برلمانات تعود للعمل وتظاهرات ضد قيود فيروس كورونا

• واشنطن تتهم بكين وموسكو بالتنسيق للتضليل
• دونالد ترامب: الفيروس سيختفي من دون لقاح

نشر في 10-05-2020
آخر تحديث 10-05-2020 | 00:04
طفل قرغيزي ينظر من شرفة منزله إلى عرض عسكري محدود في بشكيك بمناسبة يوم النصر (رويترز)
طفل قرغيزي ينظر من شرفة منزله إلى عرض عسكري محدود في بشكيك بمناسبة يوم النصر (رويترز)
بدأت برلمانات عدة دول العودة إلى العمل مع بدء الخروج التدريجي من قيود «كورونا»، التي باتت تتسبب في اضطرابات سياسية وتظاهرات رغم عدم الوضوح بشأن مسار الوباء والتخوف من موجة إصابات ثانية.
تعيش 47 ولاية أميركية من أصل 50، ومعظم الدول الاوروبية آخر نهاية أسبوع قبل بدء العودة ببطء إلى الأوضاع الطبيعية قبل تفشي فيروس كورونا المستجد، غير أن "الحياة اعتبارا من 11 مايو لن تكون كما قبله"، حسب تعبير رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب.

وبدأت برلمانات العالم التي كانت مقفلة بسبب قيود كورونا تعود الى عملها المعتاد، في حين تصاعدت التظاهرات المنددة بإجراءات العزل التي تضغط اقتصادياً بينما يقف العالم على حافة أسوأ ركود اقتصادي منذ ثلاثينيات القرن المنصرم.

بريطانيا

وفي المملكة المتحدة، التي سجّلت أمس الأول وفاة 31 ألف شخص للتصدر الوفيات في أوروبا، من غير المطروح حتى الآن رفع الحجر المنزلي بالوتيرة ذاتها.

وتنوي الحكومة البريطانية فرض حجر إلزامي مدة 14 يوما على معظم القادمين على متن رحلات دولية إلى بريطانيا، رغم الضغط المتنامي لتخفيف القيود.

وباستثناء الرحلات القادمة من إيرلندا، على كل الركاب القادمين إلى بريطانيا جوا أو بحرا أو برا أن يبقوا في الحجر لأسبوعين، كما كتبت صحيفة تايمز.

وباشرت باكستان، أمس، تخفيف القيود المفروضة، فسمحت بإعادة فتح الأسواق والمتاجر الصغيرة، رغم أنه لم يتم احتواء الوباء بعد في هذه الدولة التي تعتبر الخامسة في العالم من حيث عدد سكانها. وإن كانت حصيلة الإصابات المقدرة بأكثر من 26 ألفا والوفيات البالغة 599 وفق الأرقام الرسمية، تبدو متدنية بالنسبة للتعداد السكاني البالغ 220 مليون نسمة، فهي أدنى بكثير من الأرقام الفعلية، ولم يسجل انتشار الوباء تباطؤا بعد.

وأقر رئيس الوزراء عمران خان بذلك، موضحا أن قرار رفع الحجر المنزلي اتخذ للاستجابة لوضع طارئ اجتماعي بالمقام الأول في بلد يعيش حوالى ربع سكانه دون عتبة الفقر، وفق البنك العالمي.

أما روسيا، فقد اكتفت، أمس، باحتفالات محدودة أكثر مما كان يوده رئيسها بمناسبة "يوم النصر" عام 1945، في ظل الحجر المنزلي المفروض بالعاصمة موسكو حتى نهاية مايو، وسيقتصر العرض العسكري على الجو، في حين أن حشد القادة الأجانب الذي كان فلاديمير بوتين يأمل في جمعه لم يعد سوى أمنية من باب الخيال.

تظاهرات ضد القيود

وتظاهر أكثر من 5 آلاف شخص في العاصمة السلوفينية، ليوبليانا، مساء أمس الأول، احتجاجا على القيود التي فرضتها الحكومة لوقف انتشار الفيروس في هذا البلد الذي لم يسجّل أيّ إصابة منذ اسابيع. كما شهدت مدن أخرى احتجاجات أصغر بما في ذلك ماريبو وتسليه وكوبر.

وفي مدينة شتوتغارت الألمانية، شارك آلاف الأشخاص في تظاهرة، أمس، ضد القيود المفروضة على الحياة العامة.

