قبل ساعات من أول زيارة خارجية لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للدولة العبرية للقاء رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو وخصمه السابق رئيس الكنيست بيني غانتس، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس مقتل جندي رشقه فلسطيني بالحجارة في بلدة يعبد في شمال الضفة الغربية المحتلة خلال عملية عسكرية في المنطقة.وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان أن الرقيب عميت بن إيغال أصيب «برشق حجارة في رأسه أثناء نشاط عملاني للجيش» في بلدة يعبد غرب مدينة جنين، مما تسبب في قتله، مبيناً أنه أول جندي يقتل خلال مهمة منذ بداية السنة.
وقال المتحدث الآخر أفيخاي أدرعي إن الجندي من مقاتلي لواء النخبة «غولاني» ويبلغ من العمر 21 عاماً ومن سكان رامات غان بتل أبيب، مؤكداً أن القوات شنت حملة اعتقالات بالمنزل الذي ألقيت منه الحجارة التي قتلت الجندي.وشدد المتحدث الآخر جوناثان كونريكوس على أن «يعبد معروفة بأنها بقعة ساخنة للإرهابيين والمتعاطفين والمؤيدين للأنشطة الإرهابية والكثير من راشقي الحجارة، ونحن نحقّق بما حدث ونقوم باعتقال المسؤولين عن ذلك».وفي حين تعهد نتنياهو بأن «ذراع إسرائيل الطويلة ستصل إلى الإرهابي وستحاسبه»، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن القوات الإسرائيلية استقدمت «تعزيزات عسكرية ودهمت عدداً من منازل المواطنين، واعتقلت 11 فلسطينياً بينهم أشقاء وسيدة من بلدة يعبد، وأصابت العشرات بحالات اختناق خلال مواجهات لاتزال قائمة عقب تجديد اقتحام البلدة».وجاء هذا الحادث بعد فترة هدوء نسبي في الضفة الغربية بعد أن قيد الفلسطينيون والإسرائيليون الحركة وتعاون الجانبان بقدر ما في الاستجابة لأزمة كورونا. غير أن التوتر بدأ يظهر من جديد مع احتمال توجه الحكومة الائتلافية الجديدة لإعلان السيادة على المستوطنات اليهودية وغور الأردن بالضفة الغربية.ويأتي ذلك عشية زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي تستمر 24 ساعة لإسرائيل، قبل أن تقسم الحكومة الجديدة اليمين غداً بعد أن أنهى اتفاق نتنياهو-غانتس على تشكيلها مناصفة لمدة 18 شهراً أطول فترة جمود سياسي تعيشها الدولة العبرية.
صفقة القرن
واعتبر بومبيو، أن «صفقة القرن» خطة واقعية وتستجيب لمطالب الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكداً أن «هذا قرار ستتخذه الحكومة الجديدة وأريد أن أفهم كيف تفكر بذلك».وقال بومبيو، لصحيفة «يسرائيل هيوم» أمس، «سأطلع نتنياهو وغانتس على التقدم الذي قمنا به بشأن رؤية الرئيس ترامب للسلام، وأعتزم الاستماع إلى ما يفكران به في هذا الخصوص. وتطبيقها بأفضل صورة لها».وتطرق بومبيو إلى معارضة دول عربية للضم، وقال: «كنا على اتصال مع جميع هذه الدول، وهي شريكة وصديقة جيدة. وأعلم أنها قلقة ولقد أخذنا ذلك بالحسبان في رؤية السلام. وبالإمكان رؤية ذلك في الوثيقة. وجميع هذه العناصر هي جزء من اللعبة. وصنعنا خطة تمنح حياة جيدة أكثر للشعب الفلسطيني، وهذا مهم لتلك الدول العربية أيضاً».وحول المعارضة الأوروبية للخطة ووصفها بأنها تقتل السلام، أضاف بومبيو: «قلنا مرات عديدة في الماضي إن الخطة تدفع السلام قدما، وهي واقعية، خلافا لخطط تم طرحها في الماضي. وتلك الخطط لم تمكن مفصلة ولم تكن قابلة للتنفيذ. ونعتقد أن هذه الخطة تستجيب للمطالب الأساسية للإسرائيليين والفلسطينيين، وهي مفصلة وقابلة للتطبيق».وتابع: «لقد أوضحنا قناعتنا حيال ما نراه يتماشى مع القانون الدولي. وأوضحنا أيضا أن بإمكان إسرائيل اتخاذ قراراتها القانونية ورأينا ذلك عندما قررت المحاكم في إسرائيل بشأن قطعة أرض، وما إذا كان الاستيطان فيها يستجيب لمطالب القانون الإسرائيلي أم لا. وهذا سيكون قرارا إسرائيليا، وسنشارك بآرائنا بأفضل طريقة وبحيث يتجانس مع رؤية السلام».في السياق، كشفت مصادر في قيادة المنظمات اليهودية الأميركية، أن إدارة ترامب، تعيد النظر في موقفها الداعم لاتخاذ قرار سريع للضم، وترى أنه يجب إعطاء مجال أكبر للدبلوماسية وعدم إغلاق الطريق أمام الفلسطينيين. وأكدت المصادر أن بومبيو سينقل رسالة بهذا الخصوص من ترامب إلى نتنياهو وغانتس، وسيحاول إقناعهما بذلك.رد أوروبي
الى ذلك، قال ثلاثة دبلوماسيين إن فرنسا تحث شركاءها بالاتحاد الأوروبي على بحث تهديد إسرائيل برد صارم إذا مضت قدما في ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، موضحين أن بلجيكا وأيرلندا ولوكسمبورغ تريد أيضاً مناقشة إمكانية اتخاذ إجراءات اقتصادية عقابية خلال اجتماع لوزراء الخارجية يوم الجمعة رغم أن جميع الدول الأعضاء وعددها 27 عليها أن توافق على أي إجراء جماعي.ووفق نتنياهو، فإن الحكومة ستبدأ في يوليو في بحث توسيع السيادة الإسرائيلية لتشمل المستوطنات اليهودية وغور الأردن في الضفة الغربية، وهو ما جرى بحثه في إطار خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط المعروف باسم «صفقة القرن»، التي حذر الفلسطينيون من أنها ستقتل آمال احلال السلام على المدى البعيد.أمن إسرائيل
وفي المقابل، حذر مراقبون إسرائيليون من أن تنفيذ خطة الضم من شأنها أن تتسبب بهزة عميقة في العلاقات الاستراتيجية مع الأردن، مشيرين إلى أن المملكة تعتبرها كلمة مرادفة لفكرة الوطن الفلسطيني البديل، وتعتبر خطوة كهذه خرقا جوهريا لاتفاق السلام بين الدولتين.وأشار المراقبون إلى أن الحدود الشرقية لإسرائيل تتميز باستقرار كبير، بالهدوء وبمستوى متدنٍ جداً من الاحتكاك، بخلاف عشرات السنين مع جبهة شرقية معادية، مبينين أن استقرار إسرائيل يعتمد على ثلاثة أشياء هي قدرة جيشها واستخباراتها واستقرار الاردن والتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية.