؤتمر برلين تحت إشراف الأمم المتحدة، وضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل".

وأعربت الوزارة عن "بالغ قلقها من التدخل التركي في الشؤون العربية، بما في ذلك الشأن الداخلي الليبي والتصعيد الميداني المصاحب لهذا التدخّل، وتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية المسلحة عبر نقل المقاتلين الأجانب من تشكيلات مسلحة مدرجة على قوائم الإرهاب إلى الأراضي الليبية في مخالفة سافرة لقرارات مجلس الأمن الدولي، فضلا عن تهريب الأسلحة الثقيلة والخفيفة في خرق لقرارات الأمم المتحدة ومؤتمر برلين، وجهود المجتمع الدولي الداعية إلى وقف إطلاق النار".

كما أعربت الوزارة عن "رفضها القاطع للدور العسكري التركي الذي يعرقل فرص وقف إطلاق النار، ويجهض جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى حلّ سياسي شامل".

في المقابل، أكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، أن "حفتر ساق ذريعة واهية في إعلان إسقاط اتفاق الصخيرات، تعكس مدى استخفافه بحرمة الدم الليبي وبعقول من يستمعون إليه"، مشيرة إلى أنه "في الوقت الذي تتجه جهود العالم لوقف نزيف الدم في ليبيا ومحاربة وباء كورونا، نرى الاستمرار في عسكرة المشهد والانقضاض على المدنيين وعلى المسار السياسي".

في هذه الأثناء، أكد نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف خلال محادثة هاتفية مع وزير الشؤون الخارجية في حكومة شرق البلاد، غير المعترف بها، أن روسيا تدعم الدعوات إلى هدنة إنسانية في ليبيا مع حلول شهر رمضان.