لما كانت الليلة السادسة والسبعون بعد الخمسمئة قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن شماساً قال للملك: ان الله تعالى قد تقبل منا واستجاب إلى دعائنا وأتانا الفرج القريب مثلما آتى بعض السمك في غدير الماء فقال الملك: وما حكاية السمك؟ وكيف ذلك؟ فقال شماس: إنما أيها الملك أنه كان في بعض الأماكن غدير ماء وكان فيه بعض سمكات فعرض لذلك الغدير أنه قل ماؤه وصار ينضم بعضه إلى بعض ولم يبق من الماء ما يسعها فكادت أن تهلك وقالت: ما عسى أن يكون من أمرنا وكيف نحتال ومن نستشيره في نجاتنا؟ فقامت سمكة منهن وكانت أكبرهن عقلاً وسناً، وقالت: ما لنا حيلة في خلاصنا إلا الطلب من الله ولكي نلتمس الرأي من السرطان فإنه أكبرنا فهلموا بنا لننظر ما يكون من رأيه، لأنه أكبر منا معرفةً بحقائق الكلام فاستحسنوا رأيها وجاءوا بأجمعهم إلى السرطان فوجدوه رابضاً في موضعه وليس عنده علم ولا خبر بما هو فيه فسلموا عليه وقالوا له: يا سيدنا أما يعنيك أمرنا وأنت حاكمنا ورئيسنا فأجابهم السرطان قائلاً: وعليكم السلام ما الذي جاء بكم وما تريدون؟ فقصوا عليه قصتهم وما دهاهم من أمر نقص الماء وأنه متى نشف حصل لهم الهلاك، ثم قالوا له: وقد جئناك منتظرين رأيك وما يكون لنا فيه النجاة لأنك كبيرنا وأعرف منا فعند ذلك أطرق رأسه ملياً ثم قال: لا شك أن عندكم نقص عقلي ليأسكم من رحمة الله تعالى وكفالته بأرزاق خلائقه جميعاً، ألم تعلموا أن الله سبحانه وتعالى يرزق عباده بغير حساب وقدر أرزاقهم قبل أن يخلق شيئاً من الأشياء وجعل لكل شخص عمراً محدوداً ورزقاً مقسوماً بقدرته الإلهية فكيف تحملون هم شيء هو في الغيب مسطور والرأي عندي أنه لا يكون أحسن من الطلب من الله تعالى فينبغي أن يكون كل واحد منا يصلح سريرته مع ربه في سره وعلانيته ويدعو إلى الله أن يخلصنا وينقذنا من الشدائد، فإذا أصلحنا أحوالنا استقامت أمورنا وحصل لنا كل خير ونعمة، وإذا جاء الشتاء وغمرت أرضنا بدعاء صالح فلا يهدم الخير الذي بناه، فالرأي أن نصبر وننتظر ما يفعله الله بنا فأجابت الأسماك جميعها بفم واحد: صدقت يا سيدنا جزاك الله عنا خيراً، وتوجهت كل واحدة منهن إلى موضعها فما مضى إلا أيام قلائل إلا أتاهم الله بمطر شديد حتى ملأ الغدير زيادة عما كان أولاً وهكذا نحن أيها الملك كنا يائسين من أن يكون لك ولد وحيث منّ الله علينا وعليك بهذا الولد المبارك فنسأل الله تعالى أن يجعله ولداً مباركاً وأن تقر به عينك ويحله خلفاً صالحاً ويرزقنا منه مثلما رزقنا منك، فإن الله تعالى لا يخيب من قصده ولا ينبغي لأحد أن يقطع رجاءه من رحمة الله تعالى ثم أن الوزير الثاني سلم على الملك فأجابه الملك قائلاً: وعليكم السلام. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
الغراب والحية
وفي الليلة السابعة والسبعين بعد الخمسمئة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير الثاني لما دخل على الملك وسلم عليه فرد الملك: وعليك السلام فقال ذلك الوزير: إن الملك لا يسمى ملكاً إلا إذا أعطى وعدل وحكم وأكرم وأحسن سيرته مع رعيته بإقامة الشرائع والسنن المألوفة بين الناس وأنصف بعضهم من بعض وحقن دماءهم وكف الأذى عنهم ويكون موصفاً بعدم الغفلة عن فقرائهم وإسعاف أعلاهم وأدناهم وبإعطائهم الحق الواجب لهم حتى يصيروا جميعاً داعين له ممتثلين لأمره لأنه لا شك أن الملك الذي بهذه الصفة محبوب عند الرعية ونحن معاشر العبيد معترفون لك أيها الملك بأن الجميع ما وصفناه عندكم كما قيل: خير الأمور أن يكون ملك الرعية عادلاً وحكيمها ماهراً وعالمها خبيراً عاملاً بعلمه ونحن الآن متنعمون بهذه السعادة وكنا قبل ذلك قد وقعنا في اليأس من حصول ولد لك يرث ملكك ولكن الله جل اسمه لم يخب رجاءك وقبل دعاءك لحسن ظنك به وتسليم أمرك إليه فنعم الرجاء رجاؤك وقد صار فيك ما صار للغراب والحية فقال الملك: وكيف ذلك حكاية الغراب والحية؟ فقال الوزير: أيها الملك أنه كان غراباً ساكناً في شجرة هو وزوجته في أرغد عيش إلى أن بلغا زمان تفريخهما، وكان زمن القيظ فخرجت حية من وكرها وقصدت تلك الشجرة وتعلقت بفرعها إلى أن صعدت إلى عيش الغراب وربضت فيه ومكثت فيه مدة أيام الصيف وصار الغراب مطروداً لا يجد له فرصةً ولا موضعاً يرقد فيه فلما انقضت أيام الحر ذهبت الحية إلى موضعها فقال الغراب لزوجته: نشكر الله تعالى الذي نجانا وخلصنا من هذه الآفة وما أحرمنا من الزاد في هذه السنة لأن الله تعالى لا يقطع رجاءنا فنشكره على ما منّ علينا من السلامة وصحة أبداننا وليس لنا توكل إلا عليه وإذا أراد الله وعشنا إلى العام المقبل عوض الله علينا نتاجنا. فلما جاء وقت تفريخهما خرجت الحية من موضعها وقصدت الشجرة فبينما هي متعلقة ببعض أغصانها وهي قاصدة عش الغراب على العادة وإذا بحدأة قد انقضت عليها وضربتها في رأسها فخدشتها فعند ذلك سقطت الحية على الأرض مغشياً عليها وطلع عليها النمل فأكلها وصار الغراب مع زوجته في سلامة وطمأنينة وشكرا الله على سلامتهما وسلامة صغارهما، وعلى حصول الأولاد ونحن أيها الملك يجب علينا شكر الله على ما أنعم عليك وعلينا بهذا المولود المبارك السعيد بعد اليأس وقطع الرجاء أحسن الله ثوابك وعاقبة أمرك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
الحمار والثعلب
وفي الليلة الثامنة والسبعين بعد الخمسمئة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير الثاني لما فرغ من كلامه ختمه بقوله: أحسن الله ثوابك وعاقبة أمرك، ثم قام الوزير الثالث وقال: أبشر أيها الملك العادل بالخير العاجل والثواب الآجل لأن كل من تحبه أهل السماء والله تعالى قسم تلك المحبة وجعلها في قلوب أهل مملكتك فله الشكر والحمد منا ومنك لكي يزيد نعمته عليك وعلينا بك وأعلم أيها الملك أن الإنسان لا يستطيع شيئاً إلا بأمر الله تعالى وأنه هو المعطي وكل خير عند شخص إليه ينتهي قسم النعم على عبيده كما يحب فمنهم من أعطاه مواهب كثيرةً ومنهم من شغله بتحصيل القوت ومنهم من جعل رئيساً ومنهم من جعله زاهداً في الدنيا راغباً إليه لأنه هو الذي قال: أنا الضار النافع أشفي وأمرض وأغني وأفقر وأميت وأحيي وبيدي كل شيء وإلى المصير فواجب على جميع الناس شكره، وأنت أيها الملك من السعداء كما قيل: إن أسعد الأبرار من جمع الله له بين الدنيا والآخرة ويقنع بما قسم الله له ويشكره على ما أقامه فيه، قال الملك: ماذا حديثهما؟ قال الوزير: أعلم أيها الملك أن ثعلباً كان يخرج كل يوم من وطنه ويسعى على رزقه فبينما هو ذات يوم في بعض الجبال وإذا بالنهار قد انقضى وقصد الرجوع فاجتمع على ثعلب رآه ماشياً وصار كل منهما يحكي لصاحبه حكاية مع ما افترسه، فقال أحدهما: أنني بالأمس وقعت في حمار وحش وكنت جائعاً وكان لي ثلاثة أيام ما أكلت ثم رجعت إلى وطني ومضى علي ثلاثة أيام ما أجد شيئاً آكله ومع ذلك أنا شبعان إلى الآن، فلما سمع الثعلب الحكاية حسده على شبعه، وقال في نفسه: لا بد لي من أكل قلب حمار الوحش فترك الأكل أيام حتى انهزل وأشرف على الموت وقصر شعبه واجتهاده وربض في وطنه. فبينما هو في وطنه ذات يوم من الأيام وإذا بصيادين ماشيين قاصدين