احتفل العالم الجمعة بعيد العمّال بشكل غير مسبوق من دون مسيرات ولا تجمّعات بسبب تفشي وباء «كوفيد-19» الذي أودى بحياة أكثر من 230 ألف شخص في العالم ويثقل كاهل الاقتصاد العالمي.

وطلبت منظمة الصحة العالمية المتهمة من قبل واشنطن بمراعاة الصين، الجمعة بأن تشركها بكين في التحقيقات حول مصدر الوباء.

Ad

وكان ترامب تطرق الخميس إلى ضرائب جديدة عقابية ضد الصين بعدما قال إنّه اطّلع على أدلّة تشير إلى أنّ مصدر كورونا المستجدّ هو مختبر شديد الحساسية في مدينة ووهان الصينية حيث ظهر الوباء للمرة الأولى في ديسمبر 2019.

وقال «إنّه شيء كان يمكن احتواؤه في مكان المنشأ، وأعتقد أنّه كان من الممكن احتواؤه بسهولة كبيرة»، وبعدما اعترفت أنها «لا تشارك حالياً» في الدراسات حول منشأ الفيروس، أعلنت منظمة الصحة العالمية على لسان المتحدث باسمها طارق ياساريفيتش أنها ترغب في إشراكها في ذلك «بدعوة من الحكومة الصينية».

وفيما لا تزال الأعمال متوقفة عموماً في العالم بسبب العزل، توالت الأنباء الاقتصادية السيئة الجمعة، حيث أعلنت اسبانيا، إحدى الدول الأكثر تضرراً بالوباء في أوروبا مع حوالي 25 ألف وفاة، أنها تراهن على تراجع بنسبة 9,2% لاقتصادها هذه السنة.

مسيرات

في هذا الاطار، أحيا العالم عيد العمال بدون المسيرات التقليدية للنقابات في يوم العطلة الرسمية هذا في العديد من الدول، وهو أمر غير مسبوق في التاريخ، وجرت تعبئة للعمال بشكل آخر: عبر الشرفات وشبكات التواصل الاجتماعي.

وهكذا حصل في إندونيسيا، حيث نشرت النقابة الرئيسية لافتات في مئتي مدينة وأطلقت حملة رقمية تدعو إلى «التظاهر من المنازل».

والمطلب الرئيسي هو أن يكون دفع الأجور مضموناً في حين أرغم الوباء في كافة أنحاء العالم عدداً كبيراً من الشركات على تخفيض أو تعليق نشاطها.

في الفلبين، حذّر المسؤول النقابي جيروم أدونيس من أن حوالي 23 مليون شخص أي نحو ربع السكان، مهددون بالمجاعة بموجب قاعدة «لا عمل لا راتب».

وبحسب منظمة العمل الدولية، فإن 1,6 مليار شخص على الأقل قد يخسرون موارد رزقهم بسبب العزل والركود التاريخي الناجم عن هذا الإجراء.

وفي الولايات المتحدة حيث يودي الوباء بحياة حوالي ألفي شخص يومياً وبلغت حصيلة الوفيات الإجمالية أكثر من 63 ألفاً، قدّم أكثر من 30 مليون أميركي طلبات للحصول على إعانات بطالة منذ منتصف مارس، في عدد قياسي.

وأعلنت مجموعة بوينغ للصناعات الجوية التي تضررت بشدة بسبب توقف الرحلات الدولية، إطلاق سندات بقيمة 25 مليارات دولار، في أوروبا أعلنت شركة راين اير الايرلندية المنخفضة الكلفة من جهتها عن الغاء ثلاثة آلاف وظيفة.

تحويلات

في دول إفريقية عدة، توقفت تقريباً التحويلات المالية من العمال المهاجرين إلى أوروبا، وقال تيديان كونتي في دكار «شقيقي يعمل في الزراعة في سرقسطة (شمال إسبانيا)، آخر مرة أرسل لنا المال في فبراير».

لا يؤثر العزل على الأغنياء والفقراء بالطريقة نفسها: فبين 18 مارس و10 أبريل، ارتفعت ثروة أصحاب المليارات الأميركيين بحوالي 10%، أي 282 مليار دولار، خصوصاً بفضل الارتفاع الذي سجّلته بورصات شركات التكنولوجيا، مثل أمازون، وفق دراسة أميركية.

في أوروبا، القارة الأكثر تأثراً بالوباء في العالم مع أكثر من 138 الفا و400 وفاة، أعلن البنك المركزي الأوروبي الذي لطالما كان منقذ منطقة اليورو، الخميس أنه «مستعدّ» لتعزيز دعمه للاقتصاد، في حين لا تزال الدول الأوروبية الـ27 منقسمة حول خطة الإنعاش المشتركة.

في بريطانيا، ثاني دولة أكثر تضرراً بالوباء في أوروبا بعد إيطاليا مع 26711 وفاة، بلغ المرض ذروته وفق قول رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي وعد بخطة رفع العزل الأسبوع المقبل على غرار دول أوروبية أخرى.

وتبنت ألمانيا التي خرجت قوية من المعركة ضد الوباء العالمي، تدابير جديدة لرفع العزل مثل إعادة فتح المراكز الثقافية والمتاحف وحدائق الحيوانات، إلا أن المقاهي والمطاعم ستبقى مغلقة حتى السادس من مايو على الأقلّ.

في أميركا اللاتينية، تعتزم دول عدة أيضاً رفع بعض القيود، لكن مدير قسم الأمراض المعدية في منظمة الصحة لدول القارة الأميركية ماركوس اسبينال حذّر من أن »تخفيفاً فورياً للتدابير قد يكون كارثياً».

في هذا الوقت، في كوبا، يتمرن رياضيون وموسيقيون على سطوح مبانيهم على غرار وليام روبليخو وهو عازف كمان يبلغ 35 عاماً. ويروي في هافانا «أنا سعيد جداً، لقد عُزلت لمدة 20 أو 25 يوماً».

في البرازيل، تمّ تمديد اجراءات العزل الخميس في ريو دو جانيرو حتى 11 مايو، في قرار اتُخذ خلافاً لمواقف الرئيس جاير بولسونارو الذي يدافع عن استئناف النشاط الاقتصادي مهما كلّف الأمر.

وأعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أنه يُفترض أن يتمّ تمديد حال الطوارئ الصحية أيضاً في بلاده إلى ما بعد السادس من مايو.

في المقابل، بدأ الصينيون الجمعة أول عطلة فعلية لهم منذ بداية الأزمة.

فقد أعادت المدينة المحرمة فتح أبوابها لكن بأعداد أقل حيث عبر الذين سمح لهم بالدخول عن فرحتهم الكبرى، وقالت شابة زائرة «إنه أمر رائع، يمكننا الاستفادة من ذلك».

في فرنسا، حيث تقليد عيد العمال قديم جداً، أرادت نقابات تخصيص هذا اليوم لأشخاص «غير مرئيين في مجتمعاتنا» على غرار العاملين في مجال الرعاية الصحية وموظفي الصناديق في المتاجر، الذين «يواصلون العمل وفي أغلب الأحيان يخاطرون بحياتهم».

في اسطنبول، أوقفت الشرطة التركية الجمعة عدداً من المسؤولين النقابيين الذين كانوا يتظاهرون احتفالاً بعيد العمال على الرغم من حظر الخروج إلى الشوارع.

وفي الهند، أعلنت السلطات تمديد الإغلاق لاسبوعين مع تخفيف بعض القيود.