كورونا بين البطون والأذهان

في وقت الفراغ وما أكثره الآن في زمن الكورونا المتفشي في العالم بأسره، قمت بالبحث في اليوتيوب عن أكلة لطعام العشاء فوجدتُ أطيب وأسرع وجبة عشاء بـ3 مكونات فقط، بطاطا وطحين وجبن موزوريلا، ولفت انتباهي أن مقطع الفيديو لهذه الوجبة السريعة شوهد من قبل 13 مليون مشاهد خلال أربعة أشهر فقط! فتذكرت فوراً الازدحام الشديد على الأسواق والجمعيات التعاونية من قبل الناس لشراء كل مستلزمات البيت من مواد غذائية وخضروات وفاكهة ومنظفات ومعقمات، حتى أن بعض المواد الغذائية نفدت من الأسواق وبعضها ارتفع سعرها بشكل جنوني لا يصدق. وسمعت في إحدى القنوات الفضائية مداخلة للفنانة حياة الفهد، وهي تشتكي من ندرة البصل، وارتفاع سعره، وأنها اشترت كيس البصل بـ12 دينارا كويتيا بعد أن داخت تسع دوخات بحثاً عنه! معقولة اللي يصير الناس صار همها فقط تخزين الطعام والشراب وكأنها "نمل" لماذا الهلع؟ فالخير موجود وكاف حسب تصريحات المسؤولين في الحكومة.

في سويسرا نفدت كل الكتب والمجلات المعروضة للبيع بسبب الحظر والحجر في المنازل!! فلماذا نحن أمة "اقرأ" لا نقرأ؟! ولماذا لا نستغل أوقات فراغنا بقراءة الكتب المفيدة النافعة، بدلاً من التهافت على شراء الطعام أكثر من حاجتنا وتخزينه؟!

* اقرأ واتعظ:

سأل سليمان عليه السلام نملة: كم تأكلين في السنة؟ فأجابت النملة: ثلاث حبات قمح، فأخذها ووضعها في علبة ووضع معها ثلاث حبات قمح، مرت السنة ونظر سيدنا سليمان فوجدها قد أكلت حبة ونصف الحبة فقال لها: كيف ذلك؟

قالت: عندما كنت حرة طليقة كنت أعلم أن الله تعالى لن ينساني يوماً، لكن بعد أن وضعتني في العلبة خشيت أن تنساني فوفرت من أكلي للعام القادم.

قال تعالى: "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا". يا سبحان الله أضعف المخلوقات أصدقنا حسن ظن بالله.