جسر جوي لإجلاء المصريين في 10 أيام
الهند تعيد مئات الآلاف من مواطنيها بدول مختلفة بينها الكويت بحراً وجواً «على حسابهم»
بعد يومٍ واحد من أعمال الشغب التي شهدها مركزا إيواء مخالفي الإقامة المصريين في كبد وجليب الشيوخ، احتجاجاً على عدم حسم أمر عودتهم إلى وطنهم، دشنت مصر أمس جسراً جوياً لإعادة مواطنيها العالقين في الكويت، بدأته برحلتين تابعتين لشركة مصر للطيران أقلتا 600 شخص.وكشف المدير العام للإدارة العامة للطيران المدني يوسف الفوزان لـ"الجريدة" أن مصر قدمت طلباً لتسيير 22 رحلة لإجلاء رعاياها خلال الأيام العشرة المقبلة، وعليه سيَّرت الإدارة رحلتين أمس إلى مطار القاهرة من مبنى الركابT1، كما ستُسيِّر مثلهما اليوم.بدوره، قال نائب المدير العام لشؤون المطار صالح الفداغي إن رحلتَي أمس جاءتا بعد رحلات نقلت نحو 590 مصرياً، موضحاً أن المغادرين كانت لديهم مشاكل في الإقامة والسكن وغير ذلك.
وقبيل صعودهم إلى الطائرة أمس، أعرب عدد من المصريين المغادرين لـ"الجريدة" عن عظيم شكرهم وامتنانهم للحكومة الكويتية على اهتمامها ورعايتها الكريمة وسماحها لهم بمغادرة البلاد، في حين قدم آخرون اعتذارهم إلى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أنس الصالح لما صدر من بعض مواطنيهم المخالفين في كبد من أحداث شغب وتظاهر، مؤكدين حبهم للكويت وتقديرهم ما قدمته لهم.
وعلمت "الجريدة"، من مصادر مصرية، أن موضوع إجلاء المصريين تم التنسيق له مع وزارة الخارجية الكويتية، مبينة أن أولوية العودة ستكون للنساء والأطفال وكبار السن، وسيتم فحصهم طبياً، مع إخضاعهم لحجر صحي 14 يوماً ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا.
على صعيد موازٍ، وبعد نحو أسبوع من طلب حكومة الهند، وفقاً لما نشرته "الجريدة" في 29 الماضي، من ناقلها الجوي الرسمي وبَحريتها التأهب لإجلاء مواطنيها في دول الخليج الراغبين في العودة إلى بلادهم، قررت الهند أمس إطلاق عملية ضخمة حشدت من أجلها طائرات الركاب والسفن التابعة لسلاح البحرية لإعادة مئات الآلاف من مواطنيها العالقين في الخارج، بما في ذلك الكويت، جرّاء القيود التي فرضها تفشي وباء "كورونا".يأتي ذلك بعد حظر الهند جميع الرحلات الدولية القادمة إليها منذ أواخر مارس، وفرضها إغلاقاً يُعد بين الأكثر صرامة لمواجهة الفيروس، مما ترك أعداداً كبيرة من عمّالها وطلابها العالقين في الخارج.وعقب اتخاذ قرار الإجلاء، صرح الناطق باسم وزارة الدفاع الهندية، أمس، بأن سفينتين ستبحران باتجاه المالديف وثالثة إلى الإمارات، حيث يقيم 3.3 ملايين هندي، يشكّلون نحو 30 في المئة من سكان الإمارات.وأفاد بيان أصدرته حكومة نيودلهي بأنه "سيتم تسيير أكثر من 60 رحلة جوية خاصة إلى الولايات المتحدة والكويت والفلبين وبنغلادش والمملكة المتحدة والسعودية وماليزيا والإمارات"، مشيراً إلى أن "النقل سيتم بطريقة مرحلية، على حساب العائدين، ولن يسمح بسفر مَن تظهر عليه أعراض الإصابة بالفيروس".وقال البيان إن كل طائرة من طائرات الرحلات الخاصة ستُقل من 200 إلى 300 راكب لضمان التباعد الاجتماعي، مضيفاً: "بمجرد أن يصل العالقون، سيتعين عليهم التسجيل في تطبيق إلكتروني على هواتفهم المحمولة، وسيتم فحص الجميع، ليوضعوا بعدئذٍ في حجر صحي 14 يوماً، في مستشفى أو منشأة للحجر، على أن يُفحصوا مرة أخرى بعد هذه المدة، لاتخاذ مزيد من الإجراءات وفقاً للبرتوكولات الصحية".في السياق، أكدت القنصلية الهندية في دبي أنها تلقّت وحدها نحو 200 ألف طلب، داعية إلى الصبر والتعاون.