أقامت رابطة الأدباء الكويتيين، عبر صفحتها بـ«إنستغرام»، محاضرة أونلاين بعنوان: «ما قاله الناقد ولم يقله السارد»، حاضر فيها الناقد فهد الهندال، وأدارها رئيس المركز الإعلامي في رابطة الأدباء سيد هاشم الموسوي.في البداية، تحدث الهندال عن اختياره للعنوان، وقال: «من وجهة نظري، التي أبنيها على دراساتي وقراءتي، كما أن لديَّ اشتغالا نقديا منذ بداية الألفية الحالية وبالتحديد سنة 2000 تقريبا، كانت لديَّ بعض المحاولات والاجتهادات النقدية، وأوازنها وأدعمها من خلال قراءتي، وتخصصي الأدبي».
عقب ذلك، تطرَّق الهندال إلى الفرق بين السارد والناقد الأدبي، وقال: «مرَّ علينا في هذا المجال فوق العشرين عاما. أجد أن الناقد الأدبي لديه ما يتحدث به عن النص أكثر مما يتحدث به السارد. هناك فرق بين السارد والكاتب أو المؤلف، فالسارد كائن ورقي وأداة معينة، يستطيع الكاتب من خلالها توصيل خطابه، وتحريك شخصياته، ويكون مثل المنطق الخفي لتتابع الأحداث، إضافة إلى أمور تقنية أخرى، فالسارد موكل له من الكاتب بوظيفة معينة داخل النص. كما أن دور السارد - وهو الكائن الورقي أو كائن افتراضي موجود على المسرح أو في أي مجال إبداعي آخر- هو نقل هذه الخطابات الضمنية، والمباشرة من قبل الكاتب. إذن دوره داخل النص».
مدرسة معينة
ومن ناحية الناقد، قال الهندال: «هو قارئ متخصص، ولديه مخزون معرفي، وليس بالضرورة أن يتبع مدرسة معينة. الناقد بطبيعة الحال متجدد، وهو لا يدرك البديهات، وأعني بها المدارس الموجودة، بل يبحث أيضا في أن يشكك في المسلَّمات الموجودة بهذا النص، وليس بالضرورة أن يكون نصا حديثا، فمن الممكن أن يكون نصا قديما، وأستطيع قراءته بصورة جديدة مختلفة عن النقاد الذين قاموا بقراءته في ذلك الزمان». وأوضح أن الناقد يستطيع، من خلال أدواته النقدية وقدرته على التحليل لهذا النص، وفق البنى المختلفة له، أن يخرج بحصيلة من الأقوال والمحكي عنه، أكثر مما قاله السارد.نمو فكري
وأكد الهندال أن الناقد المحلل ينطلق داخل النص، ويحاول إقامة علاقة ما بين النص ومجتمعه، لأن النص ابن المجتمع والزمن، لكن هذا ليس معناه أنه انتهى مع ذلك الزمن، فالنص يكون حياً إذا كان مناسباً، وفي حالة نمو فكري قابلة للتحليل في الأزمة التي بعده، و»هناك نصوص كثيرة وقديمة ألفت قبل مئات السنين، ونحن لو قرأناها في زمننا الحالي لاختلفت لغتنا وخطابنا عن خطاب النقاد الذين قاموا بقراءتها، والقراء عموما في ذلك الوقت، لذلك الناقد لديه الكثير ليقوله أكثر من السارد، الذي انتهى منطوقه بعد آخر صفحة من الكتاب».