يُذكر أن آلاف الأشخاص تظاهروا في شتوتغارت مطلع الأسبوع الماضي للاحتجاج على تقويض حقوقهم الأساسية في ظل القيود المفروضة لاحتواء جائحة "كورونا".

عودة برلمانات

في غضون ذلك، قرّر البرلمان الألماني العودة إلى إجراء مشاوراته الأسبوعية على مدار 3 أيام اعتبارا من هذا الأسبوع، للمرة الأولى منذ بداية أزمة "كورونا".

وحسب الجدول، يعقد البرلمان جلسته الأولى الأربعاء المقبل باستجواب الحكومة، المنتظر أن يتم بحضور المستشارة أنجيلا ميركل.

ويندرج على جدول الأعمال المختلف عليه بين الكتل البرلمانية، العديد من النقاط ذات الصلة بأزمة "كورونا" والقرارات المتعلقة بمهام خارجية للجيش.

وفي بغداد، أكد النائب في كتلة "صادقون" البرلمانية عبدالأمير تعيبان الدبي، أن مجلس النواب العراقي سيعمل خلال الأيام القليلة المقبلة على ايجاد آلية لاستئناف جلساته بغية مراقبة عمل الحكومة وتشريع القوانين التي تحتاج إليها.

اتهامات

الى ذلك، اتهمت الولايات المتحدة الصين وروسيا بـ "تسريع" تعاونهما في مجال الدعاية في ما يخصّ الفيروس، مع ما اعتبرته تبنّي بكين المتزايد لتقنيات "التضليل" الروسيّة.

وقالت ليّا غابريال، منسقة المركز المختص في مكافحة الدعاية الأجنبية في وزارة الخارجية الأميركية خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف، "قبل الأزمة المرتبطة بـ "كوفيد 19"، لاحظنا مستوى معيّنا من التنسيق بين روسيا والصين في ما يخص الدعاية، لكن مع هذه الجائحة، تم تسريع التعاون". وتابعت غابريال إن السلطات الصينية "تستخدم بشكل متزايد تقنيات توظفها موسكو منذ زمن بعيد"، مضيفة: "نلاحظ أن الحزب الشيوعي الصيني تبنى تكتيكات روسية، لأنه يعتبر أنّها ناجحة".

الاستخبارات الألمانية

من ناحيته، وصف جهاز الاستخبارات الألماني، في تقرير سري، تفسيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يؤكد أن الفيروس مصدره مختبر في ووهان، بأنها "محاولة من ترامب لتحويل الانتباه عن الأخطاء التي ارتكبها وتوجيه غضب الأميركيين ضد الصين"، حسب ما نقلت مجلة "دير شبيغل" على موقعها الإلكتروني مستشهدة بمذكرة موجهة إلى وزيرة الدفاع أنيغريت كرامب كارنباور.

في المقابل، انتقدت أجهزة الاستخبارات الألمانية الصين لممارستها ضغوطا على منظمة الصحة العالمية لتأخير إصدار تحذير بشأن الفيروس، حسب "دير شبيغل".

الصين

من جهتها، تؤكد الصين أنها تعاملت بشفافية تامة مع منظمة الصحة العالمية. وسعيا منها لإثبات ذلك، أعلنت أمس الأول، أنها تؤيد تشكيل لجنة تحقيق تحت إشراف الأمم المتحدة "بعد انتهاء الوباء" من أجل تقييم "الاستجابة العالمية" وليس الصينية فقط للفيروس.

كما صرح لي بين، نائب الوزير المسؤول عن اللجنة الوطنية الصينية للصحة، أمس، بأن بلاده ستجري إصلاحات على نظام الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها لمعالجة نقاط الضعف التي كشفها التفشي.

ترامب

وفي واشنطن، كرّر الرئيس الأميركي مجدداً تأكيداته المتفائلة قائلاً: "أشعر بأن الوباء سيختفي حتى من دون تطوير لقاح له. قد يعود مجددا للظهور في فصل الخريف أو السنة المقبلة، لكنه سينتهي على أي حال". وتابع: "لقد واجهنا من قبل فيروسات وإنفلونزا لم نجد لها لقاحا حتى الآن، لكنها لم تظهر من جديد. صحيح أن العديد من مراكز الأبحاث حول العالم أحرزت تقدما كبيراً في تطوير لقاح لـ "كورونا"، لكن سواء توصلت إليه أم لا، فإن الفيروس سيختفي".

بريطانيا تفرض 14 يوم عزل للقادمين
back to top