من بداية أزمة كورونا وقفنا سنداً للإجراءات الحكومية الصادرة من كل الجهات الصحية والأمنية والمدنية المختلفة، نعم نقدنا انحرافا شاهدناه هنا وتقصيراً هناك، من خوفنا على بلادنا وحرصنا على وطننا، لكننا شددنا على يد الإجراءات الحكومية الصحيحة التي ظهرت في الأسابيع الأولى لما رأينا المسار السليم لإدارة الأزمة.اليوم وبعد مضي شهرين، فإن صفعة كورونا كشفت مواطن هائلة من الخلل في القطاع الحكومي والخاص والعمل الإداري والسياسي والاقتصادي، ولا بد أن نتفرغ جميعاً لإصلاحها عاجلاً غير آجل، ولكن لنترك هذا الحديث جانباً ولنلتفت إلى صيحات الكادر الطبي التي زادت بشكل يوجب الالتفات إليها بأسرع ما يمكن.
أطباء على خط النار في المستشفيات والمراكز الصحية، الممرضون والمسعفون والصيادلة بلا استثناء، يوجهون نقداً واضحاً لا لبس فيه للإجراءات التي تتبعها وزارة الصحة في عملها مؤخراً، هناك ملاحظات جسيمة صدرت من أطباء بمختلف التخصصات تنبه إلى ضرورة تغيير خطة عمل الوزارة في مواجهة الوباء، وهناك مطالبات علنية بضرورة حماية الكادر الطبي بكل تخصصاته وتوفير أهم المستلزمات لهم لتمكينهم من مزاولة عملهم، وهناك إشارات واضحة لزيادة عدد الإصابات في الجسد الطبي وربكة في التعامل مع حالات الإصابة المتكررة كل يوم وليلة، وهناك قناعة تتشكل بين الأطباء في الميدان بأن العمل الحالي يجنح إلى الإعلام والتسويق للأشخاص أكثر من حرصه على المواجهة الحقيقية للوباء، وأن بعض الإجراءات المنفذة ليس لها قيمة، وتستهلك جهوداً واسعة وتكلف الدولة أموالاً بلا طائل، وأهم من هذا ضياع الوقت الثمين في محاصرة الوباء.نقدر جهود جميع العاملين في الصحة أطباء وفنيين وإداريين كبيرهم وصغيرهم والمتطوعين معهم من بداية الأزمة إلى يومنا هذا، لكن الواجب علينا أن نوصل لكم أصوات العشرات من أطباء الكويت المخلصين الذين يرفعون لكم رايات التنبيه بأن الخلل الحالي إذا لم يتم تداركه فقد تجنح مسيرة الوباء إلى منعطف أكثر إيلاماً وأعلى من قدرة القطاع الصحي.أناشد مجلس الوزراء الموقر الالتفات إلى مطالبات ونصائح أبناء الكويت من الأطباء والطبيبات وتشكيل لجنة طبية محايدة تقوم على عجل بتقييم الأوضاع القائمة، ودراسة أداء وزارة الصحة، والاستماع لما يقوله العاملون في الميدان قبل أن يفوت الفوت، اللهم قد بلغناكم فلا تستهينوا بما قلناه لكم، والله الموفق.
مقالات
استمعوا للأطباء... يا مجلس الوزراء
05-05-2020