الصين تشكّك في السيطرة على فيروس كورونا وترفض «تحقيقاً دولياً»

دونالد ترامب يزور مصنع كمامات ولا يرتدي واحدة ويُشكك بتوقعات جامعة جونز هوبكنز... وألمانيا تسرّع رفع العزل

نشر في 07-05-2020
آخر تحديث 07-05-2020 | 00:05
الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته لمصنع الكمامات في أريزونا امس الأول (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته لمصنع الكمامات في أريزونا امس الأول (رويترز)
رفضت الصين فتح تحقيق دولي بشأن مصدر فيروس «كورونا»، وهو ما تطالب به واشنطن ودول عدة، في حين يبدو أن المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل خضعت للضغوط، وقررت المضي في سياسة التعجيل برفع إجراءات العزل وإعادة تشغيل الاقتصاد.
في موقف مختلف عن إعلان الصين الانتصار على وباء كورونا المستجد، نُقل عن الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس أن الوقاية من فيروس كورونا والسيطرة عليه ما زالت تواجه عدم تيقن كبيرا في الوقت الذي تعتزم الحكومة اتخاذ المزيد من الإجراءات لتخفيف الأعباء الضريبية عن الشركات وتعزيز الدعم الائتماني.

وذكر التلفزيون الرسمي أن الحكومة قالت في اجتماع آخر لها برئاسة رئيس الوزراء لي كه تشيانغ أمس إنها ستدعم البنوك لإصدار المزيد من القروض بدون ضمانات وتمديد آجال ومدفوعات الفائدة للشركات التي تبقي على العاملين.

وفي جنيف، أعلن سفير الصين لدى الأمم المتحدة في جنيف شن جو، أمس، أن بلاده ترفض فتح تحقيق دولي بشأن مصدر الفيروس الآن.

وقال جو خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو: "الأولوية هي التركيز على مكافحة الوباء حتى الانتصار النهائي (...) لا وقت أمامنا لنضيعه فيما ننقذ الأرواح".

وعند سؤاله عن إمكان توجيه دعوى لمنظمة الصحة العالمية لإرسال خبراء إلى ووهان، بؤرة الوباء الأولى، اعتبر شن أن السياق الدبلوماسي لا يسمح بذلك، مندداً بتصريحات المسؤولين الأميركيين التي يقولون فيها، إن الفيروس تسرب من مختبر أبحاث فيروسية في ووهان.

وقال الدبلوماسي "لا يمكننا أن نسمح بتفشي هذا الفيروس السياسي بحرية في وقت يجب أن تتركز فيه كل الجهود على مكافحة الفيروس الحقيقي". وأضاف "ليس لدينا في المبدأ حساسية تجاه أي شكل من التحقيقات أو التقييمات" لأنها تسمح "بالاستعداد لحالات الطوارئ الصحية المستقبلية".

وأوضح "لجهة توجيه دعوة (لمنظمة الصحة العالمية) للتدخل وكيفية ذلك، علينا من جهة في الوقت الحالي تحديد الأولويات الصحيحة، ومن جهة ثانية نحن بحاجة للأجواء الملائمة".

واتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، اللذين يؤكدان امتلاكهما أدلة تثبت تسرب الفيروس من مختبر في ووهان، "بتصعيب مكافحة الجائحة عبر محاولتهما تحويل الأنظار عن مسؤوليتهما في تفشي الفيروس في الولايات المتحدة".

وكانت الولايات المتحدة أعلنت بالفعل فتح تحقيق رسمي حول أصل كورونا وحول تعامل الصين معه وإذا ما كانت قد أخفت أي معلومات.

وطالبت أستراليا صراحة بتحقيق دولي مستقل بأداء الصين ومنظمة الصحة العالمية، بينما قالت لندن، إنه على بكين الرد على "أسئلة صعبة". وشكك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحصيلة الصين للوفيات دون المطالبة بتحقيق.

أدلة بومبيو

بدورها صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "تحدث مرات عدة لكنه لا يستطيع تقديم أدلة على أن كورونا مصدره مختبر ووهان لأنه لا يملكها.

وقال بومبيو الأحد، إن هناك "عدداً هائلاً من الأدلة" على أن الفيروس تسرّب من مختبر للفيروسات في ووهان حيث ظهر للمرة الأولى في نهاية العام الماضي.

أما الرئيس الأميركي، فقال للصحافيين خارج البيت الأبيض لدى مغادرته في رحلة إلى أريزونا، إن الولايات المتحدة ستصدر تقريرها الذي يعرض بالتفصيل اصل الفيروس من دون أن يحدد موعداً لذلك.

ترامب

في غضون ذلك، جاءت زيارة الرئيس ترامب، أمس الأول، لمصنع "هانيوال" للكمامات في فينيكس في ولاية أريزونا، في أول رحلة له خارج البيت الأبيض منذ شهرين، لتسلّط الأضواء مجدّداً على رفضه ارتداء واحدة حتى الآن خلال أزمة الفيروس.

