النداء الأخير
يا سمو رئيس مجلس الوزراء لقد طفح الكيل، فالإصابات بالمئات والوفيات بالعشرات، لا يجرؤ أبناؤهم على دفنهم، بل تدس جثامينهم في أكياس ويرمون في ظلمة القبور، وسط هذه اللوحة الكئيبة تأتي مناشدات وزير الصحة اليائسة للناس بعدم الخروج ولزوم منازلهم كحشرجة لاحتضار جهود الحكومة الشاحبة، فتزيد اللوحة شؤما وتجرعنا الإحباط والقنوط والهلع، هذا في الوقت الذي نرى لوحة الفرح لدى إخواننا في المملكة الأردنية الهاشمية نتيجة القضاء شبه التام على الوباء بعد فرض إجراءات احترازية مشددة وعقوبات رادعة فورية التنفيذ.هنا في الكويت المنطق يقول إن المرض يتضاعف في العمالة الآسيوية وغيرها وأخيرا في الكويتيين، وهؤلاء ينشرونه للجميع، نستحلفك بالله يا رئيس مجلس الوزراء أن توقف المرض وزحفه بفرض هيبة القانون على الجميع، والحجر الكلي والشامل حسب مقاييس المملكة العربية السعودية، بأن تحدد فترة للخروج فقط للجمعيات والمستوصفات أو المستشفيات لشخصين في المركبة وضمن المنطقة السكنية فقط، ومنع الديوانيات مطلقاً والتجمعات لأكثر من خمسة أشخاص متباعدين أمام المنزل، ولا بأس بالمشي ليلا فردياً مع التباعد أمام المنازل لا في الممشى، ثم طبِّق عقوبات رادعة بالمخالفين وعزز أجهزة التعقُّب وضبط المخالفين بالصلاحيات والقوة الأمنية لتحقيق الحضور الأمني المكثَّف وزرع هيبة القانون حتى بالاستعانة بالمتقاعدين وعدم ترك فراغ أمني.
أوقف توصيل الطلبات سواء للمطاعم أو المشتريات عبر الأون لاين، وأوقف كل أعمال الإنشاءات، والأهم أوقف عمالة الجمعيات لأنها خطر سيفتك بسكان كل المناطق، واترك إدارة الجمعيات لأبناء المناطق، فسيقومون بكل أعمالها من تنزيل البضاعة في المخازن إلى تعبئة الرفوف إلى خدمة المستهلكين، وسيقومون حتى بالتنظيف والتعقيم، أما فنيو تصليح الكهرباء والسباكة والسيارات وعمالة المراكز الصحية والمستشفيات فيجب إسكانهم في مساكن داخل مناطق عملهم، فلا يخرجون منها وذلك بعد التأكد من سلامتهم.إلزام الجميع بلبس الكمامات والقفازات والتباعد الاجتماعي، ورش المطهرات في كل الأماكن التي يوجد فيها احتكاك، ومعاقبة من يرمون القفازات والكمامات على الأرض بعد استعمالها، وبعد ثلاثة أسابيع من الحجر الكلي الصارم وبعد عزل كل الحالات المصابة تعود الحياة طبيعية بالتدريج.سمو رئيس مجلس الوزراء، الأمر جلل، فاجعل رهانك وارتهانك للإجراءات التى تحفظ الأرواح وتجتث الوباء ولا تبالِ بأحد، وليبارك الله جهودك.