خاص

إيران تنفذ أكبر انسحاب من سورية منذ 2011

عقب كشف «الجريدة.» شكوى الأسد من تراجع دعم طهران وكلفة تحركها ضد إسرائيل

نشر في 07-05-2020
آخر تحديث 07-05-2020 | 00:05
جنود إسرائيليون خلال تمرين في هضبة الجولان السورية المحتلة أمس (أ ف ب)
جنود إسرائيليون خلال تمرين في هضبة الجولان السورية المحتلة أمس (أ ف ب)
بعد أسبوعين من كشف «الجريدة» عن اعتراض أبلغه الرئيس السوري بشار الأسد إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال زيارته لدمشق، حول تراجع دعم طهران والكلفة العالية لتحركها ضد إسرائيل انطلاقاً من سورية، أكد مصدر عسكري إسرائيلي رسمي أن إيران خفّضت قواتها بسورية، وأخلت قواعد عسكرية لأوّل مرّة منذ تدخلها في الحرب الدائرة منذ 2011.

وغداة سلسلة ضربات في سورية كان آخرها الاثنين الماضي، نقلت قناة «كان 11» الرسمية الإسرائيلية وصحف عن المصدر أن إيران بدأت خفض قواتها وإخلاء قواعد، وقلّصت حجم نقلها لأسلحة عبر الرحلات الجوية.

ورأى المصدر أن «طهران تحوّلت من ذخر إلى عبء»، وأن دمشق «تدفع أثماناً تزداد مع الزمن بسبب الوجود الإيراني، وبسبب حرب لا علاقة لها بها»، مشدداً على أن الغارات الإسرائيلية تهدد العمق السوري وتستهدف «الوجود والبنى التحتيّة والقيادات الإيرانيّة، وليس فقط إحباط تهريب السلاح لحزب الله».

اقرأ أيضا

جاء ذلك في وقت تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت بمواصلة العمليات حتى «رحيل» إيران من سورية، إذ تحدث الأسبوع الماضي عن «معركة كبيرة جداً ضد طهران وفي أبعاد أخرى»، مبيناً أن هدفها هو «إخراج قواتها من سورية قبل نهاية العام الحالي».

وفي طهران، أكد مصدر في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، صحة التقارير الإسرائيلية، لكنه أشار إلى أن القوات الإيرانية تجري عملية إعادة تموضع وتسلم مواقع للجيش السوري، مضيفاً أن جزءاً من القوات المنسحبة انتشر في العراق حيث تتصاعد هجمات تنظيم داعش، وتتزايد احتمالات وقوع تصادم عسكري إيراني ـــ أميركي، ولو عبر الوكلاء.

وأوضح المصدر أن جزءاً من القوات أدى خدمته وعاد إلى إيران، وتعذر استبداله بسبب القيود التي فرضها وباء كورونا، مضيفاً أن خليفة قاسم سليماني في قيادة «فيلق القدس»، اللواء اسماعيل قآني، أجرى تغييرات في مناصب قيادية للقوات الإيرانية بسورية، لكن لم يتسنَّ للقادة الجدد تسلم مهامهم.

وكانت «الجريدة» نقلت عن مصدر رفيع في وزارة الخارجية الإيرانية أن الرئيس الأسد شدد خلال استقباله ظريف في 20 أبريل الماضي على أن الأولوية الحالية بالنسبة إلى بلاده هي حل الأزمة الداخلية، لا الصراع مع إسرائيل، وأن الشعارات التي يطلقها بعض المسؤولين الإيرانيين وحلفاء طهران حول قتال إسرائيل، انطلاقاً من سورية، تُحرج الحكومة السورية أمام شعبها، وتعرّضها لمخاطر تجد نفسها في غنى عنها، داعياً الإيرانيين للتوقف عن إطلاق هذه الشعارات وتهديد إسرائيل أو الدول الأخرى، انطلاقاً من سورية.

وذكر المصدر أن الرئيس السوري أشار إلى أن الصواريخ الدفاعية، التي تُطلقها القوات السورية في محاولة للتصدي للغارات الإسرائيلية التي تستهدف القوات الإيرانية وحلفاءها، مكلفة، واشتكى تراجع الدعم الإيراني المالي وبالأسلحة والذخائر إلى أدنى مستوى، موضحاً أن ظريف نقل موقف الأسد «المختلف نوعياً» إلى القيادة الإيرانية.

back to top