أول العمود: ما خطة الحكومة لعودة الحياة التدريجية بعد بوادر انحسار وباء كورونا؟ ***
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي كماً من العتب والتنمر والنقد بين المصريين والكويتيين على خلفية ما نتج عن انكشاف العديد من المشكلات المتعلقة بالتركيبة السكانية، حيث يأتي إخوتنا من مصر كثاني أكبر جالية بعد الجالية الهندية ذات النصيب الأكبر. في ظني أن هناك تقصيراً واضحاً من طرفي الدولتين في بيان الكثير من المعلومات والأمور التي تغيب عن المشهد العام، وفي رأيي الشخصي وقناعتي أن الشعوب لا تكره بعضها "لله في لله"، ففي الغالب تقف السياسات كمغذٍّ لتلك الكراهية والتي لا نعتقد أنها وصلت إلى هذا الحد بيننا وبين إخواننا المصريين. سآخذ مثالاً صغيراً جداً، لكنه يؤرق أي متسوق كويتي في الأسواق المركزية، وهو الفواكه والخضار المستوردة من مصر! فهل يعقل كل هذا الصمت الكويتي والمصري الرسمي على عشرات المقاطع المرئية، وبعضها منقول من قنوات مصرية تلفزيونية، تؤكد سقي بعض المزارع بمياه الصرف الصحي، ويتم تداولها بقوة في شبكات التواصل الاجتماعي؟! في ظل الجائحة انتشر في وسائل الإعلام الإلكتروني ملصق على صناديق فواكه وخضار قادمة من مصر، وكتب عليها "منتجات مصرية"، وبعد أيام تغير الملصق ذاته ليصبح "منتجات إفريقية"، ثم تغير الملصق ليتحول إلى "منتجات جنوب افريقيا"، كيف لا نعلم! كل ذلك ومعظم المستهلكين الكويتيين يتجنبون كل هذه الملصقات لاعتقادهم أنها "ملعوب" للتغطية على منتجات غير صالحة للاستهلاك الآدمي قادمة من مصر. التساؤلات المطروحة الآن: لماذا تعجز حكومتا الكويت ومصر بمختبراتهما الصحية ووزاراتهما المعنية بالغذاء عن حسم هذا الموضوع، هذا على افتراض صحة شك المواطن الكويتي الذي تُغذيه فيديوهات مصرية؟! وكيف يسمح المسؤولون في مصر والكويت أن تُعكر "برتقالة وكرتون كوسا" العلاقات السياسية فيما بينهما، وتؤدي بالمستهلك الكويتي أن يتساءل: "هل المصريين ماسكين علينا شي؟!".
مقالات
البرتقالة الشقية!
10-05-2020