الصيد فوقع لهما حمار وحش فأقاما النهار كله في طرد أثره، ثم أن أحدهما رماه بسهم مشعب فأصابه ودخل جوفه واتصل بقلبه فقتله مقابل وكر الثعلب المذكور فأدركه الصيادان فوجداه ميتاً فأخرجا السهم الذي أصابه في قلبه فلم يخرج إلا العود وبقي السهم مشبعاً في بطن حمار الوحش فلما كان المساء خرج الثعلب من وطنه وهو يتضجر من الضعف والجوع فرأى حمار الوحش على بابه طريحاً ففرح فرحاً شديداً حتى كاد أن يطير من الفرح وقال: الحمد لله الذي يسر لي شهوتي من غير تعب لأني كنت لا آمل أني أصيب حمار وحش ولا غيره ولعل الله أوقع هذا وساقه إلي في موضعه ثم وثب عليه وشق بطنه وأدخل رأسه وصار يجول بفمه في أمعائه إلى أن وجد القلب فالتقمه بفمه وابتلعه فلما صار داخل حلقه اشتبك شعب السهم في عظم رقبته ولم يقدر على إدخاله في بطنه ولا على إخراجه من حلقه وأيقن بالهلاك فلهذا أيها الملك ينبغي للإنسان أن يرضى بما قسمه الله له، ويشكر نعمه ولا يقطع رجاءه من مولاه وها أنت أيها الملك بحسن نيتك، وإسداء معروفك رزقك الله ولداً بعد اليأس فنسأل الله تعالى أن يرزقه عمراً طويلاً وسعادة دائمة ويجعله خلفاً مباركاً موفياً بعهدك من بعدك بعد طول عمرك، ثم قام الوزير الرابع وقال: إن الملك إذا كان فهيماً عالماً بأبواب الحكمة. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.السائح
وفي الليلة التاسعة والسبعين بعد الخمسمئة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير الرابع لما قام وقال: ان الملك إذا كان فهيماً عالماً بأبواب الحكمة والأحكام والسياسة مع صلاح النية والعدل في الرعية وإكرام من يجب إكرامه وتوقير من يجب توقيره والعفو عند المقدرة إلا فيما لا بد منه ورعاية الرؤساء والمرؤوسين والتخفيف عنهم والإنعام عليهم وستر عوراتهم والوفاء بعهدهم كان حقيقاً بالسعادة، فإن ذلك مما يعيذه منهم ويعينه على ثبات ملكه ونصرته على أعدائه وبلوغ مأموله مع زيادة نعمة الله عليه وتوفيقه لشكره والفوز بعنايته. إن الملك إذا كان بخلاف ذلك فإنه لم يزل في مصائب وبلايا هو وأهل مملكته لكون جوره على الغريب والقريب ويصير فيه ما صار لابن الملك السائح، فقال الملك: وكيف كان ذلك؟ فقال الوزير: أعلم أيها الملك أنه كان في بلاد العرب ملك جائر في حكمه ظالم غاشم عاسف مضيع لرعاية رعيته ومن دخل في مملكته، فكان لا يدخل في مملكته أحد إلا ويأخذ عما له منه أربعة أخماس ما له ويبقى له الخمس لاغير، فقدر الله أنه كان له ولد سعيد موفق فلما رأى أحوال الدنيا غير مستقيمة تركها وهام سائحاً عابداً الله تعالى من صغره ورفض الدنيا وما فيها وذهب في طاعة الله تعالى سارحاً في البراري والقفاز داخلاً المدن، ففي بعض الأيام دخل تلك المدينة. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.وفي الليلة الثمانين بعد الخمسمئة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير قال للملك: لما دخل ابن تلك المدينة، فلما وقف على المحافظين أخذوه وفتشوه فلم يروا معه سوى ثوبين أحدهما جديد والآخر عتيق فنزعوا منه الجديد وتركوا له العتيق بعد الإهانة والتحقير فصار يشكو ويقول: ويحكم أيها الظالمون أنا رجل فقير وسائح وما عسى أن ينفعكم هذا الثوب وإذا لم تعطوه لي ذهبت للملك وشكوتكم إليه، فأجابوه قائلين: اننا فعلنا ذلك بأمر الملك فما بدا لك أن تفعله فافعله. أن تفعله فافعله. فصار السائح يمشي إلى أن وصل بلاد الملك وأراد الدخول فمنعه الحجاب فرجع وقال في نفسه: ما لي إلا أني أرصدة حتى يخرج وأشكو إليه حالي وما أصابني. فبينما