أوروبا تفتح حدودها الداخلية لإنقاذ الصيف من فيروس كورونا

• دول تواصل تخفيف القيود رغم ارتفاع الإصابات
ولايات تنتفض على ترامب البرازيل

نشر في 14-05-2020
آخر تحديث 14-05-2020 | 00:05
تسعى الدول الأوروبية إلى فتح حدودها فيما بينها، في أول تحرك عالمي بهذا الحجم لإعادة فتح الحدود منذ تفشي فيروس كورونا، في محاولة لإنقاذ موسم الصيف، بينما واصلت دول العالم تخفيف قيود العزل، رغم أن بعضها يشهد ارتفاعاً في الإصابات.
قرّرت دول أوروبية البدء بفتح الحدود فيما بينها تدريجياً، في محاولة لإنقاذ موسم الصيف والقطاع السياحي، الذي تضرر بشدة من جراء الفيروس.

وأعلنت وزيرة السياحة والزراعة النمساوية إليزابيث كوستينغر، أمس، أن بلادها وألمانيا قرّرتا إعادة فتح الحدود للتنقل الحر بينهما في 15 يونيو المقبل، بعد إغلاقها في منتصف مارس.

وأضافت أن هذا القرار اتخذ "بعد مناقشات" بين قادة البلدين، وسيسبقه تخفيف لشروط عبور الحدود في 15 مايو.

بدورها، قررت الحكومة الألمانية تطبيق تخفيف حذر للرقابة على الحدود مع النمسا، اعتبارا من السبت المقبل، وإعادة فتح حدودها منتصف يونيو، رغم تسجيلها حتى أمس أكثر من 171100 إصابة و7616 وفاة.

وأعلن وزير الداخلية الألماني هورست شيهوفر أن بلاده، كما جيرانها فرنسا والنمسا وسويسرا، "وضعت لنفسها هدفا واضحا هو العودة الى حرية التنقل في أوروبا، اعتبارا من منتصف يونيو".

وفي بلغراد، قال وزير الصحة الكرواتي غاري كابيلي إن بلاده تتوقع فتح حدودها أمام السائحين من مواطني سلوفينيا في غضون أيام، ومواطني ألمانيا أيضا، في موعد أقصاه 15 يونيو.

وبينما تعتزم سويسرا إعادة فتح حدودها مع ألمانيا والنمسا، اعتبارا من 15 يونيو أيضاً، حسبما أكدت وزارة العدل السويسرية، أمس، قالت وزارة الداخلية البولندية إنه تقرر تمديد العمل بالقيود الصارمة على الحدود حتى 12 يونيو، في حين أفاد مصدران من وزارة الخارجية في مدريد، أمس، بأن إسبانيا تعتزم الإبقاء على حدودها مغلقة أمام الوافدين، حتى يوليو.

وفي بروكسل، عرض الاتحاد الأوروبي، أمس، توصياته لإنقاذ موسم الصيف.

وشدّدت المفوضية الأوروبية على أن "إعادة فتح الحدود يجب أن تتم بشكل منسق بأكبر قدر ممكن، ومن دون تمييز".

وذكرت مفوضة الصحة بالاتحاد الأوروبي، ستيلا كيرياكيديس أن مواطني الاتحاد الأوروبي يمكن أن يتطلعوا بحذر للسياحة هذا الصيف، لكن يتعين أن يدركوا المخاطر المرتبطة به.

ورغم حلولها في المرتبة الثانية من حيث الإصابات في العالم، بعد الولايات المتحدة، فإن روسيا بدأت رفعاً حذراً لإجراءات العزل في بعض المناطق، حيث فُتحت بعض المتاجر على غرار صالونات تصفيف الشعر، لكن معظم الأماكن العامة لا تزال مغلقة بما في ذلك المطاعم، في حين تُحظّر التجمّعات حتى إشعار آخر.

وفي أول تخفيف متواضع لإجراءات العزل السارية، منذ أواخر مارس في بريطانيا، أصبح بمقدور سكان إنكلترا مغادرة منازلهم اعتباراً من أمس، كما تم تشجيعهم على الذهاب إلى العمل إذا لم يتمكنوا من العمل من المنزل، وهكذا يمكن لسكان إنكلترا فقط الآن ركوب سياراتهم للذهاب إلى الحديقة أو لعب التنس أو الغولف أو الالتقاء بصديق أو الذهاب إلى متجر زراعي، ولكن مع احترام مسافة مترين تطبيقا للتباعد الاجتماعي، وإلا ستتم مخالفتهم ودفع غرامة بقيمة 100 جنيه استرليني (113 يورو).

