جددت أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم تأكيد التزامها بإنهاء موسم 2019-2020، بحال تقليص القيود الاجتماعية في بريطانيا نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك برغم تخوّف بعض اللاعبين.وتواجه أندية النخبة خسائر تقدر بنحو مليار جنيه استرليني (1.25 مليار دولار أميركي)، في حال لم يستكمل الموسم بسبب تفشي وباء "كوفيد-19".
ومن شأن خوض المباريات الـ92 المتبقية تقليص حجم الخسائر، وبالتالي تحاشي إعادة مئات الملايين الى شركات النقل.وناقشت الأندية، أمس الأول، كيفية انهاء الموسم الحالي، وجاء في بيان الرابطة: "تدرس الرابطة والأندية المحاولات الأولى، ولن تعود الى التمارين إلا بتوجيه حكومي وبمشورة طبية متخصصة، بعد التشاور مع اللاعبين والمدربين".وأضاف بيان البريميرليغ: "أعادت الأندية تأكيد التزامها بإنهاء موسم 2019-2020، مع الحفاظ على نزاهة المسابقة، مرحّبة بدعم حكومي".
ملاعب محايدة
وأشارت تقارير إلى أن الرابطة أبلغت الأندية بأن المباريات يجب ان تقام في عشرة ملاعب محايدة، كي يستكمل الموسم.وقال بول باربر الرئيس التنفيذي لنادي برايتون، الخميس، إن فكرة عدم خوض المباريات البيتية هي "عيب إضافي"، فضلا عن خوضها دون جماهير.ومن المقرر ان تراجع الحكومة البريطانية اجراءات الاغلاق في 7 مايو، وقد وعد رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي يتعافى من اصابته بالفيروس، بتأمين "خريطة طريق" لتخفيف القيود.ويقف ليفربول بقيادة مدربه الألماني يورغن كلوب قاب قوسين أو أدنى من انتزاع اللقب للمرة الاولى منذ 30 عاما، اضافة لمشاكل عدة يجب حلها، بينها التأهل الى دوري ابطال اوروبا ومسألة هبوط الاندية، مما قد ينتج عنه نزاعات قانونية.صعوبات لوجستية
ويواجه الدوري الممتاز أيضا صعوبات لوجستية ضخمة في محاولته للعودة الى النشاط الذي توقف في 13 مارس بسبب تفشي وباء "كوفيد-19".وأعلن مهاجم مانشستر سيتي الأرجنتيني سيرخيو اغويرو ان اللاعبين خائفون من استئناف اللعب، بسبب تفشي كورونا.وقال أغويرو في مقابلة مع شبكة "ال شيرينغيتو": "بطبيعة الحال، أغلبية اللاعبين خائفون لأن لديهم اطفالا وعائلات".وأضاف: "إذا عدنا، انا واثق من ان الجميع سيكونون مشدودي الاعصاب، في اللحظة التي سيشعر فيها احد الاشخاص بأنه مريض، وسيقول: ما الذي يجري هنا؟".وسيواجه اللاعبون الغياب أسابيع عدة عن عائلاتهم، حيث سيخضعون للحجر الصحي في الفنادق. وقال مهاجم برايتون المخضرم غلين موراي في هذا الصدد: "آمل ألا نصل الى هذا السيناريو. الأمر صعب المنال، ان تمضي 8 اسابيع بعيدا عن عائلتك هو مهمة كبيرة".كما وصف موراي فكرة ارتداء اللاعبين لكمامات اثناء المباريات بأنها "مهزلة".في المقابل، أعرب قائد مانشستر يونايتد السابق غاري نيفيل الذي يعمل معلقا في شبكة "سكاي سبورتس" عن قلقه إزاء صحة لاعبي الدوري، في حال العودة السريعة الى المنافسات بعد رفع الاغلاق التام المفروض في بريطانيا، بسبب فيروس كورونا المستجد.ورأى نيفيل أن العامل الاقتصادي يتغلب على العامل الإنساني، وقال في هذا الصدد: "يقوم الناس الآن بتقييم المخاطر. كم شخصا يجب أن يموت وهو يلعب كرة القدم في الدوري الممتاز قبل أن يصبح الوضع مريرا؟ واحد؟ لاعب واحد؟ أو أن يذهب أحد الموظفين الى العناية المركزة؟ ما هي المخاطر التي يجب أن نتحملها؟ النقاش هو اقتصادي بحت وإلا لكنا توقفنا عن خوض المباريات أشهراً عدة".ويشكل تأمين إجراء الفحوصات اللازمة للاعبين والجهاز الفني صداعا للسلطات السياسية.وبحسب بعض التقارير، يتعين على اللاعبين وأفراد الجهاز الفني الخضوع للفحوصات، للكشف عن فيروس كورونا، مرتين أو ثلاثا في الاسبوع الواحد.وقالت طبيبة نادي تشلسي السابقة البرتغالية ايفا كارنيرو لشبكة "بي بي سي": "اذا عاودت كرة القدم نشاطها، فإن اجراء الفحوصات سيكون في غاية الاهمية، مع ضرورة اجراء جرعات اضافية من التدريبات".وحذرت كارنيرو: "يحتاج الامر الى (اكتشاف) حالة واحدة لكي يصبح كل شيء في مهب الريح".وثمة من يعبر عن انزعاجه من خضوع اللاعبين إلى فحوصات دورية، في الوقت الذي لا يحصل أفراد آخرون من المجتمع على ذلك.وستحاول السلطات الكروية عدم ارتكاب المزيد من الاخطاء، بعد قيام اندية ليفربول وتوتنهام وبورنموث بفرض بطالة جزئية على موظفيها، قبل ان تتراجع عن هذه الخطوة بعد انتقادات طالتها.كما أن ثمة تخوفا من أن انصار الفرق لن تحترم التعليمات المتعلقة بالتباعد الاجتماعي، في حال استئناف منافسات الدوري، حتى ولو أقيمت المباريات وراء ابواب موصدة.