أفادت وثيقة اطلعت عليها "رويترز" أن شركة أرامكو النفطية السعودية العملاقة رفعت سعر بيع الخام العربي الخفيف إلى آسيا 1.40 دولار للبرميل في يونيو مقارنة بمايو، ليتحدد بخصم 5.90 دولارات عن متوسط الأسعار المعروضة لخامي عمان ودبي.

ولا تتماشى الزيادة في أسعار النفط الخام الرسمية لآسيا مع توقعات السوق. وكشف مسح أجرته "رويترز" أن شركات التكرير الآسيوية تتوقع أن تخفض السعودية أسعار خامها للشهر الرابع على التوالي في يونيو، بعدما‭‭ ‬‬تراجعت الخامات القياسية في الشرق الأوسط بسبب ضعف هوامش التكرير بفعل تضرر الطلب تأثرا بجائحة كورونا.

Ad

واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، في الشهر الماضي على خفض قياسي للإنتاج اعتبارا من مايو لدعم أسعار النفط.

ورفعت الشركة سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف في يونيو إلى الولايات المتحدة، ليتحدد بعلاوة 0.75 دولار للبرميل فوق مؤشر أرجوس للخام العالي الكبريت، بزيادة 1.50 دولار للبرميل عن مايو.

ورفعت "أرامكو" أيضا سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف للشحنات المتجهة إلى شمال غرب أوروبا 6.55 دولارات للبرميل بخصم 3.70 دولارات للبرميل عن سعر خام برنت في بورصة انتركونتننتال.

وتحدد أسعار البيع الرسمية للخام السعودي اتجاهات أسعار الخامات في إيران والكويت والعراق، مما يؤثر على أكثر من 12 مليون برميل يوميا من الخام المتجه إلى آسيا.

في سياق متصل، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 1.29 دولار ليبلغ 21.60 دولارا في تداولات أمس الأول مقابل 20.31 دولارا في تداولات يوم الثلاثاء الماضي، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

وفي الأسواق العالمية، واصلت أسعار النفط انخفاضها أمس مع معاناة القطاع من تنامي تخمة معروض الخام عالميا، والانخفاض الحاد في الطلب بسبب أزمة فيروس كورونا، مع استمرار قتامة التوقعات على الرغم من بيانات تُظهر ارتفاعا في واردات الصين من الخام في أبريل.

وتراجع خام برنت 0.8 في المئة أو 24 سنتا مسجلا 29.48 دولارا للبرميل بعد أن هبط بنسبة أربعة في المئة أمس الأول.

ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.4 في المئة أو 34 سنتا إلى 23.65 دولارا للبرميل، بعد أن تراجعت بنسبة اثنين في المئة في الجلسة السابقة.

وتذبذبت عقود الخامين بين الارتفاع والهبوط خلال جلسة التداول الآسيوية في ظل تعاملات ضعيفة مع عطلات في بعض الأسواق بما في ذلك سنغافورة.

ورغم أن الأسعار ارتفعت منذ أواخر أبريل الماضي مع بدء بعض الدول في تخفيف إجراءات العزل العام المطبقة لمكافحة أسوأ جائحة في قرن، تسبب استمرار ضخ النفط في مواقع التخزين في تناقض صارخ بين العرض والطلب.

وقالت سيتي للأبحاث: "تحول معنويات السوق رفع الأسعار في وقت سابق هذا الأسبوع، لكن التخمة الفعلية لا تريد أن تختفي بعد". وتلقت أسعار النفط بعض الدعم من بيانات تظهر أن واردات الصين من الخام ارتفعت الشهر الماضي.

وأفادت حسابات لـ "رويترز" بناء على بيان صادر عن الإدارة العامة للجمارك في الصين عن بيانات الأشهر الأربعة الأولى من 2020 أن واردات النفط الخام ارتفعت إلى 10.42 ملايين برميل يوميا في أبريل، ويزيد ذلك على 9.68 ملايين برميل يوميا استوردتها بكين في مارس.

وارتفعت الصادرات بشكل عام من الصين مقابل توقعات بأن تشهد انخفاضا حادا، لكن التراجع الكبير في إجمالي الواردات يشير إلى أن أي تعاف لا يزال بعيد المنال مع انزلاق اقتصادات حول العالم إلى الركود، بما يعني أن الطلب على الوقود سيظل محدودا في أفضل الأحوال.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الأول، إن مخزونات النفط في الولايات المتحدة ارتفعت للأسبوع الخامس عشر على التوالي بمقدار 4.6 ملايين برميل في الأسبوع الماضي.

وجاء ذلك أقل من توقعات المحللين في استطلاع أجرته "رويترز" لزيادة قدرها 7.8 ملايين برميل، لكن الارتفاع يسلط الضوء مجددا على كمية الإمدادات التي يجري تخزينها. كما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير أيضا بشكل حاد.

لكن مخزونات البنزين تراجعت للأسبوع الثاني مع تخفيف بعض الولايات الأميركية لإجراءات العزل التي أثرت بشكل كبير على الحركة المرورية.

ومما ضغط على الأسعار أيضا مؤشرات على أن العراق، ثاني أكبر الدول المنتجة للنفط بعد السعودية في "أوبك"، لم يخطر العملاء بعد عن قيود وشيكة على صادراته النفطية.