تصاعد النزاع الحزبي في الولايات المتحدة، وتحديداً من جانب الديمقراطيين الذين يوجّهون انتقادات حادة إلى الرئيس الجمهوري دونالد ترامب على خلفية طريقة تعامله مع جائحة كورونا"، في حين أدلى أعضاء فريق العمل الخاص بمواجهة "كورونا" في البيت الأبيض وفي مقدّمتهم كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فوتشي بإفادة أمام مجلس الشيوخ أمس، بعدما سمح له ترامب الأسبوع الماضي بالإدلاء بإفادته أمام المجلس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، لكن ليس أمام أي لجنة من لجان مجلس النواب الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي.

وقبل الإدلاء بشهادته، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن فوتشي سيحذّر بإفادته، من مخاطر إعادة فتح الاقتصاد قبل الأوان ويقول إنها قد تؤدي لمعاناة ووفيات "بلا داعٍ".

Ad

ونقلت الصحيفة عن فوتشي قوله في رسالة بالبريد الإلكتروني: "إذا تجاوزنا بنوداً في الإرشادات لفتح أميركا مجدداً فنحن نخاطر بحدوث موجات تفشٍ متعددة في جميع أنحاء البلاد".

وأضاف: "لن يؤدي ذلك إلى معاناة ووفيات بلا داعٍ فحسب، بل سيؤدي لانتكاسة في مساعينا لعودة الأمور لطبيعتها".

ويعتبر فوتشي، أن خطر التفشي ما زال قائماً إذا تم رفع القيود الوبائية قبل الأوان، مضيفاً: "الرسالة الرئيسية التي أود نقلها إلى لجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات في مجلس الشيوخ هي خطر محاولة فتح البلاد في وقت قريب جداً".

ويتهم الديمقراطيون ترامب بإساءة التعامل مع أزمة جائحة "كورونا"، بما في ذلك اتباع نهج متساهل إلى حد ما حتى شهر فبراير ونقص الفحوصات اللازمة للكشف عن الفيروس، كما روج ترامب علناً لعلاجات وُصفت بأنها محل شك.

ترامب

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي، أن نائبه مايك بنس غير مصاب بالفيروس، بعد إصابة أشخاص في البيت الأبيض بينهم المتحدثة باسم نائب الرئيس كيتي ميلر.

وأوضح ترامب للصحافيين، أن بنس "خضع للفحص والنتيجة سلبية وتم فحصه أمس واليوم (أمس وأمس الأول) وأظهرت الفحوصات عدم إصابته". وأضاف "خلال فترة الحجر الصحي هذه، سنتحدث على الأرجح عبر الهاتف". مبيناً أنه طلب من موظفي البيت الأبيض ارتداء الكمامات.

وأكد مجدداً أنه يريد إعادة افتتاح البلاد "بشكل آمن" قائلاً: "نحن نراقب العدو الخفي ونتعامل معه بشكل جيد جداً".

هذا وأصدر البيت الأبيض مذكرة تفرض على جميع الموظفين ارتداء الكمامات خلال وجودهم داخل الجناح الغربي، باستثناء عندما يكونون وراء مكاتبهم.

في المقابل، يتهم الرئيس الأميركي الديمقراطيين بالتحرك ببطء لإعادة فتح ولايات أميركية بعد إجراءات العزل العام لأغراض سياسية من دون أن يورد أدلة تدعم زعمه بعد أن قتل الفيروس أكثر من 80 ألف شخص في الولايات المتحدة.

ويعمل الرئيس الجمهوري الذي سيخوض الانتخابات في نوفمبر المقبل، سعياً لفترة ولاية ثانية على إعادة تشغيل الاقتصاد الأميركي في أقرب وقت خلافاً لتوصيات خبراء الصحة بتوخي الحذر لتجنب موجة جديدة من الإصابات.

وشجع ترامب الولايات على تخفيف القيود التي تهدف إلى الحد من تفشي الجائحة. وأمس الأول استهدف ولاية بنسلفانيا.

وكتب على "تويتر": "شعب بنسلفانيا العظيم يريد حريته الآن وهو على علم كامل بما يستتبعه ذلك. الديمقراطيون يتحركون ببطء في مختلف أرجاء الولايات المتحدة لأغراض سياسية. لو كان الأمر بيدهم لانتظروا حتى 3 نوفمبر، لا تلعبوا سياسياً، حافظوا على أنفسكم، وتحركوا بسرعة!"

لكن الحاكم الديمقراطي لولاية بنسلفانيا، توم وولف قال إنه سيلتزم بما يقتضيه العلم وسيمضي بحذر، مضيفاً أن الشركات التي تنتهك الأوامر قد لا يتم منحها الشهادات الصحية أو يتم إلغاء التراخيص الممنوحة لها بتقديم المشروبات الكحولية.

الصين

في غضون ذلك، أعلنت الصين، أمس، عدم تسجيل أي إصابات جديدة بعد يومين متتاليين من تزايد الإصابات التي غذّت المخاوف من موجة تفشٍ ثانية.

وقالت لجنة الصحة الوطنية، إن عودة "عناقيد محلية" لحالات الإصابة للظهور في الأيام القليلة الماضية تشير إلى أن الوقت لم يحن بعد لتخفيف قيود مكافحة الوباء.

كما أوعز مركز مكافحة الفيروس في ووهان بمقاطعة هوبي، بإخضاع جميع سكان المدينة لاختبارات تحديد الإصابة خلال 10 أيام بعد اكتشاف إصابات جديدة هناك.

وأرسل المركز تحذيراً طارئاً، إلى جميع المراكز الفرعية في مناطق المدينة، بخصوص الوضع الحالي.

في السياق، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، أثناء محادثته مع قرويين خلال جولة تفقدية في مقاطعة شانشي زار خلالها بعض المنازل أمس الأول، إن "الحزب الشيوعي الصيني يسعى إلى سعادة الشعب الصيني بكل إخلاص".

ميركل وماكرون

وفي برلين، كشف تقرير للمنصة الإعلامية الجديدة بألمانيا "هاوبشتات بريفينغس"،، أن المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تشاورا بشأن تخفيف الضوابط على حركة المرور عبر الحدود الألمانية ـــ الفرنسية في ظل أزمة "كورونا".

وأوضح التقرير، أن ميركل تسعى مع ماكرون إلى التوصل لحل يسري على مواطني كلا البلدين على نحو متساوٍ، بل ويتجاوز بلديهما في أفضل الأحوال أيضاً.

إيطاليا

وفي روما، وافقت حكومة رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي على السماح للمناطق بأن تقرر بنفسها ما إذا كانت المرحلة التالية من رفع تدابير الإغلاق يمكن أن تحدث يوم 18 مايو، قبل أسبوعين من الموعد المقرر لها، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "لاستامبا" نقلاً عن مداولات خلال اجتماعات بين السلطات الوطنية والإقليمية عقدت أمس الأول.

«الصحة العالمية»

وفي جنيف، قالت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، أمس، "لدينا 4 أو 5 علاجات التي يبدو وهي في المراحل المبكرة جداً أنها تحد من خطورة أو طول المرض، لكن ليس لدينا شيء يمكنه أن يقضي على الفيروس أو يوقفه". وتابعت: "تظهر بيانات ربما كانت إيجابية، لكننا بحاجة لأن نرى مزيداً من البيانات حتى نكون على يقين %100 ونحن نقول إن هذا العلاج أفضل من ذلك".