حلت السينارست إيمان سعيد ضيفة على برنامج الصدى الذي أطلقته أكاديمية الفنون الأدائية (لابا) عبر منصة «إنستغرام»، في حوار حول أجواء الحظر ودراما رمضان التي غلب عليها جدل التطبيع.

في البداية، سألتها مقدّمة البرنامج رئيسة مجلس إدارة لوياك فارعة السقاف عن تأثير «كورونا» وأجواء الحجر فقالت إيمان: إنها في الأساس إيقاعها بطيء و«بيتوتية»، لذلك لم تشعر بفارق كثير، باستثناء الإجبار على بعض الأمور، وتحاول استثمار الوقت في القراءة والكتابة وسماع الموسيقى.

Ad

وتابعت: في هذه الأجواء لم أشعر برغبة في الكتابة، خصوصا أنني في العام الماضي أنجزت عملين وشعرت باستنزاف طاقتي. واعتدت على التوقف مؤقتا ما بين عمل وآخر، كفعل تجديد والاطلاع على ما يجري في العالم.

وعما إذا كان لديها مشروع تخطط له قالت: في العادة لا أنتج كامل الكتابة، بل أتعاقد على 3 حلقات ثم أكمل الكتابة ضمن خطة إنتاجية. وبالفعل لدي مسودات لأفكار ما بين الطابع الاجتماعي والبوليسي، ما يعطيني الفرصة لرواية حكايات الإنسان البسيط.

وأكدت شعورها الشديد بالمسؤولية تجاه الجمهور، ليس فقط من ناحية الأمور الفنية، بل مسؤولية الرسالة الموجهة. رغم وجود حد أدنى من التنازلات. ويفرض سوق الدراما أحيانا على الكاتب أشياء بعينها، ومجاراة أجندة غير مقنعة. وهنا علّقت السقاف مستشهدة بتدوينة لإيمان سعيد عمّا يبثّ من رسائل لغسل الدماغ الجمعي وتسميمها، واعتبرت أنه زمن وقاحة هذا الذي يشهد مشاريع التطبيع مع إسرائيل عبر الدراما.

وأبدت سعيد استغرابها لظاهرة وجود أكثر من عمل درامي في هذا الاتجاه، موضحة أن هذا الحكي ليس بصفتها فلسطينية الأصل، بل كقضية مظلومية عادلة. وأشارت إلى وجود فرق ما بين التطبيع السياسي كما هي الحال في مصر، في حين أنه لم يحدث تطبيع درامي أو اجتماعي.

وهنا علّقت السقاف بأن الفنانة سلاف فواخرجي سبق أن قدّمت دور امرأة يهودية ممن عاشوا في الشام، دون أن تنجرف المعالجة إلى شبهة التطبيع على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية.

وردّت سعيد بأن الطائفة اليهودية في المنطقة العربية عموماً لم يقع عليها اضطهاد، مستذكرة أنها أثناء زياراتها إلى دمشق كان هناك أحد الأحياء معروفا بوجود أطباء وتجار يهود، ولم تكن هناك أية حساسية في التعامل مع أيّ مكون ديني ضمن نسيج المجتمع.

كما رأت أن مثل هذه الأعمال التي ظهرت في الآونة الأخيرة، ليست مجرد دراما بريئة لأنها تأتي ضمن سياسيات يجري تمريرها. واعتبرت أن مثل هذه المواضيع ليست من أولويات الشعوب العربية أساسا. وأشارت في المقابل إلى أن إسرائيل اعترضت بشدة لمجرد أن مسلسل «النهاية» المصري عالج فكرة مضادة وخيالية عن زوالها.

وهنا أشادت السقاف بالموقف الرسمي لوزارة الإعلام الكويتية التي تحفّظت عن مسلسل «أم هارون» ولم تعرضه، مؤكدة الالتزام الأخلاقي للكويت دائما بعدالة القضية الفلسطينية.

وأكدت سعيد كلامها بالقول: «أنا بنت الكويت وعشت فيها صباي وما أحتاج أجاملها.. وهذا الموقف الكويتي المبدئي يثمن بالتأكيد من قبل ومن بعد».

وأخيرًا حول الأعمال التي تشاهدها في رمضان، قالت إنها لا تتابع معظم ما يعرض حاليا بسبب وجودها في تركيا، وتعتمد على «يوتيوب» في مشاهدة أعمال عرضت من قبل، لكنّها تظل علامة مميزة مثل مسلسل «أفراح القبة» الذي اعتبرته أيقونة يحق أن نفتخر بها كعرب.