قبل يوم من أداء حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة اليمين الدستورية، وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى إسرائيل صباح أمس، في أول تحرك خارجي له منذ شهرين، والذي غاب عنه سفير واشنطن ديفيد فريدمان، في إجراء «وقائي» لمعاناته من «عوارض تنفسية».واستبق بومبيو مباحثاته المطولة مع نتنياهو ومنافسه السابق ووزير الدفاع في الحكومة المقبلة بيني غانتس حول مخطط إسرائيل المثير للجدل لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة وخصوصا غور الأردن، وهاجم إيران بشدة، واتهمها باستخدام مواردها من أجل «بث الرعب» في وقت يعاني شعبها أزمة صحية واقتصادية مدمرة.
وقال بومبيو: «يستخدم الإيرانيون موارد نظام آية الله لإثارة الرعب في جميع أنحاء العالم حتى أثناء هذا الوباء، وفي وقت يكافح الشعب الإيراني بقوة، وهذا يشي بالكثير عن هؤلاء الذين يقودون هذا البلد»، مؤكدا أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها والولايات المتحدة تؤيدها.وأضاف بومبيو، لدى لقائه نتنياهو في مكتبه، «سنبحث موضوع العدوان الإيراني والتصدي له بعد الحديث عن وباء كورونا، وسنتناول ثالثا فرص تحقيق السلام والأمن بناء على التفاهمات التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب في 28 يناير الماضي»، مؤكدا أنه «تبقى علينا إنجاز ذلك بالعمل، ويجب علينا تحقيق تقدم في ذلك، وأنا أتطلع لذلك قدما».وفي حين وصف إسرائيل بأنها «شريك عظيم يتبادل المعلومات على عكس دول أخرى تحاول التعتيم والإخفاء»، في إشارة ضمنية إلى الصين، أكد بومبيو الالتزام بخطة ترامب المعروفة باسم «صفقة القرن»، معتبرا أن «حكومة الوحدة التي سيتم تنصيبها اليوم هي فرصة لإنجازها».وإذ وصف زيارة بومبيو بأنها «شهادة على قوة تحالفنا»، أشاد نتنياهو بالضغوط الأميركية المستمرة على إيران، في ظل استمرار «مخططاتها وأعمالها العدوانية ضد الأميركيين والإسرائيليين والجميع في المنطقة».وفي أول رحلاته الخارجية منذ تفشي الوباء منذ شهرين، حطت طائرة بومبيو صباح أمس في مطار بن غوريون بتل أبيب، وفي إجراء «وقائي» لم يلتق السفير الأميركي ديفيد فريدمان الذي يعاني «عوارض تنفسية»، مع أن الفحوص أثبتت أنه غير مصاب بفيروس كورونا، بحسب الناطق باسمه.وقبل يوم الموعد المقرر للحكومة الجديدة لأداء اليمين، استقال غانتس من رئاسة الكنيست تنفيذا لاتفاقه مع نتنياهو، الذي ينص على تشكيل حكومة وحدة تستمر ثلاث سنوات، يشغلها كل منهما لمدة 18 شهراً.ومساء أمس الأول عيّن نتنياهو، الذي استطاع تكريس نفسه كأطول رئيس حكومة في إسرائيل، الرئيس السابق للكنيست يولي إدلشتاين وزيراً للصحة، وهو منصب بالغ الأهمية، نظرا للميزانية المرصودة للوزارة من أجل مكافحة فيروس كورونا.
تحذير فلسطيني
وغداة تأكيد بومبيو أن إسرائيل ستتخذ قرار «موعد وكيفية المضي قدماً» في تنفيذ خطة الضم، أوضح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات أن الخارجية الأميركية لم تتواصل مع رام الله قبل الزيارة، معتبرا ان «تعاون إدارة ترامب مع إسرائيل بالخطة الخاصة بها، محاولة لدفن حقوق الشعب الفلسطيني، وهجوم صارخ على قواعد النظام الدولي».وعشية وصول بومبيو، حذرت حركة فتح، بزعامة الرئيس محمود عباس، من أن ضم إسرائيل للأرض يهدد المنطقة بدوامة من العنف، منبهة إلى «حالة الاحتقان والغليان الشعبي والرسمي منذ إعلان صفقة القرن».وقال المتحدث باسم الحركة حسين حمايل، في بيان، إنه في حال إقدام إسرائيل على ضم أراض في الضفة «فإنها ستقود نفسها والمنطقة إلى دوامة من العنف لن تنتهي»، مضيفا: «الشعب الفلسطيني سيواجه ما تقوم به، ولن يمرر مخططاتها المتطرفة، وعلى العالم أن يتصدى لإسرائيل، وعبث الإدارة الأميركية الحالية».وبعث وزير الخارجية رياض المالكي رسائل إلى عدد من نظرائه بالاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن، لحشد مواقف الدول في مواجهة وردع المخططات الإسرائيلية، محذرا من «خطورة ترسيخ سلطة الاحتلال غير الشرعي لفلسطين، وأثره على حقوق الشعب في تقرير المصير والاستقلال، وأثر ذلك على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين».تداعيات ومواجهات
وفيما اعتبر المالكي أن «الضم يشكل ضربة قاتلة للقانون الدولي، ويقوض آفاق حل الدولتين ويمهد لتجسيد الابارتهايد، والفصل العنصري»، وجهت فصائل قطاع غزة رسالة تحذيرية لإسرائيل من تداعيات الاقتراب من الأغوار والمستوطنات.وفي كلمة نيابة عن الفصائل، قال مسؤول جهاز العمل في حركة حماس أشرف زايد، في مؤتمر شعبي بمدينة غزة، «نحذر الاحتلال من أن قرار ضم الضفة، ستلحق به أضرارا جسيمة، فالشعب لن يمرر هكذا مؤامرة، وستؤدي هذه الخطوة إلى ردود أفعال لن يستطيع الاحتلال السيطرة عليها»، داعيا العرب والمسلمين إلى «الوقوف أمام مسؤولياتهم بالدفاع عن القضية، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني».وأعلنت وزارة الصحة مقتل فتى فلسطيني أمس برصاصة مباشرة في الرأس في مخيم الفوار بمحافظة الخليل، أثناء مواجهات جدية قبل وصول وزير الخارجية الاميركي.