بعد رفع قيود كورونا... الأوروبيون يغزون محلات الحلاقة والمتاجر
تشكلت طوابير طويلة من المتسوقين، الكثير منهم بشعر أشعث أو لحى غير مشذبة، في بلدان أوروبية الاثنين، مع تخفيف مزيد من دول القارة تدابير الإغلاق المفروضة لاحتواء فيروس كورونا.ولا تزال قواعد التباعد الاجتماعي سارية، وفي بلجيكا أربك إضراب وسائل النقل العام عملية إعادة الفتح الحذرة أساساً، لكن بعض الأعمال التجارية استأنفت نشاطها.وفي اسطنبول، انشغل الحلاقون في تشذيب اللحى الكثة لزبائنهم الذين لم يتمكنوا من حلاقة شعرهم أثناء فترة الحجر الصحي الإلزامي.
وكان لدى الحلاق ساديتين جيليكجي أوغلو (65 عاماً) ثلاثة زبائن في محله في حي نيشان تاشي الراقي، انتظر جميعهم منذ فترة طويلة تهذيب شعرهم على أيدي أهل الاختصاص.وصرح لوكالة فرانس برس مبتسما «الناس أدركوا قيمة الحلاقين أكثر، باتت لديهم لحى أطول، بعضهم طلبوا من زوجاتهم تهذيبها وبعضهم اشترى ماكينات لقص الشعر».وتابع «لا أحد يستطيع ممارسة مهنتنا، إنها واحدة من أصعب المهن، الرجال كانوا يخرجون إلى الشارع بشعر غير لائق، ونقوم الآن بتصحيح الوضع».وأضاف «لدينا حجوزات حتى المساء، والأمر ذاته غداً، نحن أربعة حلاقين في الصالون وسنعمل بالتناوب».وخرجت التركيات أيضًا لتصفيف شعورهن، بحسب ما أوضح مراد كرمان في صالونه حيث يتوجب حجز موعد مسبق للحصول على قصة شعر.وقال كرمان موضحاً القواعد الجديدة لمكافحة فيروس كورونا «تم تطهير الصالون من قبل عمال البلدية مساء الجمعة، قمنا بكافة الاستعدادات».وتابع «نعمل بنظام المواعيد المسبقة، في الماضي كنا نستقبل أي زبون يدخل من الباب ولكن هذا النظام لم يعد ممكناً، قللنا عدد العملاء قدر الإمكان». ولم تردع شروط التباعد الاجتماعي اينو، وهي زبونة في منتصف العمر اعترفت بأنها عانت للمحافظة على مظهرها لائقاً أثناء فترة الإغلاق.وقالت مازحة «جئت هنا اليوم لأصلح الأمر».أما في اليونان، غمرت السعادة أصحاب المتاجر في شارع إرمو في أثينا وهم يعيدون فتح أبوابهم بعد أن عادت الحياة إلى طبيعتها.وفي بلجيكا، خلقت تدابير الإغلاق احتياجات خاصة لدى بعض الأشخاص.وقالت بريجيت سيكيلي (61 عاماً) خارج متجر لبيع الملابس في بروكسل «أحتاج إلى بنطال جينز جديد».وتابعت «قدت الدراجة كثيراً خلال الشهرين الماضيين لدرجة أنني أتلفت بنطالي».وكانت المرأة الستينية تأمل أن تبدأ في استقلال الترام مع انتهاء الإغلاق، لكنّها أصيبت بخيبة أمل، إذ أعلن بعض سائقي وسائل النقل العام في المدينة إضرابهم عن العمل.وقال السائقون إن العودة إلى العمل غير آمنة بعد.وأمام مكتبة «تروبيزم» في غاليري رويال، انتظر أستاذ تاريخ فرنسي الافتتاح المقرر الساعة 11,00 صباحا لشراء كتاب للفيلسوف هنري بيرغسون، وقال جوليان فانغ (38 عاما) «خلال فترة الحجر شاهدت مؤتمراً عقده بيرغسون وصف فيه ألمانيا في بداية الحرب وكأننا نتحدّث عن الصين اليوم».وكانت ديبورا أراغون تتسوق وهي تجر عربة أطفال في إحدى ضواحي بروكسل مع ابنها البالغ من العمر عامين على أمل العثور على أحذية له.قالت «ليس لدي أي أحذية بمقاسه»، وتابعت «خلال فترة الإغلاق كان يرتدي حذاء شقيقه الأكبر».