دبي

وفي السياق، قررت إمارة دبي إعادة فتح الحدائق العامة أمام الجمهور باشتراطات وقائية، والسماح للفنادق بمعاودة فتح شواطئها الخاصة أمام النزلاء، بشروط تهدف للحد من الإصابة بالفيروس، بعد إغلاق دام عدة أسابيع.

وقالت اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث بدبي، في بيان أمس، إنها قررت تطبيق تخفيف جزئي على قيود الحركة في الإمارة.

وفي الدوحة، أعلنت وزارة التجارة والصناعة القطرية تخفيف القيود على أنشطة المطاعم والمقاهي، والسماح لها باستئناف أنشطة توصيل الطلبات للزبائن، مشيرة الى أن هذا القرار "قابل للتعديل والتحديث وفق التطورات والمستجدات بهذا الشأن".

ترامب

وفي واشنطن، دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن توجهاته لإعادة فتح النشاط الاقتصادي في بلاده، وأكد أن "نجاح خفض أعداد الوفيات لم يكن ليتحقق من دونه أو من دون مساندة الحكومة الفدرالية".

وكتب ترامب، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، أن "الأرقام تنخفض في معظم أجزاء البلاد، حيث تتنامى الرغبة بإعادة فتح الولايات مرة أخرى، إن ذلك يتحقق بشكل آمن". وتابع: "كل حاكم لديه موافقات مسبقة على التعامل مع أزمة كورونا، وأنا سعيد بهم جميعا، ولم يكن في جميع الأحوال الوصول لهذه الأرقام والنجاحات من دوني أو من دون مساندة الحكومة الفدرالية".

كما انحاز الرئيس الأميركي إلى شركة "تيسلا" رائدة السيارات الكهربائية الأميركية، داعيا سلطات كاليفورنيا للسماح بإعادة فتح مصنع الشركة، بعد أن خرق رئيسها إيلون ماسك قرار الإغلاق في الولاية.

اقتراح ترامب بفتح الاقتصاد قوبل بالرفض من بعض الولايات. وفي هذا السياق، قررت منظومة التعليم الجامعي في ولاية كاليفورنيا إلغاء الفصل الدراسي في الخريف، كما أكدت مقاطعة لوس انجلس أنه سيتم تمديد أوامر البقاء في المنزل ثلاثة أشهر على الأرجح.

يأتي ذلك بعدما قال أنتوني فوتشي كبير الخبراء في مجال مكافحة الأمراض المعدية بالولايات المتحدة للكونغرس، أمس الأول، إن رفع القيود الصارمة قد يؤدي إلى موجات تفش جديدة للمرض.

وسجلت الولايات المتحدة، أمس الأول، 1203 وفاة، ليرتفع الإجمالي إلى 82 ألفا و10 حالات.

في غضون ذلك، أعلنت الناطقة باسم البيت الابيض كايلي ماكيناني، أن نائب الرئيس مايك بنس، الذي أصيبت المتحدثة الإعلامية باسمه كايتي ميلر بالفيروس، قرر عدم الاقتراب كثيرا من الرئيس ترامب و"الإبقاء على مسافة" معينة بينهما، لعدة ايام.

وقالت ماكيناني، إن بنس الذي يترأس خلية العمل الخاصة بمكافحة الفيروس "اتخذ قراره بالابقاء على مسافة من الرئيس لأيام، وهذا هو قراره الشخصي".

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها منحت عقدا بقيمة 138 مليون دولار لشركة تصنيع حقن، للمساهمة في الإفراج السريع عن لقاح لـ"كورونا"، اعتبارا من الخريف.

ويهدف العقد إلى تسريع مشروع تشارك فيه وزارة الصحة ومصرف الاستثمارات الأميركية "جيفيريز"، لتطوير قدرات شركة "أبيجيك سيستمز أميركا" المتخصصة في هذه الحقن الصغيرة، التي تستخدم لمرة واحدة.

وأكدت "البنتاغون"، أن هذا العقد "سيزيد الطاقة الإنتاجية لهذه الحقن المصنعة محليا، اعتبارا من أكتوبر 2020"، مع هدف إنتاج 100 مليون حقنة معدة مسبقا بحلول نهاية العام.

وفي ساو باولو، أكدت وزارة الصحة البرازيلية أن حصيلة الوفيات بلغت 12400 حالة، بينم ارتفع عدد الإصابات الى نحو 180 ألفا، متجاوزة بذلك ألمانيا، لتصعد إلى المركز الـ7 عالميا من حيث عدد الإصابات.

في غضون ذلك، أعلن حكام 9 من ولايات البرازيل الـ 26، والمنطقة الاتحادية للعاصمة برازيليا، أنهم لن يتبعوا تعليمات الرئيس اليميني المتطرف جاير بولسونارو بإعادة فتح صالونات التجميل ومحلات الحلاقة والأكاديميات الرياضية.

back to top