سجلت أسعار النفط ارتفاعا، أمس، في آسيا، متأثرة بقرارات تخفيف إجراءات العزل التي اتخذتها الاقتصادات الكبرى في مواجهة فيروس كورونا المستجد، بينما يقيّم المستثمرون عواقب الخلافات الأميركية-الصينية التي أثارها الوباء.

وارتفع سعر برميل برنت نفط بحر الشمال 0.45 في المئة ليبلغ 31.11 دولارا. وكان قد ربح 14 في المئة أمس الأول، ليتجاوز سعره بذلك الثلاثين دولارا للبرميل الواحد، للمرة الأولى منذ منتصف ابريل.

Ad

كما ارتفع سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) 1.1 في المئة إلى 24.18 دولارا.

من جانبه، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 1.90 دولار، ليبلغ 20.31 دولار في تداولات أمس الأول، مقابل 18.41 دولارا في تداولات يوم الاثنين، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

وتأثرت أسواق النفط في الأسابيع الأخيرة بتراجع الطلب، بسبب توقف نشاط العديد من القطاعات الاقتصادية والقيود التي فرضت في العالم على السفر.

لكنها بدأت تسجل تحسنا خلال الأسبوع الجاري، مع بدء تخفيف إجراءات الحجر الصحي في الاقتصادات الكبرى.

ويراقب الوسطاء بدقة أيضاً عواقب الاتهامات الأخيرة التي وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الصين، منتقدا من جديد إدارتها للأزمة الصحية التي انفجرت على أراضيه.

وقال المحلل في مجموعة "أكسيكورب"، ستيفن إينيس، إن "الوسطاء كانوا حذرين جداً صباح أمس، ويجرون تقييما لكل ردود الفعل الممكنة من قبل الصين".

وأوضح إينيس أن رد الفعل "الأكثر إيلاما يمكن أن يكون خفض الصين لوارداتها النفطية الأميركية".

ويتابع المستثمرون أيضاً مخزونات محطة كاشينغ في ولاية أوكلاهوما، التي تستخدم مؤشرا لتسعير برميل النفط الخفيف أو نفط غرب تكساس الوسيط، في نيويورك، وهي ممتلئة حاليا بنسبة أكثر من 80 في المئة من قدرتها الإجمالية.

وقررت الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤها الرئيسيون في إطار "أوبك+" أن تسحب من الأسواق 9.7 ملايين برميل من النفط يوميا، حتى نهاية يونيو من أجل تثبيت الأسعار.

ويهدف هذا الإجراء الاستثنائي، الذي سيجري تخفيفه تدريجياً اعتبارا من يوليو، إلى التخفيف عن سوق متخم بفائض في العرض ومخزونات قريبة من طاقتها القصوى، مع تراجع الاستهلاك بسبب وباء كوفيد-19.

وأظهرت بيانات شركة "بيكر هيوز" أن عدد منصات التنقيب عن النفط والغاز حول العالم -باستثناء أميركا وكندا- انخفض بمقدار 144 منصة إلى 915 منصة، على أساس شهري، خلال أبريل 2020.

كما أشار تقرير شركة الخدمات النفطية إلى تراجع عدد منصات التنقيب في الشرق الأوسط بمقدار 8 منصات إلى 420 منصة خلال أبريل، على أساس شهري.

كما انخفض عدد المنصات على مستوى العالم أجمع بمقدار 450 منصة إلى 1514 في أبريل، من 1964 منصة خلال مارس هذا العام.

وأعلن روسيل هاردي، الرئيس التنفيذي لشركة "فيتول" لتجارة النفط، أن الأسواق في بداية تعافٍ هشّ، مع تخفيف إجراءات العزل بسبب فيروس كورونا، ولكن ذروة الطلب على النفط قد تتآكل على المدى الطويل بشكل دائم.

وأضاف هاردي أن الطلب العالمي على النفط انخفض بنحو 27 مليون برميل يومياً في أبريل، متوقعاً انخفاضاً سنوياً للطلب يتجاوز 8 ملايين برميل يومياً، وأن تتأرجح الأسواق بين تفاؤل وتشاؤم على مدى الأسابيع الثلاثة المقبلة.