في ظل الأوضاع الاستثنائية، التي تمر بها البلاد ودول العالم، من جراء انتشار فيروس كورونا، الذي دفع بثلاثة أرباع سكان الأرض إلى ملازمة منازلهم، استطلعت «الجريدة» آراء سفراء دول العالم المعتمدين في الكويت، بشأن الإجراءات التي اتخذتها الدولة، للحد من انتشار هذا الفيروس.سفراء العالم أخبرونا، في سلسلة «لقاءات عن بُعد»، عن سبل معايشتهم لهذا الوضع الاستثنائي، في ظل حظر التجول، الذي فرضته حكومة الكويت على مواطنيها والمقيمين في ربوعها، وكيفية تواصلهم مع أبناء جاليات بلادهم في الكويت... كما شاركونا بعض جوانب حياتهم الخاصة، وكيف اختلفت يومياتهم في «زمن كورونا»، لاسيما خلال ساعات حظر التجول، مروراً بهواياتهم ونشاطاتهم، وصولاً إلى أطباقهم التي يحضرونها في منازلهم، بعد قرار إقفال المطاعم والمجمعات التجارية.
عادات وهوايات وأنشطة اختلفت من سفير إلى آخر، ولكن الجميع ثمّن الإجراءات التي اتخذتها الكويت فيما يتعلق بمحاولة الحد من تفشي الوباء.يرى سفير الاتحاد الأوروبي لدى الكويت كريستيان تودور أن الكويت استجابت بسرعة كبيرة وحازمة وفعالة للوضع، وبدأت بسرعة في اتخاذ تدابير لحماية صحة وسلامة الناس الذين يعيشون في البلاد. وهي تسير في الاتجاه الصحيح لمحاربة الوباء.وعن تأثير الحظر على عمله الدبلوماسي قال تودور: «منذ تفشي المرض، أصدر مقرُّنا الرئيسي في بروكسل تعليمات إلى جميع بعثات الاتحاد الأوروبي لقصر اجتماعاتهم المباشرة فقط على تلك التي تعتبر ضرورية ولا غنى عنها. ونظراً للظروف ينبغي للمرء أن يتلاءم مع الوضع. لذلك، أقوم بالعمل عن بعد معظم وقتي. عادة ما أبدأ العمل في الساعة 7 صباحاً، حيث كانت ساعات العمل الرسمية لدينا قبل انتشار الوباء، من الساعة 8 صباحا حتى الساعة 4 مساءً. في السياق الحالي، قمنا بتخفيضها، مع إبقاء مكتب بعثة الاتحاد الأوروبي مفتوحا أمام الجمهور من الساعة 10 صباحا حتى 2 ظهرا. نحن نقوم بوظيفة دائمة في المكتب على أساس نوبات العمل الدورية، بما في ذلك أنا. أذهب إلى المكتب 3 مرات على الأقل في الأسبوع.عملياً، أحاول تقليل التواصل وجهاً لوجه إلى الحد الأدنى تماشياً مع نصيحة السلطات الكويتية، وتماشياً مع نصيحة مقرنا الرئيسي. أعتقد أن التباعد الاجتماعي قد أثبت حتى الآن أنه الإجراء الوقائي الفعال الوحيد للحد من تفشي المرض».وعن نشاطه خلال فترة الحظر يوضح: «أنا أعمل معظم وقتي، فهناك طلب متزايد من مواطني الاتحاد الأوروبي بشأن العودة إلى الوطن ولمّ شمل أسرهم. بالتعاون مع رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي الأخرى وبمساعدة وزارة الخارجية الكويتية، نعمل حاليا على تسهيل عودتهم إلى بلدانهم الأم.إلى جانب العمل ومتابعة الوضع في الكويت، كنت أركز على قضاء وقت ممتع مع ابني البالغ من العمر 10 سنوات ومساعدته في واجباته المنزلية. أنا سعيد جدا لأن المدرسة تنظم دروسا عبر الإنترنت.أعتقد أيضا أن هذه الظروف الاستثنائية التي نعمل فيها جميعا الآن تجعلنا نثمن ونقدر الحياة وعائلاتنا وأصدقاءنا أكثر. أنا على اتصال يومي مع عائلتي في رومانيا. بخلاف ذلك، أستخدم هذه الفرصة لإعادة التواصل مع أصدقائي في جميع أنحاء العالم. أشعر بمزيد من الدعم والتضامن خلال هذه الأوقات بين الناس».وللسفير الأوروبي هوايات يمارسها أيضا خلال ساعات الحظر. وفي هذا الشأن يقول: «أقوم أيضا بتمارين في المنزل للحفاظ على لياقتي، كما أحب لعب كرة الطاولة مع ابني ودعم اهتمامه بعلم الفلك والكون من خلال استكشاف ما هو متاح عبر الإنترنت، بما في ذلك برنامج (ناسا) للأطفال.أنا أستخدم هذه الأوقات الصعبة أيضا للتركيز على تطوير نفسي. كما أنني أقرأ أكثر وأشاهد التلفزيون وأستمع إلى الموسيقى».ويفتقد السفير تودور التواصل مع الأصدقاء، ويقول في هذا الشأن: «منذ أن وصلت إلى الكويت في أكتوبر من العام الماضي، اكتسبت العديد من الصداقات مع الكويتيين. أنا شخص نشط جداً يحب الاختلاط الاجتماعي والتواصل مع الأصدقاء. من الواضح أنني أفتقد الاتصال وجهاً لوجه، لكني أفهم ضرورة اتخاذ التدابير، وأنا أحترمها بالكامل».ويختار السفير الأوروبي الطعام الصحي والمنزلي، خاصة في الوقت الحاضر، حيث من المهم دعم الجهاز المناعي، والطعام الصحي هو أحد الطرق لذلك. كما أنه يقوم بالتسوق بنفسه من وقت لآخر، ويقول: «أحاول الذهاب للتسوق في الصباح الباكر، لأن المتاجر في منطقتي تبدو أقل ازدحاماً، كما أستخدم خيار التوصيل عبر الإنترنت، وأعتقد أنه الأسهل والأكثر أمانا».
محليات
«الجريدة» مع سفراء العالم بالكويت خلال الحظر المنزلي
04-05-2020