بدأ الإعلامي مهند يوسف حديثه من تجربته الأخيرة في قطر قائلا «محطتي في قطر تعد من أهم المحطات التي مررت بها، وذلك من زاوية الاختلاف في بيئة العمل والظروف التي أحاطت بهذا التحدي، ولذلك مهما كانت النتيجة، أعتقد أن عملي مع إذاعة مزاجي إف إم كان وسيظل عملا مميزا بالنسبة إلي، بل إني أعتبر برنامج وقته من أنجح البرامج التي اضطلعت بتقديمها، وحتى أكون أكثر وضوحا، فإنه منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها المفاوضات مع المسؤولين في إذاعة مزاجي، رأيت علامات النجاح تلوح في الأفق من خلال تلاقي رغبات وإمكانات إدارة الاذاعة مع طموحاتي وثقتهم التامة بقدراتي لنقل البرنامج إلى مستوى أفضل نحدث فيه النقلة النوعية التي تتوافق مع متطلبات الاذاعات العصرية، ولذلك تولدت أرضية خصبة للعمل استطعت أن أزرع من خلالها ثمار النجاح في بعد زمني قصير، فمنذ أن توليت زمام الأمور بالإشراف على البرنامج وتقديمه مع مجموعة متناغمة من الشباب المبدع، بقيادة رئيس فريق الإعداد الاستاذ صالح الدويخ ومساعدته أختي سارة البناي والمخرج دواس العجمي استحدثنا مجموعة كبيرة ومتنوعة من الفقرات التفاعلية مع المستمعين، وكسرنا كل الحواجز والنمطية بنظام جديد مبني على المحبة والاحترام والإثراء فتحقق الهدف الاساسي بتكوين عائلة منسجمة مع المستمعين.

Ad

حركة الطيران

أما عن توقف حركة الطيران فقال: «كان أمرا متوقعا، مع اتساع رقعة وباء كورونا في شهر فبراير تحديدا، لاسيما أنني مرتبط بالعودة الى الكويت كل أسبوع لتقديم برنامج المحلل على شاشة تلفزيون atv، وفي ضوء تزايد الحالات المصابة وتفاقم الأوضاع عالميا ومحليا، كان علي ومعي فريق العمل في برنامج المحلل اتخاذ قرار حاسم يتماشى مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دولة الكويت وأهمها التباعد الجسدي، وبعد سلسلة من الاتصالات مع الزملاء في برنامج المحلل والمسؤولين بقناة atv، قررنا وقف بث البرنامج حفاظا على سلامة طاقم العمل، واستباقا لأي قرار بوقف الرحلات، مما يعيق قدرتي على الوجود الأسبوعي في الكويت، ورغم مرارة وصعوبة الوضع وضبابية الصورة، فإن استمراري في برنامج وقته مع إذاعة مزاجي إف إم كان بمنزلة السلوى التي خففت من آثار البعد عن الأهل والأصدقاء في الكويت.

وحول شعوره عندما علم بموعد عودته للكويت، قال « عندما سمعت خبر تحديد موعد عودتي الى الكويت تملّكني شعور العاشق الحالم بلقاء حبيبته بشغف لا يضاهيه سوى ذات الشعور الذي تملّك كل كويتي عند سماعه خبر تحرير الكويت من براثن الغزو الغاشم عام 1990.

الحجر المنزلي

وكشف كيف يقضي يومه خلال الحجر المنزلي، قائلا: «حاليا أعد الأيام في الحجر المنزلي في بيت الوالد والوالدة، حيث أعد والدي بالتنسيق مع زوجتي د. دانة الحقان الديوانية لتكون مكانا للحجر، لكونها منطقة معزولة تماما عن العائلة، والحقيقة أن الأهل يبذلون جهدا كبيرا في توفير كل ما يلزمني وللحفاظ على معنوياتي مرتفعة، وحاليا أمضي وقتي وأقنع نفسي بأن هناك اشياء ممكن أن تجعلني سعيدا في محجري، ومنها اللايف إنستغرام، حيث أمارس شغفي بالتقديم واستضافة العديد من الشخصيات الكويتية والخليجية في كل المجالات، وهناك استضافة يومية قبل السحور عند الساعة 2:00 فجرا مع ضيفي الدائم، وهو أخي الشاعر سالم سيار في ساعة أطلقنا عليها اسم «Out of the box»، نتحدث في كل الموضوعات والقيم المجتمعية.

واختتم مهند «لا شك في أن هذا الوباء المخيف قد خلق حالة من الإغلاق والانغلاق الاجتماعي كإجراء احترازي صحيح لمقاومة انتشار فيروس كورونا، والأكيد أن هناك تململا وخوفا وقلقا يتنامى في نفوس الجميع يقابله أمل بأن نصحو يوما على انجلاء الغمة وعودة الحياة الى ما كانت عليه، هذا الأمل لن يتحول الى واقع إلا من خلال الالتزام التام بالتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة، وأهمها التباعد الاجتماعي والبقاء في البيت، فهناك أناس تضع نفسها في مواجهة الخطر من أجل أن يشعر الجميع بالأمن والامان، أناس يتراصون بالصفوف الأولى يهبون انفسهم من أجل نفوس الآخرين، من أجل ألا تذهب تضحيات هؤلاء سدىً علينا أن نلتزم، وبهذا المقام لا أجد كلمات تفي زوجتي وشريكة حياتي د. دانة الحقان حقّها فيما تفعله من أجلي ومن أجل وطنها.