توالت الدعوات لطرد السفير الألماني ميشيل كيلر بريشتولد من طهران بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل، في خطوة بدا أن المقصود منها الردّ على حظر برلين "حزب الله" اللبناني المؤيد لإيران وتصنيفه منظمة إرهابية.

وفي تعليق على الحملة التي قادها المتشدون ضد السفير الألماني التي تعتبر بلاده الدولة الأوروبية الأقرب لطهران، والتي تقود جهود منع وقف التجارة الأوروبية بالكامل مع إيران، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، أن "قضية اتهام السفير الألماني بطهران بالتجسس وارتباطه بإسرائيل، هي قضية تخصّ وزارة الأمن والاستخبارات".

Ad

وقال المتحدث باسم "الخارجية" عباس موسوي: "لا يمكن لوسائل الإعلام أن تنسب أي شيء لأي شخص، وفقاً لتقاريرها، ويجب على الدبلوماسيين الأجانب الموجودين في طهران الامتثال للقانون الإيراني، وخلاف ذلك، ستتدخل وزارة المخابرات، والتقارير الإعلامية ليست أساس حكمنا".

وفي تعليق على حظر برلين لحزب الله، قال موسوي: "يساورنا شعور بأن الألمان لديهم على ما يبدو دين تاريخي للصهاينة وهم يسددونه، ولا يدركون أن العالم كله والمسلمين يمكن أن يردوا" في إشارة إلى ما يبدو على حساسية برلين التاريخية تجاه اليهود بحكم جرائم النازية ضدهم.

وشدد موسوي على أن حزب الله "حزب قوي وشرعي ممثل في الحكومة والبرلمان اللبنانيين" معتبراً أن القرار الألماني "لن يخلق سوى المشاكل".

وفي مقال افتتاحي نُشر السبت الماضي، رأى حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المحافظة "موجة من الاستياء وسط الشعب الألماني" لأن "النظام الإرهابي الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال يسيطر على مصير بلادهم".

واعتبر شريعتمداري أن القرار الألماني ضد حزب الله "تمليه إسرائيل"، و"أجزاء كاملة من الاقتصاد الألماني في أيدي اليهود"، تماماً كالبرلمان حيث "أكثر من مئة نائب يهودي ليسوا ألماناً حتى".

وكتب شريعتمداري، الذي عينه المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، "إن الكثير من الألمان اليوم يدركون أن المحرقة ليست سوى خدعة وكذبة ملفقة كبيرة".

وكانت صحيفة "وطن أمروز" المتشددة، قد انضمت الى الحملة، وزعمت في تقرير لها على صدر صفحتها الأولى أمس، أن السفير الألماني "ضابط مخابرات ولديه علاقات وطيدة مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي موساد"، الذي يعتقد أنه أمد السلطات الألمانية بمعلومات أدت إلى حظر جميع أنشطة حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري.

واعتبرت الصحيفة ومنصات تواصل محسوبة على التيار المتشدد أن تصنيف ألمانيا "حزب الله" إرهابيا، "مساس بمصالح وأمن إيران وعملية أوّلية لقياس مستوى ونطاق رد فعل النظام السياسي الإيراني".

جاء ذلك في وقت تشهد العلاقات الإيرانية الأوروبية توترا مع تشديد الولايات المتحدة ضغوطها بهدف تمديد حظر التسلّح الأممي على طهران الذي يجب رفعه في أكتوبر

المقبل ضمن بنود الاتفاق النووي.

وجددت طهران، أمس، على لسان موسوي تهديدها بـ "ردّ حاسم" إذا تم تجديد حظر التسلح الذي ينتهي في أكتوبر المقبل، لكنّها توقعت فشل المحاولات الاميركية لتمديده.

وذكر موسوي أن "مساعي الولايات المتحدة لتمديد حظر الأسلحة غير مشروعة".

وتابع: "إيران لا تسعى للانسحاب من الاتفاق النووي الموقّع في 2015 مع القوى الكبرى، لكنّ خطوة أميركا غير مشروعة، وسيكون رد فعلنا متناسباً".

من جانب آخر، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أنه "لا نعترف بالحضور العسكري الأميركي في المياه الخليجية، ونعتبره غير قانوني ويزعزع استقرار المنطقة".

هذا، وتجدد التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران بعد اقتراب زوارق إيرانية من بوارج أميركية في مياه الخليج في 15 أبري الماضي، وتبادل الطرفان المسؤولية عن ذلك، وأعقبته سلسلة من التصريحات شديدة اللهجة من الجانبين.

إلى ذلك، صوّت نواب مجلس الشورى على تغيير العملة الإيرانية من الريال إلى التومان، على أن تكون قيمة التومان 10 آلاف ريال أمس.

كما تقرر أن يقوم البنك المركزي خلال 3 أشهر بإعداد اللائحة التنفيذية للقانون وعرضها على مجلس الوزراء للمصادقة عليها والبدء بتنفيذها.

وأوردت تقارير رسمية أنه سيكون أمام البنك المركزي عامان لـ "تمهيد الطريق لتغيير العملة إلى التومان".

وفكرة حذف 4 أصفار متداولة منذ 2008، لكنّها ازدادت إلحاحا بعد 2018، عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على طهران، إذ فقد الريال أكثر من 60 بالمئة من قيمته.

وبحسب مواقع لأسعار الصرف الأجنبي، سجلت العملة الإيرانية حوالي 156 ألف ريال للدولار في السوق غير الرسمية اليوم.