التردد ثمنه باهظ... يا حكومة!
غالباً ما يكون للتردد وعدم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المطلوب أثمان باهظة، وهذا ما حدث في الكويت، إذ بلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا أمس الأول (الثلاثاء) 526 حالة، وهو ما يتساوى مع إصابات إسبانيا مع الفارق الكبير في المساحة وعدد السكان، وكون مدريد بؤرة من بؤر تفشي الوباء.الأردن ونيوزيلندا تسجلان تقريباً صفر حالة منذ عدة أيام، بسبب القرار الحازم عند بداية انتشار الوباء بالحظر الكامل، والإغلاق الكلي لكل المرافق، والعزل الشامل للمدن والأقاليم، بينما كان التردد في القرار بالكويت هو السائد بين إغلاق جزئي وأسواق ومجمعات تجارية ومقاه مفتوحة لعدة أسابيع، ونشاط صباحي شبه كامل لجميع القطاعات فيما عدا الإدارات الحكومية.
الجدل في الكويت مازال مستمراً بين الأطباء والمختصين حول أحقية الحظر الكامل أو البقاء على الوضع الحالي الذي يتم فيه الاختلاط الكامل بين الناس في الفترة الصباحية، وكأن الفيروس لا ينتقل إلا في الفترة المسائية، بينما الدول التي حسمت أمرها مبكراً بالحظر الكامل تتعافى حالياً، وتعود إلى نشاطها المعتاد تدريجياً.نقترب في الأيام القليلة المقبلة من العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل، وهي أيام اعتكاف وعبادة وقيام الليل في البيوت بسبب الوباء، ومعظم المواطنين والمقيمين وفروا حاجياتهم المعيشية في بيوتهم من بداية الشهر الكريم، وعيد الفطر هذا العام لن تكون له احتياجات كالأعوام السابقة، لا أعاده الله علينا مرة أخرى بهذه الظروف، فلماذ لا يتم تلافي خطأ التردد في القرار، وإعلان تلك الأيام العشرة الأواخر حظراً كلياً لعل الله يفرج الأمور وينحسر الوباء.