بعد تسريب نيابي أكد دفع تعويضات عن الهجوم الذي يعود إلى عام 2011، فتح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المجال أمام تسوية قضية الاعتداء على السفارة البريطانية في طهران عبر التفاوض.

وقال ظريف في تصريحات أمس: "إن دفع غرامة في قضية السفارة البريطانية في طهران، يقتضي من الجانبين التفاوض"، لكنه نفى اتخاذ أي إجراء حتى الآن في هذا الصدد أو إجراء أي مباحثات مع لندن حول دفع تعويضات عن الخسائر.

Ad

وأضاف: "هناك قواعد على الساحة الدولية، وصرحت الحكومة بأن حماية السفارات الأجنبية في إيران هي مسؤوليتها، وأكد جميع المسؤولين في البلاد ذلك".

وكان متظاهرون إيرانيون غاضبون قد عبثوا بمحتويات السفارة البريطانية في طهران عام 2011 وألحقوا بعض الأضرار بمبناها.

وجاء نفي ظريف للتفاوض مع لندن بعد أن أكد النائب عن طهران في البرلمان أحمد مازني، الأحد الماضي، أن إيران دفعت "مليوناً و300 ألف جنيه إسترليني، تعويضات عن الخسائر الناتجة عن مهاجمة عناصر خارجة عن القانون للسفارة البريطانية في طهران".

يُذكر أن مجموعة من القوات بملابس مدنية، وصفتها وسائل الإعلام الحكومية بـ"طلاب الباسيج" دخلوا السفارة البريطانية لدى إيران، وبعد إنزال العلم البريطاني والشعار الملكي، أضرموا النار في بعض وثائق المقر الدبلوماسي. وفي الوقت نفسه، تعرضت حديقة مقر إقامة موظفي السفارة البريطانية، شمالي طهران، للهجوم.

لا مفاوضات

من جانب آخر، أكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده لن تتفاوض مع أميركا.

وقال تعليقاً على بعض الآراء التي تتحدث عن احتمال الحوار مع الولايات المتحدة: "ليس هناك أي حوار جار مع أميركا، لأن الأميركيين أثبتوا ألا جدوى من الحوار معهم ولا يمكن الاعتماد على نتائج مثل هذا الحوار" حتى في حال إجرائه.

ويأتي تصريح ظريف، الذي لم يستبعد إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة حتى بعد قيامها بقتل قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" قاسم سليماني في بغداد، في وقت ثار سجال بين طهران وواشنطن بشأن تبادل السجناء.

وتطرق المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي إلى اتهامات أميركية حول "تقاعس إيران في قضية تبادل السجناء"، قائلاً: "تصريحاتكم عبثية! د. ظريف وضع منذ سبتمبر عام 2018 موضوع التبادل الشامل للسجناء على الطاولة وطلب من واشنطن التصرف بمسؤولية تجاه الإيرانيين الرهائن في أميركا والدول الأخرى بإيعاز من أميركا". وأضاف أن "نظامكم رد على ذلك بعدم اكتراث حتى الآن وعرّض حياتهم للخطر، العالم ينظر إلى أعمالكم وليس كلامكم. أطلقوا سراح مواطنينا".

وفي وقت سابق و"بطريقة ساخرة"، حضّ القائم بأعمال نائب وزير الداخلية الأميركي كين كوتشينيلي طهران على إرسال طائرة لاستعادة مواطنيها بعد أن قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، إن بلاده عرضت "منذ مدة" مبادلة جميع السجناء الإيرانيين والأميركيين، لكنها لا تزال تنتظر رد الولايات المتحدة.

وقال كوتشينيلي المعروف بمواقفه المتشددة حيال الهجرة عبر "تويتر": "لدينا 11 من مواطنيكم وهم من الأجانب الموجودين بصورة غير شرعية ونحاول إعادتهم إلى بلدكم".

تشييع البحارة

إلى ذلك، شيعت صباح أمس جثامين 19 من أفراد البحرية الإيرانية الذين لقوا حتفهم بحادث خلال مناورات بمشاركة الفرقاطة "جماران" والسفينة الحربية "كنارك".

وفي حين لم تعلن تفاصيل الحادث رسمياً حتى الآن، نشرت "الجريدة" نقلاً عن مسؤول إيراني رفيع أن الحادث ناتج عن خلل فني بالسفينة التي طورتها طهران لاستخدامها في مهام تلغيم بمياه الخليج.

وبعث رؤساء السلطات الثلاث، الحكومة والقضاء والبرلمان برسائل تعزية لأهالي الضحايا. وكان رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني الوحيد الذي ذكر "السفينة كنارك" في نصّ رسالته، ودعا إلى إجراء تحقيق شفاف في الحادث.