أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن إعادة تشغيل بعض أجزاء من اقتصاد البلاد في الوقت الحالي – على عكس نصيحة العديد من خبراء الصحة – سيكلّف بالتأكيد بعض الأميركيين حياتهم، لكنّه أشار إلى أن الفوائد تفوق التكاليف.وصرح ترامب في حديث مع «إيه بي سي» قائلا: الأميركيون يجب أن يبدأوا العودة إلى حياتهم اليومية، حتى لو أدى ذلك إلى المزيد من الإصابات والوفيات بسبب وباء كورونا.
وذكر أنه من الممكن أن يكون هناك بعض الوفيات، لكن في الوقت نفسه سنتبع قواعد التباعد الاجتماعي، وسنغسل اليدين، وسنفعل الكثير من الأشياء التي تعلّمنا ممارستها خلال الفترة الأخيرة.وأضاف: سيكون هناك المزيد من الوفيات، وسيمرّ الفيروس سواء بلقاح أو من دون، وأنا أعتقد أننا نقوم بعمل جيد للغاية بشأن اللقاحات، لكن بوجوده أو من دونه سيمرّ وسنعود إلى الوضع الطبيعي.
جرعات زائدة
لكنّ الرئيس أشار إلى أن عدم إعادة تشغيل الأعمال التجارية يكلف الناس حياتهم أيضًا، في صورة جرعات زائدة من المخدرات والانتحار، وأضاف أن الناس يفقدون وظائفهم، ويجب أن نعيدها لهم، وهذا ما نقوم به.وجاءت تلك التصريحات خلال زيارة ترامب إلى مصنع «هانويل إنترناشونال» في أريزونا، حيث يتم إنتاج أقنعة «إن 95»، في أول زيارة يقوم بها الرئيس خارج واشنطن منذ تفشي الوباء قبل شهرين.يذكر أن حالات الإصابة بفيروس «كوفيد - 19» في الولايات المتحدة بلغت حوالي 1.2 مليون حالة، وأكثر من 70 ألف حالة وفاة.وول ستريت
وفي سوق المال، صعدت المؤشرات الرئيسية لبورصة وول ستريت الثلاثاء بدعم من مكاسب لأسهم شركات الرعاية الصحية وقفزة في أسعار النفط وقيام عدد من الدول والولايات الأميركية بتخفيف القيود المرتبطة بفيروس كورونا في محاولة لإحياء اقتصاداتها.وقلّصت الأسهم مكاسبها بشكل حاد في أواخر الجلسة، بعد أن أدلى نائب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي ريتشارد كلاريدا بتعليقات متشائمة بشأن عمق الانكماش الاقتصادي.وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول مرتفعا 133.33 نقطة، أو 0.56 بالمئة، إلى 23883.09 نقطة، بينما صعد المؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقا 25.70 نقطة، أو 0.90 بالمئة، ليغلق عند 2868.44 نقطة.وأغلق المؤشر ناسداك المجمع مرتفعا 95.33 نقطة، أو 1.09 بالمئة، إلى 8806.04 نقطة.وفي الأسواق الأوروبية، ارتفع مؤشر «ستوكس يوروب 600» القياسي بنسبة 2 بالمئة أو 7 نقاط إلى 335 نقطة.وارتفع «فوتسي 100» البريطاني (+ 95 نقطة) إلى 5849 نقطة، كما صعد «داكس» الألماني (+ 262 نقطة) إلى 10729 نقطة، في حين ارتفع «كاك» الفرنسي (+ 105 نقاط) إلى 4483 نقطة.وفي آسيا، ارتفعت مؤشرات الأسهم الصينية في نهاية تعاملات أمس، بعد العودة من عطلة رسمية بدأت الجمعة احتفالا بـ «يوم العمال»، وذلك وسط ترقّب إعلان الحكومة مزيدا من التحفيزات الداعمة للاقتصاد في مواجهة تداعيات فيروس كورونا.ذروة الفيروس
وتجاوزت الصين ذروة انتشار الفيروس، وتُسجل في الوقت الحالي إصابات قليلة، إذ لم تُسجل سوى إصابتين فقط في آخر 24 ساعة.وأعلنت وزارة السياحة الصينية أن إنفاق السياح خلال عطلة «يوم العمال» انخفض بنحو 60 في المئة إلى 47.56 مليار يوان (6.7 مليارات دولار) هذا العام عن مستويات 2019.وفي نهاية التعاملات، ارتفع مؤشر «شنغهاي المركب» بنحو 0.6 في المئة إلى 2878 نقطة، كما صعد «شنتشن المركّب» بنسبة 1.5 في المئة عند 1790 نقطة.وبالنسبة للعملات، استأنف اليورو الاتجاه النزولي أمس، في حين بلغ الين الياباني أعلى مستوى مقابل الدولار في 7 أسابيع، بعد قرار من محكمة في ألمانيا بشأن مشاركة برلين في برنامج تحفيز لمنطقة اليورو.ومنحت أعلى محكمة في ألمانيا الثلاثاء البنك المركزي الأوروبي 3 أشهر لتبرير مشتريات بموجب برنامج شراء سندات أو يخسر مشاركة بوندسبانك (البنك المركزي الألماني) في أحد برامجه الأساسية للتحفيز.ونزل اليورو لأقل مستوى في 6 أيام إلى 1.0816 دولار. وفي أحدث تعاملات، فقدت العملة الموحدة 0.1 بالمئة إلى 1.0825 دولار.سندات «الأوروبي»
ومن المتوقّع أن يتمكّن البنك الأوروبي من تبرير مشتريات السندات، ومن ثم لن يخرج قرار المحكمة الألمانية برنامج التحفيز لمنطقة اليورو عن مساره على الأرجح. لكنّ الضبابية أحدث عامل يضغط على مواجهة أوروبا للفيروس وتقوض مشروع منطقة اليورو والعملة الموحدة.وساعد تراجع اليورو العملات الإسكندنافية على استعادة بعض القوة. وسجلت الكرونة السويدية أعلى مستوى مقابل اليورو في شهرين، بينما بلغت نظيرتها النرويجية أعلى مستوى في شهر مقابل العملة الموحدة.وارتفعت العملة اليابانية 0.2 بالمئة مقابل الدولار إلى 106.35 ين. وكانت قد سجلت في وقت سابق 106.30 ين، وهو أعلى مستوى منذ 17 مارس.«الفدرالي»: معدل البطالة الآن أعلى من 20%
قال رئيس الاحتياطي الفدرالي بمدينة «سانت لويس»، جيمس بولارد، إن معدل البطالة في الولايات المتحدة أعلى قليلاً في الوقت الحالي من 20 في المئة.وأضاف بولارد أنه يتوقع إبقاء البنك المركزي على معدل الفائدة قرب الصفر عدة سنوات، وليس لأشهر، كما ظن البعض في السابق.ومن جانبه، صرح نائب رئيس «الفدرالي» ريتشارد كلاريدا، أن الاقتصاد الأميركي ربما يتضرر فترة من آثار جائحة «كورونا»، وهو ما سيدفع البنك للاستعانة بالمزيد من الأدوات عند الحاجة.