مع تفاقم الأزمات الناتجة عن الضغوط والعقوبات الأميركية التي زادت حدتها مع تفشي وباء كورونا، عرضت السلطات الإيرانية على الولايات المتحدة الدخول في مباحثات محددة من أجل "تبادل السجناء".

ونقل عن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أمس قوله إن "إيران مستعدة لإجراء تبادل كامل للسجناء مع الولايات المتحدة"، مضيفا أن "واشنطن لم ترد بعد على دعوة إيران لتبادل السجناء".

Ad

وتابع ربيعي: "نحن مستعدون لتبادل السجناء الإيرانيين والأميركيين، وعلى استعداد لبحث المسألة، لكن الأميركيين لم يردوا بعد"، مردفا: "نشعر بقلق على سلامة وصحة الإيرانيين الموجودين في السجون. ونحمل أميركا مسؤولية سلامة الإيرانيين وسط تفشي الوباء".

ويأتي التصريح الرسمي بعد تقارير عن قرب إبرام صفقة تبادل تشمل إيرانيين بضابط أميركي سابق، وجاءت دعوة التفاوض بعد تغريدة للمرشد الأعلى علي خامنئي احتفى بها بقيمة "التصالح الشجاع"، ورأى البعض أنها ترمي إلى فتح قنوات تفاوض مع البيت الأبيض، على غرار ما سبق في الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم التوصل إليه عام 2015، قبل أن ينسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018.

وبعد أحاديث عن رسائل إيرانية عبر عدة محاور بينها العراق للتهدئة، في ظل الضغوط الاقتصادية المتفاقمة جراء الإجراءات الاحترازية المتخذة على مستوى العالم بسبب الوباء، ناقش رئيس الوفد المفاوض في جماعة "أنصار الله" الحوثية، محمد عبدالسلام، مع نائب وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، "جهود إحلال السلام ومسار النقاشات الجارية مع الأمم المتحدة" في اليمن.

وأكد رئيس وفد الجماعة اليمنية المتمردة، المدعومة من طهران، أن اللقاء الذي تم عبر الاتصال المرئي عن بعد، شدد على ضرورة وقف العمليات العسكرية "وفك الحصار" الذي يفرضه "التحالف العربي" على مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، لافتا إلى أن "أنصار الله" تمد يدها للوصول إلى "سلام يصون الحريات ويحفظ الحياة الكريمة ويحافظ على وحدة اليمن".

وفي وقت سابق أفاد مصدر دبلوماسي بأن المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث ينتظر ردا من الحوثيين على مبادرة جديدة أرسلها لطرفي النزاع في اليمن خلال الأيام الماضية، والتي ردت عليها حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بشكل إيجابي.

في المقابل، كررت الخارجية الأميركية تأكيد أنها لن تسمح لإيران بحيازة أسلحة نووية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية، مورغان أورتاغوس، أمس، على "تويتر"، إن "وضع إيران الحالي غير مقبول بالنسبة لنا فيما يتعلق بالإرهاب والعنف"، مضيفة: "لن نسمح لإيران أبداً بالوصول إلى الأسلحة النووية".

وشددت على أن بلادها "ستستمر في استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية المتاحة لضمان تمديد حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران".

إلى ذلك، حذر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي من تأزم الوضع في البلاد، تحت وطأة تردي الاقتصاد والأوضاع المعيشية، ورأى الرئيس الإصلاحي، المحظور من الحديث مع الإعلام والسفر إلى الخارج، في مقطع مصور نشر مساء أمس الأول، ان "الشعب المستاء" من الوضع المعيشي قد يلجأ إلى الانتفاضة والعنف فيما لو استمر الوضع في البلاد على ما هو عليه.

وقال خاتمي، في خطاب نادر عبر الإنترنت، إن المجتمع "قد يرغب في العنف من أجل التعبير عن عدم الرضا والتخلص من اليأس، وبالطبع قد يلجأ النظام إلى المواجهة بالمثل وخلق دائرة من العنف"، مضيفا ان "هذه الحلقة تتسبب في مزيد من الكراهية والعنف بين كلا الجانبين، وبالتالي تخلف الكثير من المشاكل".

وأشار الرئيس الإيراني الأسبق إلى الهجمات على خطته للمصالحة الوطنية، معتبرا أنه لو تم قبول الخطة لكنا في وضع أفضل.

في سياق منفصل، رفض البرلمان الإيراني، أمس، مشروع خطة تشكيل وزارة التجارة والخدمات التجارية المعدل من قبل مجلس صيانة الدستور.