بعد نحو أسبوعين من إعلان "المجلس الانتقالي" الإدارة الذاتية في جنوب البلاد، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات موالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والانفصاليين أمس وسط أنباء عن إرسال حشود وتعزيزات من الطرفين بمحيط مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين المحاذية للعاصمة المؤقتة عدن الخاضعة لسيطرة "الجنوبي".وأفادت مصادر بأن وحدات من الجيش اليمني المتمركزة في مدينة شقرة، جنوبي أبين، حاولت التقدم باتجاه منطقة الشيخ سالم الخاضعة لسيطرة قوات "المجلس الانتقالي"، شرقي عاصمة المحافظة زنجبار، فتسبب ذلك باندلاع المواجهات العنيفة.
وتضاربت الأنباء حول الوضع الميداني، وأكدت تقارير تحقيق القوات الحكومية تقدما طفيفا، وذكرت مصادر أن عناصر "المجلس الانتقالي" تمكنت من صد الهجوم على المنطقة التي تبعد 15 كيلومترا عن زنجبار.ولاحقاً، أكدت مصادر أن اشتباكات وتبادل قصف مدفعي وقع بين الطرفين قرب الضواحي الشرقية لزنجبار بعد وصول تعزيزات عسكرية حكومية كبيرة قادمة من محافظة شبوة لدعم قواتها المتمركزة في مدينة شقرة بأبين، وهو ما أوقع عدداً من القتلى والجرحى من الطرفين.ونقلت تقارير يمنية عن مصدر حكومي مسؤول أن القوات الحكومية اطلقت حملة بهدف الزحف لاستعادة السيطرة على عدن بعد تعثر تنفيذ الاتفاق السياسي الذي رعته المملكة العربية السعودية بين هادي و"المجلس" بزعامة عيدروس الزبيدي في الرياض نوفمبر الماضي.وتسيطر قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، على مدينتي زنجبار وجعار بأبين، وصولا إلى العاصمة المؤقتة عدن، في حين تسيطر القوات الحكومية على خط الإمداد العسكري القادم من محافظة مأرب شمالا، وصولا إلى مدينة شقرة جنوبي أبين، مرورا بمحافظة شبوة.وسبق أن تجددت حالة التوتر بين الجانبين في أبين، خلال شهر أبريل الماضي، إلا أن ذلك انتهى بعد تدخل لجنة وسطاء من قبل عدد من القيادات العسكرية والاجتماعية بين الجانبين، ونجحت في نزع فتيل التوتر، من خلال عقد لقاء جمع ممثلين عن الطرفين في مقر قيادة "تحالف دعم الشرعية" الذي تقوده الرياض.
اتهام جنوبي
من جهته، اتهم "المجلس الانتقالي" الحكومة اليمنية بـ"تفجير صراع جديد من خلال الهجوم الذي شنته بأبين، بعد أشهر من الخروقات والاعتداءات دون مبرر وبسبب الأجندات السياسية المتضاربة لأجنحتها واخفاقاتها في جميع الملفات".وأكدت الإدارة العامة للشؤون الخارجية في "المجلس"، التزامه بـ"مبادرة وقف إطلاق النار وفقا للدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة". وشدد "المجلس" في بيان على أهمية "اتفاق الرياض" كوسيلة لعملية سلام طويلة الأمد بقيادة الأمم المتحدة.وأشار المجلس إلى تحذيراته المستمرة من "نية قوات الحكومة اليمنية تفجير الوضع عسكرياً في أبين، من خلال إرسال قوات جديدة وإدخال عناصر من تنظيم القاعدة وداعش من مأرب والبيضاء والجوف عبر شبوة، وقد تحدثنا عن ذلك بشكل واضح في رسائلنا الموجهة إلى المجتمع الدولي مطلع الشهر الماضي".ولفت الانتقالي إلى أن قواته لم يكن أمامها "أي خيار غير الدفاع عن النفس، والأرض والعرض، بعد أن حاولنا بكل السبل تجنب المواجهة في هذا الوقت العصيب بسبب خطر فيروس كورونا".ورأى أن السلوك الذي أسماه بـ"المشبوه وغير المسؤول" يحبط "جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وإحباط الجهود الكبيرة للتحالف العربي بقيادة السعودية بالتركيز في حربها على التمرد الحوثي، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وتثبت مجدداً انها جزء من مشروع زعزعة أمن واستقرار المنطقة".إلى ذلك، تستضيف السعودية مؤتمراً للمانحين لدعم اليمن في 2 يونيو المقبل، بينما يواجه البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية تفشي الجوع والمرض.وعلى صعيد منفصل، أعلنت قوات الجيش اليمني الحكومي، أنها صدت، أمس الأول، عدة هجمات لميليشيات جماعة "أنصار الله" الحوثية المتمردة المدعومة من إيران، في نهم شرق العاصمة صنعاء ومريس شمالي محافظة الضالع جنوبي البلاد، وكبدتها خسائر في الأرواح والعتاد.