شركة رساميل: النفط يخضع لاختبار عصيب والطلب يتعافى تدريجياً
المعادن الثمينة وتحديداً الذهب والفضة المستفيد الأكبر من ارتفاع الديون وخلخلة الميزانيات
الانهيار الحاد في أسواق النفط له بالغ الأثر على ميزانيات الدول المصدرة للنفط، وعلى رأسها دول مجلس التعاون الخليجي، التي ستواجه تحديات من العيار الثقيل بعد أزمة كورونا والاغلاق العظيم
أقامت شركة رساميل للاستثمار ملتقاها الاستثماري، عبر شبكة الإنترنت، من خلال دعوات خاصة لعملائها، وهو اللقاء الأول لها ضمن سلسلة لقاءات ستقوم من خلالها بتسليط الضوء على اهم التطورات في الاسواق المالية نتيجة "الإغلاق العظيم"، جراء أزمة فيروس كورونا المستجد، التي خيمت على العالم منذ مطلع هذا العام، حيث قام روبرت آسبن مستشار المجموعة وعبدالله الشعلان مساعد نائب الرئيس لإدارة المحافظ والصناديق في الشركة بتقديم العرض، وقام علي الفليج نائب الرئيس التنفيذي لادارة علاقات العملاء بدور المحاور، وتم تنظيم هذه السلسلة من الحلقات. وكان أبرز ما جاء في الحلقة الأولى التالي:• مقارنة حدة هذه الازمة مع الكساد العظيم في 1929، وتفوق الأزمة المالية في 2008/2009، حيث انه من المتوقع ان يكلف الاغلاق والتباعد الاجتماعي المفروض على أكثر من نصف سكان الارض، 9 تريليونات دولار في الربع الاول من هذا العام فقط.
• قام العديد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة بالتصويت، بالموافقة على حزمات اقتصادية، على وجه السرعة، لمواجهة الانكماش المحتوم لاحتوائه والعودة الى ضفة التعافي.• على الرغم من توقعات الاقتصاديين ودُور البحوث والمشورة العالمية بأن التأثير السلبي للأزمة الصحية سيكون على شكل نزول حاد في أول ربعين من سنة 2020، فإنه لا أحد يستطيع التنبؤ بمدى التأثير المستدام على سلوك المستهلكين، مما ينعكس بشكل مباشر على اداء الشركات، ومن ثم الاقتصاد ككل.• اختلف القارئون للأسواق على شكل التعافي، فتارة نجدهم يتحدثون عن تعافي حاد على شكل حرف "V"، وتارة نجدهم يتوقعون تعافيا بطيئا على شكل حرف "U"، الا ان قراءة شركة رساميل تتفق أكثر مع التعافي البطيء. • وترجع هذه القراءة الى اسباب؛ أهمها ان ازمة الفيروس المستجد ستترك أثرا طويل المدى، إن لم يكن بشكل دائم، على قطاعات حيوية كالسياحة والتسلية والسفر والأنشطة التي تقوم على الاختلاط كالنوادي والتعليم.• والموجع في الأمر هو ازدياد نسبة البطالة، إذ بلغ مجموع المتقدمين لدعم البطالة في الولايات المتحدة وحدها 26 مليون شخص، في غضون ثلاثة اسابيع، وهذا الرقم في ازدياد الى ان يتم التراخي في التباعد الاجتماعي. • أضف الى ذلك ان هذه الحزمات الاقتصادية التحفيزية ما هي الا ديون مضافة الى اكوام الديون المثقلة على عاتق ميزانيات الدول والشركات على حد سواء، مما ينتج عنه خلل في الموازنة لبحث سبل السداد.• وكان لابد من التحدث عن النفط وأثره على دول العالم، وخصوصا دول الخليج، حيث تم تداول العقود الآجلة لتسليم النفط في شهر مايو ما دون الصفر، ليصل بذلك الى سالب 37.6 دولارا للبرميل، وهي سابقة تاريخية لم تمر على مسامعنا، لاستمرار ضخ النفط في أميركا وسط امتلاء مخازن النفط وقلة الاحتياج إليه حاليا.• هذا الانهيار الحاد في أسواق النفط له بالغ الأثر على ميزانيات الدول المصدرة للنفط، وعلى رأسها دول مجلس التعاون الخليجي، التي ستواجه تحديات من العيار الثقيل في بعد أزمة كورونا و"الاغلاق العظيم"، فهي بين سد عجوزات حل الأزمة ومشاريع البنية التحتية وبين الانخفاض الحاد في المدخول الاساسي، ألا وهو النفط، وستخصص "رساميل" ندوتها القادمة لمناقشة اسواق دول الخليج.مع كل هذه التحديات، خلقت هذه الازمة فرصا لا يمكن الالتفات عنها، وأهمها:• تم انخفاض قيمة اغلب الشركات المدرجة في الاسواق العالمية، الا ان نسبة تأثير الشركات ليست كلها سواء. صحيح انه ينصح بالترقب في الوقت الحالي عن الدخول في الاسواق إلا ان المستثمرين النشطاء يقومون بتحديد شركات مستهدفة لحين ظهور بوادر انقشاع الازمة.• توجد قطاعات مستفيدة من هذا الإغلاق والتباعد الاجتماعي كشركات التواصل عن بعد والشركات السحابية "cloud" وشركات الالعاب الالكترونية والتعليم عن بعد، فضلا عن شركات التجارة الالكترونية وشركات التوصيل وقطاعات الخدمات الصحية والصناعات الدوائية. • وعلى الرغم من أن القطاع النفطي يخضع لاختبار عصيب فإنه من المتوقع أن يستعيد تعافي الطلب عليه تدريجيا، وذلك من مصلحة الشركات المتينة والمرنة، حيث البقاء للأقوى في ظل هذه الظروف، والمستفيد الاكبر هو الشركات التي يكون لها نصيب الاسد من الحصة السوقية، بعد زوال عدد كبير من المنافسين.• وأخيرا، المستفيد الأكبر من ارتفاع الديون وخلخلة الميزانيات هو المعادن الثمينة، وتحديدا الذهب والفضة.وبهذا ختمت شركة رساميل هذا اللقاء الأول، على ان تتم دعوة عملائها للحلقات القادمة، لتغطية جوانب أخرى من الأسواق، وتقرر تحديد الموعد القادم لمناقشة الأسواق الخليجية.