يبدو أن فيروس «كورونا» عاقد العزم على اختراق جميع حصون الأمن الغذائي في البلاد، وضرب الجمعيات التعاونية بقوة، وإسقطاها واحدة تلو الأخرى، في فخاخه المستجدة، فخلال الأيام الثلاثة الماضية سجلت قرابة 5 «تعاونيات» مئات الإصابات بمرض «كوفيد 19» بين صفوف عمالها وموظفيها، وكان آخرها إعلان جمعية النزهة، أمس الأول، تأكد إصابة 111 موظفا وعاملا لديها (بواقع 109 موظفين، وعاملين)، من أصل 230 أخذت منهم مسحات مخبرية، وفقا لمصادر صحية مطلعة.

وقالت مصادر إن «فريقا من إدارة الصحة العامة أجرى مسحات الأنف والبلعوم للعاملين في السوق المركزي، الجمعة الماضي، أظهرت وجود عشرات الإصابات السالف ذكرها»، وتم نقل المصابين إلى مدارس معدة لتلقي العلاج بالمنطقة، إضافة إلى حجر البقية في مدارس أخرى ممن كانت نتائج فحصهم سلبية.

Ad

إصابة في «الضاحية»

كما أعلن رئيس مجلس إدارة جمعية ضاحية عبدالله السالم والمنصورية عبدالوهاب الفارس قيام الجمعية بعمل مسحات الأنف لموظفيها ومتطوعيها وجميع العسكريين الذين يعملون في محيط المنطقة، كإجراء استباقي احترازي لحماية مرتادي الجمعية والتأكد من سلامتهم.

وقال الفارس إنه «سبق للجمعية إجراء فحوصات الدم لـ٣١١ موظفا ومتطوعا لديها، وجميع النتائج سلبية، ماعدا زميلا واحدا، وهو حاليا بخير ويتماثل للشفاء»، كاشفا عن مخاطبة وزارة الصحة لتوفير الباصات المتنقلة لعمل فحص عشوائي بأقرب وقت ممكن، لزيادة الاطمئنان على أبناء المنطقة، وكإجراء استباقي لمحاربة الوباء والحد من انتشاره.

مسحات عشوائية

إلى ذلك، سارعت العديد من «التعاونيات»، بالتنسيق مع وزارة الصحة، إلى أخذ مسحات مخبرية لموظفيها وعمالتها، والتوسع في طلب إجراء المسحات العشوائية لتشمل أكبر قدر ممكن من أهالي وقاطني مناطق عملها، للتأكد من خلوهم من الإصابة بالفيروس.

وأكد عضو مجلس إدارة جمعية الشامية والشويخ التعاونية محمد الخرافي إجراء وزارة الصحة 114 مسحة أنف، للتأكد من سلامة جميع العاملين لدى الجمعية، حفاظا على سلامة السكان ومرتادي الجمعية، موضحا أن نتائج الفحوصات ستظهر خلال يومين، مشيدا بجهود «الصحة»، وسرعة استجابتها والاهتمام الكبير الذي توليه في مثل هذا الظرف الطارئ.

417 مسحة في «العديلية»

أما رئيس مجلس إدارة جمعية العديلية التعاونية عمر الرويح فكشف أن إجمالي المسحات المخبرية التي أخذت بمعرفة وزارة الصحة من أهالي وسكان المنطقة على مدى اليومين الماضيين بلغت 417.

وأوضح الرويح، لـ»الجريدة»، أنه تم أخذ 217 مسحة الاثنين، و200 الثلاثاء، والنتائج ستظهر في غضون ساعات، مبينا أن الهدف من المسحات هو التأكد من عدم تفشي فيروس كورونا بين قاطني المنطقة، لاسيما عقب اكتشاف إصابة 71 من العاملين.

وتوجه بالشكر إلى وزارة الصحة، على التعاون الكبير الذي أبدته، وتجاوبها السريع لطلب مجلس الإدارة بأخذ مسحات من أكبر عدد ممكن من أهالي وسكان المنطقة.

30 مليون كمام على أرفف الجمعيات

علمت "الجريدة" أن اتحاد الجمعيات التعاونية يعكف حاليا على وضع آلية محددة لتوزيع 30 مليون كمام، تسلمها من وزارة الصحة، على الجمعيات كافة المنتشرة في جميع المناطق.

ووفقا لمصادر مطلعة، فإن هذا العدد الضخم من الكمامات سيكون متاحا أمام عموم المستهلكين عبر "التعاونيات" خلال أيام، موضحة أن عملية التوزيع ستأخذ بعين الاعتبار إجمالي المساهمين في كل جمعية، والكثافة السكانية وأعداد القطع، لافتة إلى أن تكلفة البيع للكمام الواحد لن تزيد على 100 فلس.

وبينت المصادر أن مجلس إدارة الاتحاد عقد أخيرا اجتماعا مع مسؤولي وزارة الشؤون للتباحث حول آلية التوزيع العادلة، مشيرة إلى أن بعض أعضاء الاتحاد قاموا بمعاينة الكمامات قبل تسلمها، والتأكد من جودتها قبل طرحها في الأسواق التعاونية.

إلى ذلك، خاطب رئيس اتحاد الجمعيات مشعل السيار وكيل وزارة التجارة والصناعة، بشأن إصدار قرار بتقليص ساعات عمل الأسواق المركزية التعاونية، اعتبارا من اليوم، لتكون كالآتي: الفترة الصباحية من 9 حتى 2 ظهرا، والمسائية من 8 حتى 1:30 صباحا.

كما أصدر السيار تعميما على مجالس إدارات "التعاونيات" كافة، بشأن السماح للأسواق التعاونية بفتح مخازنها لتسلم البضائع والسلع المختلفة من الساعة الثانية بعد منتصف الليل حتى العاشرة صباحا.