ولم يبد الرئيس الجمهوري خلال جولة في المصنع أي اهتمام بوضع كمامة للوقاية من الفيروس بعد أن أثار نائبه مايك بنس جدلاً قبل أسبوع بعد أن التقطت الكاميرات صوراً له من دون كمامة وهو يزور مستشفى مايو كلينك في روتشستر في مينيسوتا.

وقال ترامب خلال زيارته المصنع، "أعتقد أننا ننظر إلى المرحلة الثانية وننظر في مراحل أخرى لتبدأ البلاد في الفتح" .

وأجاب ترامب عندما سئل عن سبب تفكيره بحلّ فريق البيت الأبيض لمواجهة كورونا في يونيو: "لا يمكننا إبقاء بلدنا مغلقاً للسنوات الخمس المقبلة".

«جونز هوبكنز»

من ناحية أخرى، انتقد الرئيس الأميركي في مقابلة مع شبكة "ABC" الأميركية، توقعات جامعتي "جونز هوبكنز" و"واشنطن" حول ضحايا الفيروس في الولايات مستقبلاً.

وقال: "كانت هذه البيانات خاطئة جداً منذ اليوم الأول وهم يواصلون عرض وطرح بيانات جديدة وهي خاطئة أيضاً".

ألمانيا

نتيجة الضغوط المتزايدة من الرأي العام والقطاع الاقتصادي والمقاطعات على المستشارة آنجيلا ميركل التي تواجه منذ نهاية أبريل الماضي موجة انتقادات حادة واتهامها بأنها "تخنق الاقتصاد الوطني" بعدما حاولت أسابيع عدة "إعاقة الحركة" خشية حصول موجة عدوى ثانية في حال الاستعجال في تخفيف تدابير العزل، قررت ألمانيا، وهي أول اقتصاد أوروبي ومن بين الدول الأقل تضرراً بالوباء، أمس، قطع مراحل حاسمة في إجراءات تخفيف العزل الذي فرض لاحتواء فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، والعودة تدريجياً إلى الحياة الطبيعية عبر إعادة فتح كل المتاجر والمدارس واستئناف دوري كرة القدم خلال شهر مايو الجاري.

وأشارت مسودة اتفاق بين الحكومة ومسؤولي المناطق، إلى أن "هذه الإجراءات أصبحت ممكنة مع بقاء عدد الإصابات الجديدة ضئيلاً بعد مرحلة أولى من تخفيف الإجراءات في 20 أبريل"، موضحة أنه لم تسجل "أي موجة جديدة" للعدوى حتى الآن.

وتم اعتماد النص رسمياً من جانب المستشارة ميركل ورؤساء حكومات المناطق.

وستتم إعادة فتح أبواب جميع المتاجر الألمانية، اعتباراً من الأسبوع القادم، وكل المدارس الابتدائية وحضانات الأطفال.

بالنسبة للمطاعم والمقاهي والحانات والفنادق، يترك المجال للحكومات المحلية اتخاذ قرار بشأن استئناف العمل فيها. وقد سمحت عدة مقاطعات بذلك بالفعل مثل بافاريا.

واتفقت الحكومة الاتحادية والولايات أمس، على ضمان الولايات أنه ستجري إعادة تطبيق القيود الصارمة على الفور، حال زيادة أعداد الإصابات الجديدة على 50 شخصاً لكل مئة ألف نسمة في غضون أسبوع واحد داخل دائرة أو مدينة.

وفي لندن، كشفت صحيفة "التايمز"، أمس، أن بريطانيا وضعت خطة من ثلاث مراحل لتخفيف تدابير العزل العام التي فرضتها في نهاية مارس.

ويتعين على الحكومة مراجعة التدابير اليوم، لكن رئيس الوزراء بوريس جونسون أوضح أنه قلق من حدوث موجة ثانية من الإصابات.

وأكدت "التايمز" أن المرحلة الأولى ستشمل إعادة فتح المتاجر الصغيرة إلى جانب أماكن العمل المفتوحة، وستتضمن المرحلة الثانية إعادة فتح مراكز التسوق الكبيرة، مع تشجيع المزيد من الأشخاص على الذهاب للعمل.

وقالت الصحيفة، إن الحانات والمطاعم والفنادق ومراكز الترفيه ستكون من بين آخر الأماكن التي ستستأنف نشاطها.

هوبي

في الأثناء، تستعيد البؤرة الأساسية للوباء في الصين تدريجياً حياتها الطبيعية.

وبدأت مدارس مقاطعة هوبي التي ظهر فيها الفيروس في ديسمبر، باستقبال طلبة المدارس الثانوية، أمس، دون إعلان موعد استقبال طلاب المراحل الأخرى.

ووصل الطلبة إلى صفوفهم مرتدين الأقنعة، ومع احترام مسافة المترين بينهم، وعبروا أمام الكاميرات الحرارية التي تقيس حرارة الجسد.

خطة بريطانية من 3 مراحل لتخفيف قيود كورونا
back to top