كان عليه أن يكون في الكويت منذ شهرين، لكنّ "المرض اللعين" لم يمهله، بل عاجله لينتقل إلى رحمة ربه أمس في بلدته "أنصار" بجنوب لبنان.

كامل حازر (أبوفادي) من جيل المخضرمين في الصحافة الكويتية واللبنانية، وهو خريج أوّل دفعة من كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية في بيروت عام 1973.

Ad

مبكراً دخل معترك الحياة، بنى نفسه بنفسه، لم يتكئ على أحد، بل كان من القلائل الذين يحصلون تعليمهم العالي في الوقت الذي كان يقف فيه أمام إشارة المرور قرب منطقة اليونسكو في بيروت ليبيع العلكة، يسدّ به رمق الحياة.

جذبته مهنة الصحافة، وكان يجمع بين الدراسة والعمل في صحيفة الحياة لصاحبها كامل مروّة أواسط الستينيات، واستمر فيها عدة سنوات، ثم انتقل إلى "دار الصياد" بالحازمية، ليعمل في "الأنوار" لصاحبها سعيد فريحة.

جاء إلى الكويت عام 1976، لينضم إلى مجلة اليقظة عند النقيب أحمد يوسف بهبهاني، مزاملاً عددا كبيرا من الصحافيين المعروفين، وكانت المحطة الثانية له الزميلة "الأنباء"، التي قضى فيها ردحاً من الزمن. ثم عمل في "القبس"، وهي المؤسسة الإعلامية الثالثة أثناء وجوده في الكويت، وفي تلك المرحلة عمل أيضاً مراسلا لصحيفتي عكاظ والمدينة السعوديتين، ومراسلا لجريدة السفير اللبنانية عام 2012 ، وأجرى العديد من المقابلات والتحقيقات، وإن كانت معظم سنوات الخبرة قضاها في القسم العربي والدولي.

بعدها ذهب إلى جريدة "المستقبل" بعد صدورها مع الصحف الجديدة، وآخر محطة له كانت في "الطليعة".

عمره المهني يزيد على الخمسين عاماً، بينما عمره الحقيقي 75 سنة (مواليد 1945) أعطى من قلبه وكما يحبّ، لم يشأ "البهورة"، بل لازمته صفة التواضع بشخصيته التي لم تعرف وظيفة أخرى في حياته غير الكتابة.

رحمة الله عليك أبا فادي... سيبقى اسمك محفوراً في ذاكرتنا، وعزاؤنا لأبنائك وبناتك ولأسرتك الكريمة.