● "لحن الغريب"، و"بيدر فواصل"، و"على مرمى رصاصة"... كيف تنامى إيقاع القصيدة لديكِ عبر مجموعاتك الشعرية الثلاث الصادرة بتوقيعك حتى الآن؟
- "لحن الغريب" مجموعتي الشعرية الأولى، وهي عبارة عن نصوص سبق أن نشرتها في صحف محلية وعربية في وقت مبكر من كتابتي، أي قبل نحو عقدين أو أكثر، وقد جاءت المجموعة على شكل بوحٍ داخلي وجداني لأسئلة كانت تشغلني في فترة مبكرة من الشباب، لذلك كانت غنية بالصور إلى جانب الفكرة والعاطفة في الوقت ذاته.أما مجموعتي الثانية "بيدر فواصل"، فقد اختلفت عن الأولى من عدة جوانب، أهمها التطور في استخدام الأدوات والمهارة في توظيف الفكرة مع الصورة الجمالية، وكان فيها محاكاة للواقع المعاش وهموم الحياة بشكل أكبر، في حين جاءت المجموعة الثالثة "على مرمى رصاصة" على شكل ومضات شعرية وثقتُ فيها حالات إنسانية عشناها في مرحلة الحرب في بلدي سورية.● كيف يكتسب الشاعر عمق اللغة كما هو واضح في قصائدك، وأيهما تنشغلين به أكثر: اللغة أم تقنية الكتابة؟
- القراءة هي الرافد الأول للمخزون الفكري والإبداعي لأي مبدع، فهي التي تغذي اللغة والثقافة، وتضيف إلى الصورة الجمالية عند الشاعر، أما عن العلاقة بين اللغة وتقنية الكتابة فهي متشابكة ومتداخلة يحتاج النص الإبداعي إلى كلتيهما، كي يرقى إلى مستوى الإبداع.● رغم روعة قصيدة النثر فإنه يطغى على بعض من يكتبونها التلغيز والغموض.. فما السبب؟
- قصيدة النثر فن صعب، ومن ثم تشكل تحدياً أمام الشاعر، لذا يلجأ البعض إلى تكثيف الفكرة والصورة المتخيلة جداً، وهنا يقع في فخ الغموض والترميز، وفي النهاية لكل كاتب بصمته الخاصة في هذه القصيدة، ولا يمكن الحكم على الجميع بمنظور واحد أو معايير متشابهة.● إذا عقدنا مقارنة بين القصيدة العمودية وقصيدة النثر، برأيك ما التوصيف الدقيق لكل منهما؟
- ببساطة قصيدة النثر هي خروج على الضوابط التقليدية في الشعر، وخروج عن المألوف الشعري الذي صبغ الشعر العربي لقرون عديدة، أي شكل من أشكال الحرية وتمازج الثفافات في الشعر، أما القصيدة العمودية فهي التزام بالقواعد والشروط والضوابط التي حددها الفراهيدي، أي مساحتها التفعيلة والوزن والقافية... إلخ، والأبحر الـ16 المعروفة، أي القانون والخصوصية.● في ظل العقبات التي تواجه الكثير من المبدعين عربياً، لطباعة أعمالهم، ما رأيك في النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ وما أبرز إيجابياته وسلبياته؟
-هناك دائماً جدل حول الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي، وبرأيي أن هذه الوسائل كانت إيجابية من ناحية أنها أتاحت للمبدع الوصول إلى شريحة واسعة من القراء، كما أنها أسهمت في الاطلاع على تجارب الآخرين وعلى التمازج المعرفي والثقافي، أما الجوانب السلبية فأولها ضياع حقوق النشر، وكثرة السرقات الأدبية، إضافة إلى تدني مستوى اللغة، واستسهال الكتابة عند الكثيرين، بحيث يأخذ الرث مساحة أكبر على حساب الجيد والثمين، وتضيع المعايير الدقيقة.● درستِ الأدب الإنكليزي في جامعة دمشق، ألم تفكري في كتابة الشعر بالإنكليزية، أو ترجمة بعض نصوصكِ إليها، لتوسيع دائرة القراء من ثقافات أخرى؟
- أنا أكتب بلغتي التي أعشقها وليست لديّ النية للكتابة بلغة أخرى، ربما هذه المهمة تقع على عاتق من يعمل في الترجمة، كما أن كتابة الشعر بلغة أخرى تتطلب معرفة عميقة بثقافة الآخر، وطبيعة تفكيره وعاداته وتقاليده... إلخ.● ما رأيك في ما يُعرف بـ"الأدب النسوي"، هل تعترفين بهذا المصطلح من زاوية إلصاقه بالنصوص التي تبدعها المرأة؟
- اختلفت الآراء بين النقاد والمثقفين حول ماهية الأدب النسوي، وذهب البعض إلى تصنيف كل ما يكتب بأقلام نسائية تحت عنوان الأدب النسوي، واعتبر البعض أن المرأة لم ترقَ بكتاباتها إلى مستوى ما يكتبه الرجل، طبعاً بالنسبة إليّ أعتبر ذلك إجحافاً بحق المرأة المبدعة، فما تكتبه المرأة لا يختلف عما يكتبه الرجل، وكلاهما يمتلك الفكر والرؤية تجاه القضايا الإنسانية، وإن كانت هناك فوارق فهي فردية لا تندرج تحت ما يُسمى الجنس أو الجندر، ونحن نعلم أن هناك شعراء وأدباء تبنوا قضية المرأة، وحكوا بلسان حالها عن قضاياها بأكثر مما كتبت هي، ومن ثم فإن ما يُسمى "الأدب النسوي" هو بنظري الأدب الذي يهتم بقضايا المرأة، سواء كان بقلم رجلٍ أو امرأة، وأي تصنيف آخر برأيي غير عادل.● برأيك، ماذا تمثل الجوائز بالنسبة إلى المبدع؟
- الجوائز مهمة لتشجيع المبدع وتحفيزه على تطوير أدواته لينافس ويقدِّم الأفضل، ولكن أعتقد أن أغلب الجوائز والتكريمات التي تقام سواء في العالم العربي أو حتى على مستوى العالم، تلعب فيها العلاقات الشخصية والمصالح دوراً كبيراً، حتى أنه يجري تسييسها في أغلب الأحيان.● ما مشروعك الأدبي الذي تعكفين عليه حالياً؟
- لديّ ديوان رابع قيد الطبع أتمنى أن تسمح الظروف ويرى النور قريباً.