حكايات من دفتر العلاقات الكويتية ــــ اللبنانية في برنامج الصدى
حمزة عليان: 100 ليرة لكل سائح كويتي
يستمر برنامج "الصدى" الذي تبثه أكاديمية الفنون الأدائية "لابا" على منصة "إنستغرام، باستضافة شخصيات إعلامية وفنية عربية.
استضاف برنامج "الصدى"، الذي تبثه أكاديمية الفنون الأدائية "لابا" على منصة "إنستغرام"، الإعلامي والباحث حمزة عليان، حيث تم تناول العلاقات الكويتية ــــ اللبنانية، خصوصاً أنه سبق أن نشر أكثر من كتاب بهذا الشأن.في البداية، رحبت رئيس مجلس إدارة "لوياك" فارعة السقاف بضيف الحلقة، مشيدة بجهوده المميزة في توثيق تلك العلاقات.وروى العليان أنه عندما كان رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري يستعد لزيارة الكويت وسأل مستشاروه العليان ما إذا كان لديه كتاب بهذا الشأن كي يطلع عليه الرئيس الحريري، فكان ذلك الدافع وراء توثيق هذا الملف في كتابه "تاريخ العلاقات الكويتية ـــ اللبنانية" الذي صدرت منه أكثر من طبعة.
ولفت إلى أن جذور العلاقات تعود إلى العصر الفينيقي، وهو ما أشار إليه الرئيس الراحل عبدالله اليافي في مقال قديم له، مؤكداً القدر المشترك بين لبنان والكويت اللذين بحكم صغر مساحتيهما، كان عليهما التعايش وسط جيران عمالقة، وهذا الملمح الجغرافي قرب بينهما، إضافة إلى تعرضهما للحسد لما يتمتع به الشعبان من الحريات والتعددية مقارنة بمحيطهما.وأشار إلى أن العلاقات الشعبية سبقت التمثيل الدبلوماسي المميز منذ عشرينيات القرن الماضي، إضافة إلى تميز البلدين في التجارة بحكم موقعهيما على البحر والخليج.ولفت إلى وجود قنوات تواصل مهمة بين الشعبين خصوصاً في مجالي السياحة والتعليم، حيث ضمت أول مجموعة كويتية التحقت بالجامعة الأميركية في بيروت لدراسة الصيدلة كلاً من عبد القادر موسى الإبراهيم، وعبدالعزيز عبدالرحمن الإبراهيم، وعبدالله بن يعقوب الإبراهيم، بإشراف الحاج محمد البسام وكان ذلك عام 1928. وعندما وصلت هذه المعلومة لحاكم الكويت آنذاك المغفور له الشيخ أحمد الجابر أرسل بدوره نجله الشيخ محمد والشيخ فهد السالم للدراسة هناك، ثم تلتهما مجموعة كبيرة من أبناء الكويت مثل د. أحمد الخطيب.وأوضح عليان أن منيب محمود الشلبي كان أول لبناني يأتي إلى الكويت، وهو من طرابلس وكان يعمل في تجارة الساعات وأصبح كويتياً، ومن بعده جاء عزت جعفر عام 1935 الذي أصبح مستشارا لدى الشيخ أحمد الجابر، وكان من أصول لبنانية لكنه عاش فترة في مصر قبل استقراره في الكويت.وروى أن الحكومة اللبنانية كانت تدفع لكل سائح كويتي يزور لبنان مبلغ 30 ليرة لمن هو تحت 14 سنة و60 ليرة لمن هو أكبر، وللشخصيات المهمة 100 ليرة، في صورة "كوبونات" لتنشيط المجال السياحي بين البلدين، براً وجواً وبحراً. وكان أول مكتب سياحي تفتتحه لبنان في الخارج هو مكتب الكويت عام 1972 كما سبق وافتتح الشيخ دعيج إبراهيم الصباح فندق شبرد في بحمدون عام 1957، في ظل إقبال العوائل الكويتية على السياحة هناك.وأضاف أن العلاقات الشعبية توجت دبلوماسياً، حيث كانت البداية مع تولي مهلهل المضف رئاسة البعثة الدبلوماسية الكويتية في لبنان، وتعيين حسيب العبدالله لتمثيل لبنان في الكويت ولم يكن هناك مقر للسفارة، فبدأ عمله في مكتب بشارع فهد السالم، وفي عام 1963 عين السفيران محمد أحمد الغانم في بيروت، ومحمد صبرة بالكويت. بدورها، علقت السقاف بأنها أيضاً التحقت بالدراسة الابتدائية في لبنان في الستينيات، مع عيال آل الصباح والعوضي وغيرهما من العوائل، وكانت أختها في الجامعة الأميركية هناك، وعندما وقعت النكسة تم تهريبهم من المدرسة.وأشارت السقاف إلى ارتباطها العميق بلبنان، إلى درجة أنها عقب حرب إسرائيل عليها عام 2006 كتبت قصيدتها اليتيمة ونشرت في الصحف، وكان عنوانها "وتأجل عرسك للحين" وقرأتها آنذاك على والدها الأديب الراحل أحمد السقاف، ومن أجوائها:لبنان يا حبي الأقدملبنان يا طفولتي البريئةلبنان يا مراهقتي الجريئةلبنان يا وطن الأرز الشامخلبنان يا حبا راسخلبنان يا أحلى القصائدلبنان يا كل العقائدلبنان يا طفلي الذي لم يكبرلبنان يا شعباً أبداً لم يصغر.
العلاقات الشعبية سبقت التمثيل الدبلوماسي المميز