استبق وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو استئناف رحلاته الخارجية المعلقة بسبب وباء كورونا، بطمأنة الحلفاء خصوصاً في الخليج بأن "سحب بطاريات صواريخ باتريوت الموجودة في السعودية منذ بعض الوقت تغيير دوري عادي للقوات وكان لا بد من إعادتها"، نافياً أن يكون ذلك مؤشراً إلى تراجع الدعم للرياض أو محاولة للضغط عليها بشأن القضايا النفطية.

وقال بومبيو، في مقابلة صحافية أمس الأول، "نحن نقوم بكل ما في وسعنا من أجل ضمان أمن المملكة وتزويدها بأنظمة الدفاع الجوي حتى لا يستطيع الإيرانيون تهديدها"، نافياً أن يكون سحب البطاريات "يعني أن واشنطن تعتقد أن إيران لم تعد تمثل تهديداً ولا يعني اعترافها بتراجع الخطر.

Ad

وفي ظل توتر الأميركي- الإيراني، ومهاجمة الحوثيين لمنشآت نفطية وإمدادات للطاقة تابعة لشركة "آرامكو"، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة أن الإدارة الأميركية تسحب أنظمة "باتريوت" الدفاعية من المملكة وتدرس تقليص قدراتها العسكرية فيها.

الخليج وإيران

ولاحقاً، أكد الممثل الأميركي الخاص لإيران بريان هوك أن التزام واشنطن بأمن حلفائها الخليجيين لم يتغير، معتبراً أن "إيران لا تزال تشكل تهديداً".

وقال هوك، لشبكة "سي إن بي سي"، "مهمتنا لم تتغير على الإطلاق. ونحن نقف مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة. ونبذل كل ما في وسعنا لحماية المصالح الأميركية"، مضيفاً: "إن مستويات قواتنا ترتفع وتنخفض اعتماداً على الظروف، ولدينا تحالف معا نعتقد أنه قام بعمل جيد في عرقلة وردع العدوان الإيراني ولدينا عدد من المبادرات في المنطقة التي سنواصل العمل عليها".

وشدد هوك على دور ترامب، في استعادة "ردع عسكري موثوق به للعمل دفاعاً عن النفس"، مشيراً إلى تصفية قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني مطلع يناير في العراق.

وقال: "الردع شيء يسهل خسارته لكن الحفاظ عليه هو سياسة عليك تنفيذها كل يوم، وسنواصل العمل مع السعوديين والإماراتيين وجميع شركائنا في المنطقة".

وأرسلت إدارة ترامب نحو 14,000 جندي إضافي إلى منطقة الخليج منذ مايو الماضي، رداً على تصاعد التوترات بشكل كبير مع إيران واتهامها بتنفيذ هجمات تخريبية متعددة على ناقلات أجنبية في مضيق هرمز واستهداف منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو السعودية في سبتمبر.

وبعد تأكيد خطط سحب بطاريتي "الباتريوت" المنشورة لردع إيران، تمسك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعلاقات التاريخية والاستراتيجية وما حققته من إنجازات، وأعربا عن حرصهما على استمرار جهودهما المشتركة لتعزيز أمن المنطقة واستقرارها.

وخلال اتصال هاتفي أمس الأول، أشار الملك سلمان إلى جهود الرياض الرامية للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن وإلى مبادرة التحالف بوقف إطلاق النار دعما لجهود المبعوث الأممي، في حين أكد ترامب التزامه بحماية مصالح واشنطن وأمن حلفائها في المنطقة وتصميمها على مواجهة كل ما يزعزع الأمن والاستقرار فيها، مشددا على دعم الجهود المبذولة للوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية.

وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض جود دير أن الملك سلمان وترمب أكدا "قوة الشراكة الدفاعية الأميركية- السعودية والعلاقات الاستراتيجية التاريخية وما حققته من إنجازات"، مبيناً أنهما اتفقا على أهمية الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية.

وعلى وقع تأكيد البيت الأبيض لخطة ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة رغم تحذيرات الفلسطينيين من قتل آفاق اتفاق للسلام على الأمد الطويل، قرر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو استئناف رحلاته الخارجية المعلقة بسبب وباء كورونا بزيارة إسرائيل في 13 مايو يوم أداء حكومتها الجديدة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو.

وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتيغاس أمس الأول أن بومبيو سيزور إسرائيل للتعبير عن دعمه لحكومة نتنياهو وشريكه غانتس وبحث مسائل الأمن الإقليمي المرتبطة بتأثير إيران الخبيث والجهود المشتركة لمكافحة وباء كورونا، مؤكدة أن "التزام الولايات المتحدة بإسرائيل لم يكن أقوى مما هو عليه في عهد قيادة الرئيس دونالد ترامب".

وصرح كبير الدبلوماسيين الأميركيين للشرق الأوسط ديفيد شينكير أن بومبيو، الذي سيكون واحداً من أوائل كبار المسؤولين في العالم الذين يستأنفون رحلاتهم مع بدء التخفيف التدريجي لإجراءات العزل بسبب انتشار فيروس كورونا، سيتوجه إلى إسرائيل بدعوة من حكومتها، معتبراً أنها "محظوظة بوجود قيادة قوية ومحنكة لها كهذه في زمن تحديات".

الباتريوت وسيناء

وغداة تأكيد صحيفة "وول ستريت جورنال" أن وزير الدفاع مارك إسبر يسعى لسحب بعض القوات الأميركية المشاركة في حفظ السلام بشبه جزيرة سيناء منذ اتفاق 1979 بين مصر وإسرائيل، شدد وزير الطاقة الإسرائيلي وعضو مجلس الوزراء المصغر (الكابنتيت) يوفال شتاينتز على أن "القوات الدولية في سيناء مهمة والمشاركة الأميركية مهمة"، وقال: "بالتأكيد سنناقش الأمر مع الأميركيين".

وبعد يوم واحد من موافقتها على النص، فاجأت الولايات المتحدة مجلس الأمن بعرقلتها التصويت على قرار يدعو إلى وقف لإطلاق النار في مختلف النزاعات في العالم لمساعدة البلدان على مكافحة وباء كوفيد-19 بشكل أفضل.

وفي ختام شهرين من المفاوضات الشاقة في مجلس الأمن حول القرار، أعلنت البعثة الأميركية أن "الولايات المتحدة لا يمكنها دعم المسودة المطروحة حالياً".

وعلى صعيد آخر، نفى مجلس الأمن القومي الأميركي أمس الأول تورطه في عملية فاشلة للتوغل في فنزويلا هذا الأسبوع قيل إنها استهدفت إطاحة الرئيس نيكولاس مادورو، مشدداً على أنه لو كان له دور في ذلك لأصبح "صريحاً ومباشراً وفعالاً".