واشنطن تجدد حملتها على بكين... ولندن تنضم
الصين: متوسط درجات «الفخر الوطني» لدى شبابنا 9.5 من 10
جدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حملة الولايات المتحدة الرامية إلى تحميل الصين مسؤولية تفشي «كورونا»، مشددا على وجود «عدد هائل من الأدلة» على أن مصدر الفيروس هو مختبر في مدينة ووهان، التي وصف معهدها لعلم الفيروسات الخاضع لإجراءات أمنية مشددة الاتهامات بأنها «غير ممكنة»، بينما قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أمس، إن هناك أسئلة يتعين على الصين أن تجيب عنها فيما يتعلق بالمعلومات التي أتاحتها عن التفشي.وبينما لم يسترسل بومبيو في حديثه إلى شبكة ABC، بشأن ما وصفها بـ»العدد الهائل من الأدلة»، إلا أن تصريحاته هدفت إلى دعم الانتقادات المتكررة من إدارة الرئيس دونالد ترامب فيما يتعلق بدور الصين في انتشار الوباء.وأمس الأول، أعاد ترامب في مقابلة مع محطة «فوكس نيوز»، استمرت ساعتين، في «قاعة بلدية» افتراضية، اتهامه للصين بعدم نجاحها في وقف انتشار الفيروس، قائلا: «أعتقد أنهم ارتكبوا خطأ فادحا، ولم يريدوا الإقرار بذلك. لقد أردنا التدخل، لكنهم لم يريدونا أن نكون هناك».
وأنحى ترامب ببعض اللوم على مسؤولي الاستخبارات في الولايات المتحدة، متهما إياهم بالتراخي في إثارة المخاوف من انتشار الفيروس حتى 23 يناير.لكن محطتي CNN وABC، أفادتا بأن تقارير أجهزة الاستخبارات التي قدمت للرئيس، ذكرت الفيروس في وقت أبكر من ذلك، وهو 3 يناير.وجاءت تعليقات بومبيو في وقت ذكرت صحيفة «ساترداي تيليغراف» الأسترالية أن الصين حجبت عمدا أو دمرت الأدلة بشأن تفشي المرض، في «اعتداء على الشفافية الدولية»، أودى بعشرات الآلاف.وأشار التقرير إلى ملف من 15 صفحة أعدته «العيون الخمسة»، أي وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا.ولم يشر بومبيو، وهو مدير سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، إلى ملف «العيون الخمسة»، لكنه قال إن «هناك عددا هائلا من الأدلة يشير إلى أن ووهان هو مصدره». وبينما انتقد بشدة تعامل الصين مع هذه المسألة، رفض بومبيو القول ما إذا كان يعتقد أنه تم نشر الفيروس عمدا.وأفادت تقارير إخبارية بأن ترامب أوكل جواسيس تابعين للولايات المتحدة مهمة التوصل إلى مصدر الفيروس، الذي تم تحميل مسؤولية تفشيه لسوق في ووهان يبيع حيوانات غريبة للأكل، كالخفافيش.وأوضح بومبيو أنه يتفق مع تصريح مجتمع الاستخبارات الأميركية الذي ينسجم مع «التوافق العلمي الواسع بشأن مسألة أن الفيروس ليس من صنع البشر وليس معدلا جينيا».لكنه ذهب أبعد من ترامب، مشيرا إلى «عدد هائل من الادلة المهمة» على أن مختبر ووهان هو مصدر الفيروس، وقال: «أعتقد أن بإمكان العالم بأسره أن يرى الآن ويتذكر أن لدى الصين تاريخا في نقل العدوى إلى العالم وتشغيل مختبرات غير مستوفية للمعايير». ورأى أن المحاولات الصينية للتقليل من أهمية الفيروس ترقى إلى «محاولة شيوعية كلاسيكية للتضليل. تسبب ذلك في خطر هائل».وفي لندن، وردا على سؤال من محطة LBC الإذاعية عما إذا كانت الصين عليها أن تجيب عن أسئلة بشأن السرعة التي أبلغت بها العالم بمدى احتدام الأزمة قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس: «أعتقد ذلك». وأضاف: «الوقت المناسب لتحليل تفصيلي بشأن ذلك هو بعد أن نضع كلنا الموقف تحت السيطرة ونتخطاه وتعود اقتصاداتنا لأنشطتها الطبيعية»، متابعا: «تحتاج الصين للتحلي بالصراحة والشفافية عما حادت عنه وعن إخفاقاتها وكذلك نجاحاتها».ووصفت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، التي تصدر تحت رعاية صحيفة «الشعب» اليومية، التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، «مزاعم وزير الخارجية الأميركي، مخادعة ولا أساس لها»، مضيفة: «الحقيقة هي أن بومبيو ليس لديه أي دليل. إذا كانت واشنطن لديها أدلة قوية فعليها أن تسمح لمعاهد البحوث والعلماء بفحصها والتحقق منها».وكتبت الصحيفة أن «هدف حكومة الولايات المتحدة هو إلقاء اللوم على الصين بشأن الوباء، إضافة إلى التلاعب بالرأي العام، وتجنب اتهامها بسوء التصرف تجاه الوباء». وبعد ارتفاع شعبية الصين في بعض الدول الأوروبية، على خلفية «دبلوماسية كورونا»، التي اعتمدتها مع هذه الدول لمساعدتها على وقف التفشي، من خلال شحنات من أجهزة التنفس الاصطناعي ومعدات الوقاية الشخصية، الا أن هذه «الحملة الدعائية» التي أطلقتها بكين، بدأت تُفسد العلاقات مع ظهور شكوك حول استجابتها للفيروس.ويقول منتقدون إن بكين ترغب في التغطية على سوء تعاملها مع التفشي في مراحله المبكرة مع انتشار الفيروس من ووهان، واتهموها بالإبلاغ عن أرقام أقل من الأرقام الحقيقية بشأن الإصابات والوفيات.من ناحية أخرى، وبحسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس فقد أظهر استطلاع للرأي في الصين أن «الشعور بالفخر الوطني لدى الشباب الصينيين قد تعزز بعدما أبدته البلاد من تضامن وسط الحرب ضد وباء كورونا».ووفقا للاستطلاع، فإن «متوسط درجات الفخر الوطني بين الشباب الصينيين، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما، هو 9.57 من أصل 10، ارتفاعا من 9.18 في استطلاع مماثل عام 2019».