ذكر تقرير أصدرته إدارة الخدمات المصرفية الاستثمارية في المركز المالي الكويتي (المركز) أخيراً أن قطاع الخدمات اللوجستية الإماراتي تصدّر قائمة كبرى صفقات الاندماج والاستحواذ بدول مجلس التعاون الخليجي في الربع الأول من 2020. وقد أعلنت شركة بورت آند فري زون وورلد اعتزامها الاستحواذ على حصة بنسبة 20 بالمئة في شركة لوجستية زميلة، وهي شركة موانئ دبي العالمية، مقابل إجمالي مبلغ وقدره 2.7 مليار دولار. وتمتلك الشركة حاليًا 80 بالمئة من رأس المال القائم لشركة موانئ دبي العالمية.وأضاف تقرير "المركز" أن ثاني أكبر صفقة كانت من شركة "قطر للبترول"، باستحواذها على حصة بنسبة 25 بالمئة من شركة قطر للأسمدة الكيماوية مقابل إجمالي مبلغ وقدره 1.0 مليار دولار. وتضمنت الصفقتان التاليتان مستثمرين إماراتيين، وكلاهما استحوذ بالكامل على شركات محلية. وتضمنت الصفقة الأولى استحواذ شركة غلف كابيتال على شركة آي في آي-آر إم إيه الشرق الأوسط بقيمة إجمالية تساوي 100 مليون دولار، علماً بأن شركة آي في آي-آر إم إيه الشرق الأوسط هي المزود الأسرع نمواً لخدمات الإخصاب بالحقن المجهري في الشرق الأوسط. أما الصفقة الثانية فتضمنت استحواذ شركة ماستك أرابيا على أعمال شركة الأنظمة التطورية العربية في الشرق الأوسط بالكامل، وهي شركة استشارية متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، مقابل إجمالي مبلغ وقدره 65 مليون دولار.
وأخيرًا، أعلنت شركة جازان للطاقة والتنمية (جازادكو) اندماج وحدتها الدولية للاستزراع المائي مع ثلاث شركات محلية للاستزراع المائي. وستمتلك جازان حصة بنسبة 45 بالمئة بقيمة 60 مليون دولار في شركة الاستزراع المتقدمة (الكيان المندمج)، وفقًا لشروط هذه الصفقة.
معدل نمو نشاط الاندماج والاستحواذ
ووفقاً لتقرير "المركز"، شهد عدد صفقات الاندماج والاستحواذ التي تمت في دول مجلس التعاون خلال الربع الأول من 2020 انخفاضًا بنسبة 51 بالمئة مقارنة بالربع الرابع من 2019، و52 مقارنة بالمئة بالربع الأول من 2019. لم تسجل أي من دول الخليج زيادة في عدد الصفقات التي تمت مقارنة بالربع السابق. وتجدر الإشارة إلى أن اقتصاد دول الخليج شهد تباطؤًا كبيرًا بسبب تفشي وباء كوفيد-19 العالمي، وحالة عدم اليقين السائدة بسبب هذا الوباء. وعلى هذا النحو، فقد أثّر هذا الأمر بشكل كبير على مستوى نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ طوال الربع.كيانات الاستحواذ والشركات المستهدفة
نفذت كيانات الاستحواذ الخليجية معظم الصفقات التي تمت في الربع الأول من 2020 والربع الرابع من 2019، حيث مثلت 92 بالمئة من إجمالي عدد الصفقات التي تمت خلال الربع الأول من 2020، بينما كانت نسبة المستحوذين الأجانب 4 بالمئة. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الـ 4 بالمئةالمتبقية تمثّل صفقات لم تتوافر فيها معلومات عن الشركات المستحوذة. كما شهد السوق اتجاهًا مماثلًا خلال الربع الرابع من 2019، حيث مثّلت كيانات الاستحواذ الخليجية 71 بالمئة من إجمالي عدد الصفقات التي تمت، بينما كانت نسبة المستحوذين الأجانب 24 بالمئة. وبشكل عام، لفت تقرير "المركز" إلى أن غالبية كيانات الاستحواذ الخليجية فضّلت الاستحواذ على شركات محلية أو خليجية، على عكس استهداف شركات أجنبية. وكانت الإمارات والكويت والسعودية هي الأكثر نشاطًا من حيث النشاط المحلي، في حين أنهت كيانات الاستحواذ المتبقية صفقة واحدة في بلدانهم الأصلية. وإضافة إلى ذلك، فقد تخطّت الإمارات نظيراتها في دول مجلس التعاون، وأعلنت عن إبرام 7 صفقات تضمنت استهداف شركات أجنبية، بينما أبرمت البحرين والكويت والسعودية صفقة واحدة لكل منهما. وأخيرًا، لم تُبرم عمان ولا قطر أي صفقات تضمنت استهداف شركات أجنبية.المستثمرون الأجانب
بالمقارنة مع الربع السابق، فقد جذب السوق أقلّ قدر من اهتمام المستثمرين الأجانب بشكل ملحوظ، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى حالة التباطؤ الاقتصادي العالمي السائدة. وبشكل عام، كانت هناك صفقة واحدة فقط تم إبرامها، وتضمنت مستثمرًا أجنبيًا، وهو ما يمثّل انخفاض بنسبة 92 بالمئة مقارنة بالربع الرابع من 2019 وانخفاض بنسبة 94 بالمئة مقارنة بالربع الأول من 2019.أما الصفقة الوحيدة التي تمت، فقد شهدت استحواذ الشركة الإسبانية "أكواليا" على حصة بنسبة 51 بالمئة في شركة قطرات ساقية لتحلية المياه المحدودة مقابل مبلغ لم يتم الإفصاح عنه.الصفقات عبر القطاعات
إن الصفقات التي تمت خلال الربع كانت موزعة على قطاعات متعددة، وهي التي تم رصدها أيضًا في الربع السابق. وبالرغم مما سبق، فإن القطاعات التي شهدت أعلى مستوى من النشاط طوال الربع الأول من 2020 كانت القطاعات المالية والصناعية وتكنولوجيا المعلومات. وشكلت هذه القطاعات الثلاثة مجتمعة ما يقرب من 50 بالمئة من إجمالي الصفقات التي تمت طوال الربع. وأخيرًا، سجل الربع نشاطًا في ثلاثة قطاعات جديدة وهي قطاعات الطيران والإنشاءات وخدمات الاتصالات.صفقات تم الإعلان عنها
وبنهاية الربع الأول من 2020، بلغ إجمالي عدد الصفقات المعلن عنها 14 صفقة، وهو نفس عدد صفقات الربع السابق. إن ما يقرب من 58 بالمئة من هذه الصفقات تضمنت استهداف شركات إماراتية، في حين أن النسبة المتبقية تضمنت استهداف شركات كويتية وسعودية. ولم تعلن البحرين وعمان وقطر عن أي صفقات خلال الربع.