مع مطالبة وزير خارجيته مايك بومبيو لها بالخروج الكامل من سورية، استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب حق الفيتو في تعطيل قرار بالكونغرس، يحد من هامش تحركه العسكري ضد إيران.

وبعد تصديقه على تصفية قائد «فيلق القدس» بالحرس الثوري قاسم سليماني، في ضربة بالعراق، أدت إلى تصاعد التوتر بين البلدين المتعاديين أساسا، وأثارت مخاوف من مواجهة عسكرية مباشرة، قدمت المعارضة الديمقراطية في الكونغرس نصاً يهدف إلى الحد من صلاحيات ترامب، ولقي دعم 8 من الجمهوريين، مما شكل ضربة قاسية للبيت الأبيض.

Ad

وعند إعلان تعطيله للقرار كما كان متوقعاً، دان ترامب «القرار المهين»، معتبرا أن خصومه السياسيين قاموا بتصميمه لشق حزبه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر المقبل.

وعبر ترامب، في بيان طغت عليه لهجة انتقامية، عن أسفه «لأن بعض الجمهوريين الذين صوتوا على النص دخلوا في لعبة» الديمقراطيين، مؤكدا أن القرار «يضر بشكل كبير بقدرة الرئيس على حماية» الولايات المتحدة وحلفائها.

وكتب: «نعيش في عالم معاد تتغير فيه التهديدات باستمرار، والدستور يعترف بأن الرئيس يجب أن يكون قادرا على استباق أفعال خصومنا والتحرك بشكل سريع وحاسم لمواجهتها»، مضيفا: «هذا ما فعلته!».

وينص النص، الذي تم تبنيه، على أن رئيس الولايات المتحدة لا يمكنه دفع عسكرييه أو «أي طرف من حكومته أو جيشه» إلى «أعمال عدائية ضد جمهورية إيران الإسلامية»، بدون «موافقة صريحة» من الكونغرس، بشكل إعلان حرب أو ضوء أخضر محدد.

ولا خلاف داخل الطبقة السياسية الأميركية على أن الجنرال سليماني كان «المهندس الرئيسي» لنشاطات زعزعة الاستقرار في العالم التي تُتهم بها إيران. لكن الديمقراطيين رأوا أن عملية تصفيته كانت «استفزازية وغير متكافئة».

وفي ظل تراجع التوتر قليلاً إثر رد إيران باستهداف قواعد يستخدمها الجيش الأميركي في العراق بدون أن يسقط قتلى، تؤكد إدارة ترامب أن حملة الضغوط القصوى عليها والعقوبات غير المسبوقة، وكذلك قتل سليماني في 3 يناير «أعادت الردع ضدها».

وبعد تأكيد إسرائيل أن إيران خفّضت قواتها بسورية، وأخلت قواعد عسكرية لأول مرة منذ تدخلها في الحرب الدائرة منذ 2011، جدد بومبيو مطالبتها بالخروج من الدولة بالكامل وليس جنوبها الغربي فقط، محذرا روسيا والرئيس بشار الأسد من العمل لمصلحة «الحرس الثوري».

و‏قال بومبيو، خلال مؤتمر صحافي رحب فيه بحظر ألمانيا «حزب الله» اللبناني بشقيه السياسي والعسكري، «لقد قلنا لروسيا ونظام الأسد إن على الإيرانيين الرحيل. وعلى إيران الاهتمام بشعبها داخل حدودها».