هو على تلك الحالة ينتظر خروج الملك إذ سمع أحد الأجناد يخبر عنه، فأخذ يتقدم قليلاً حتى وقف قبال الباب فما شعر إلا والملك خارج فتقدم السائح نحوه ودعا له بالنصر وأخبره بما وقع له من المحافظين وشكا إليه حاله وأخبره أنه من أهل الله رفض الدنيا وخرج طالباً رضا الله تعالى فصار سائحاً في الأرض وكل من وفد إليه من الناس أحسن إليه بما أمكنه وصار يدخل كل مدينة وكل قرية وهو على هذه الحالة ثم قال: فلما دخلت إلى هذه المدينة كان رجائي أن يفعل بي أهلها مثل ما يفعلوا بغيري من السائحين فعارضني أتباعك ونزعوا أحد أثوابي وأوجعوني ضرباً فانظر في شأني وخذ بيدي وخلص لي ثوبي وأنا لا أقيم بعد الآن في هذه المدينة ساعةً واحدةً.الملك الجائر
فأجابه الملك قائلاً: من أشار عليك بدخول هذه المدينة وأنت غير عالم بما يفعل ملكها، فقال: بعد أن آخذ ثوبي أفعل بي مرادك، فلما سمع ذلك الملك الظالم من السائح هذا الكلام حصل عنده تغيير مزاج فقال: أيها الجاهل نزعنا عنك ثوبك لكي تذل وحيث وقع منك مثل هذا الصياح عندي فأنا أنزع نفسك منك، ثم أمر بسجنه، فلما دخل السجن جعل يندم على ما وقع منه من الجواب وعنف نفسه حيث لم يترك ذلك يفوز بروحه. فلما كان نصف الليل قام وصلى صلاةً مطولةً وقال: يا الله إنك الحكيم العدل تعلم بحالي وما انطوى عليه أمري مع هذا الملك الجائر، وأنا عبدك المظلوم أسألك من فيض رحمتك أن تنقذني من يد هذا الملك الظالم وتحل به نقمتك لأنك لا تغفل عن ظلم كل ظالم، فإن كنت تعلم أنه ظلمني فأحلل نقمتك عليه في هذه الليلة وأنزل به عذابك لأن حكمك عدل وأنت غياث كل ملهوف يا من له القدرة والعظمة إلى آخر الدهر. فلما سمع السجان دعاء هذا المسكين صار جميع ما فيه من الأعضاء مرعوباً، فبينما هو كذلك وإذا بنار قادت في القصر الذي فيه الملك فأحرقت جميع ما فيه حتى باب السجن ولم يخلص سوى السجان والسائح، فانطلق السائح وسار هو والسجان ولم يزالا سائرين حتى وصلا إلى غير تلك المدينة، وأما مدينة الملك الظالم فأنها احترقت عن آخرها بسبب جور ملكها.وأما نحن أيها الملك السعيد، فما نمسي ونصبح إلا ونحن داعون لك وشاكرين الله تعالى على فضله بوجودك مطمئنين بعدلك وحسن سيرتك وكان عندنا غم كثير لعدم وجود ولد لك يرث ملكك خوفاً أن يصير علينا ملك غيرك من بعدك، والآن قد أنعم الله تعالى بكرمه علينا وأزال عنا الغم وأتانا بالسرور بوجود هذا الغلام المبارك، فنسأل الله تعالى أن يجعله خليفةً صالحةً ويرزقه العز والسعادة الباقية والخير الدائم، ثم قام الوزير الخامس وقال: تبارك الله العظيم.العطايا الصالحة والخشية من الشقاق
في الليلة الواحدة والثمانين بعد الخمسمئة قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير الخامس قال: تبارك الله العظيم مانح العطايا الصالحة والمواهب السنية، وبعد فإننا تحققنا أن الله ينعم على من يشكره ويحافظ على دينه وأنت أيها الملك السعيد الموصوف بهذه المناقب الجليلة والعدل والإنصاف بين رعيتك بما يرضي الله تعالى، فلأجل ذلك أعلى الله شأنك وأسعد أيامك ووهب لك هذه العطية الصالحة التي على هذا الولد السعيد بعد اليأس وصار لنا بذلك الفرح الدائم والسرور الذي لا ينقطع لأننا قبل ذلك كنا في هم شديد وغم زائد بسبب عدم وجود ولد لك وفي أفكار فيما أنت منطو عليه من عدلك ورأفتك بنا وخوفاً أن يقضي الله عليك بالموت ولم يكن لك من يخلفك ويرث الملك من بعدك فيختلف رأينا ويقع بيننا الشقاق. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وإلى اللقاء في حلقة الغد